آخر المُراح تَجيْ الفَتْرَانة

أصدر السيد عبدالرحيم محمد حسين والي الخرطوم قراراً بإعفاء محجوب الحلاوي مدير عام مياه وﻻية الخرطوم من منصبه وعين الباشمهندس خالد علي خالد مديراً عاماً لهيئة مياه الخرطوم.
ويبدو واضحاً أن الجنرال يدفعه الحماس لحل مشاكل الوﻻية المترامية الأطراف على طريقة «دق الجراف خلي الجمل يخاف»، رغم أنه يعلم علم اليقين أن مشاكل الولاية قديمة استعصت على كل الوﻻة لكن للأسف هذا هو ديدن كل والٍ يعين جديد، يبحث عن كبش فداء يبدأ به وﻻيته الجديدة بمثابة تدشين لتوليه المنصب الجديد، وفي نفس الوقت يعتبر «شو» له « وأيضاً لكي ينشغل الناس بالقرار، وينصرفون عن أس المشكلة .ليت الوالي الجديد اجتمع بالمدير القديم وتتدارس معه ما تحتاجه هيئة توفير المياه بدلاً عن هذا القرار اﻻرتجالي والمجحف في حق المدير المقال. لأن الوﻻية أصبحت دولة مترهلة مترامية الأطراف من الصعب أن تعالج بهذه الطريقة العقيمة التي وإن فهم منها أنها تدعو إلى تجريم حكومة الوﻻية السابقة. عزيزي الوالي سبق أن هاجم الإعلام المدير السابق جودة الله عثمان الله «يطراه بالخير»، وأقيل وقتها في الحال والحال في حاله، بل زاد سوءاًً .عزيزي الوالي المشكلة عويصة وأكبر من إقالة مدير بكثير، لأن الوﻻية أنهكتها السياسات التعسفية لبعض الوﻻة لذلك أصابها الهرم المبكر وأصبحت في مؤخرة الوﻻيات في كل شيئ خاصة مياه الشرب التي تعتبر شريان الحياة. دائماً «آخر المراح تجي الفترانة».

رغم أن الوﻻية بها العاصمة الخرطوم التي تقع بين نيلين لم تستفد منهما وكيف يكون الحال بعد سد النهضة أو سد األفية الذي دار حوله لغط كبير من دول حوض النيل خاصة الشقيقة مصر التي وقفت ضد قيام السد من البداية، ولها من الخبراء في مجال المياه من يرون بعين زرقاء اليمامة ما ستؤول إليه الأحوال بعد قيام السد والذي سوف يشكل خطراً كبيراً على مصر والسودان معاً ورغم كل هذه التداعيات التي سوف تصاحب قيام السد تجد عندنا في السودان من يقف مع قيام السد؛ نحن الآن عاجزون كل العجز عن توفير مياه الشرب حتى إلى الأحياء التي ترقد على ضفاف النيل مثل مدينة الشجرة، والكلاكلات وجبرة، وتعجز هيئات خدمية مثل هيئة الكهرباء والمياه عن توفير خدمة مدفوعة الأجر مسبقاًً، بإمداد مستمر، لأن الأموال التي يتم تحصيلها والجباية التي لم تتوقف أبداً لو كانت تنفق في إنشاء شبكة مياه جديدة ومعالجة المشاكل معالجة جذرية لانتهت الأزمة، لكن ستبقى الأزمة تراوح مكانها طالما أننا نعتمد أسلوب التخدير والغطغطة، حتى ينفجر الموقف.

طريقة معالجة الأمور يجب أن تتم بطريقة عملية وعلمية، دراسة الموضوع، وضع خطة، ترتيب الأولويات، تحديد موضع الأزمة، وتجنب الحلول المؤقتة والترضيات، الخدمات لاتتحمل الموازنات، الناس سيصلون الحد قريبا فيكفيهم ما يلاقون من عنت في شتى وجوه الحياة.

السر موسكو
صحيفة ألوان

Exit mobile version