د. ناهد قرناص: دموع على المنصة

سألتني لمبة عبقرينو …لاول مرة ..(عادة انا التي استنجد بها في حالات الطوارئ) …سألتني (ما الغرض من بكاء الساسة عندكم؟؟؟)…لماذا يبكى بعضهم علنا امام الجماهير ؟؟؟ ماهي الفكرة ؟؟ …هل يريدون كسب أراضي جديدة؟؟ ..قلت لها.. لا اعتقد فالحزب الحاكم اعلن ذات مرة ان عضويته تفوق العشرة ملايين … هل يريدون كسب تعاطف باقي الشعب (الفضل؟؟) ..احتمال !!!…ولكني عجزت حقيقة عن ايجاد تفسير منطقي لدموع الساسة …والمضحك المبكي ان البكاء يكون في وقت نحن في امس الحاجة فيه الى تصريح ما… يشرح حقيقة الموقف …فيأتينا الرد على هيئة شفرة بكائية وجب علينا فك رموزها لمعرفة الحاصل ..ومن ثم ينفض السامر ..وبس خلاص.. على قول شعبان عبدالرحيم
بكاء الساسة في اثناء المخاطبة ..والجماهير في انتظار كلمة ما يتلقفونها من بين التنهدات …ذكرتني طرفة كنت قد سردتها من قبل ولكن لا بأس من الاعادة لملائمة الظرف …المصري كان يعمل بسوق البطحاء في الرياض السعودية ….وهو سوق مزدحم طوال الوقت …لذلك تتم فيه الصلاة بسرعة حتى لا يتعطل الزبائن ويعود التجار الى متاجرهم المغلقة بحكم القانون …يفعلها الائمة رأفة بالمسلمين فلا يطيلون الصلاة …ولكن المصري صادف في ذلك اليوم اماما حديث العهد بالسوق .. .. كان يبكي بين كل اية واخرى …فلا يتبين المصلون ما يقول ..فطالت الصلاة ..وتململ صديقنا ..حتى سلم الامام ..فاندفع المصري اليه من بين الصفوف صائحا (انا نفسي أعرف .انت بتعيط ليه؟؟ ها ؟؟ بتعيط ليه؟؟)…ثم مضى وشرع في ربط حذائه ..وفجاة خلعه وعاد مرة اخرى للامام وقال (وبالمناسبة …السورة دي بالذااااات .ما فيهاش عياط)…وترك الامام مبهوتا وذهب الى حال سبيله …
قياسا على ذلك …ورغم بعد شقة المقارنة بين الصلاة والخطابات السياسية …هل لنا ان نعرف (هم بيعيطوا ليه؟؟)…..السياسة وممارستها تحتاج الى حنكة وطولة بال وكذلك تحتاج الى مستشارين اذكياء يخططون للسياسي ويرسمون له طريقة الظهور ويكتبون له الخطابات ..بل تصل الى درجة توقع الاسئلة ووضع احتمالات الاجابة عليها ..الا في بلادي المتفردة في كل شئ ..يتم ارتجال الخطب انيا ..فتخرج الكلمات كيفما اتفق ..وتظهر عبارات تسير بها الركبان وتخلد عبر التاريخ ..فقط لانها اثارت الدهشة وفغرت الافواه من عمق الاستفزاز لشعب صبر وصابر طويلا …واهو كمان جابت ليها بكاء ودموع على المنصة …لذلك وحتى لا يستفحل الامر اكثر …و نتفاجأ بمواقف أعمق وأغرب … نقول للسادة ولاة أمورنا … (بالمناسبة ..الخطابات السياسية دي بالذااااات… ما فيهاش عياط؟؟)…ونهدي لهم أغنية مسجل ادم سيد الدكان (والله ما رضيناها ليك ..تغمر الدمعات عينيك )…وووصباحكم خير

د. ناهد قرناص

Exit mobile version