المخرج شكر الله خلف … أهوى صيد الأسماك ويشدني منظر البحر

ظلَّ المخرج شكر الله خلف الله صامداً في حوش التلفزيون القومي سنوات عدة، حتى صارت له فيه ذكرى وفكرة، ألفته استديوهات التلفزيون وألفها، بعد إنتاجه الثر من البرامج الاجتماعية والثقافية والمنوعاتية التي جعلته نجماً يسطع في سماء الإخراج التلفزيوني.

(اليوم التالي) أدارت معه حواراً من داخل مباني التلفزيون تحدث فيه عن أعماله وما يواجه إنتاج الفيديو كليب من مشاكل والعديد من القضايا المهمة.

* هل تستطيع منافسة الفيديو كليب العالمي؟

صناعة الفيديو كليب أمر شائك ومعقد لأنه يحتاج إلى تكاليف عالية وأدوات عمل ضخمة جداً، والإنتاج في السودان ضعيف وهكذا الحال في الدراما، والدولة لم تهتم بالبنى التحتية للدراما، رغم أنها مشروع وطني يجب أن تلتفت له الدولة، وتعد أبلغ وأصدق وسيلة، وتساهم بشكل كبير في حل قضايا الوحدة الوطنية وتماسك النسيج الاجتماعي، ففاروق سليمان عليه الرحمة عندما أخرج مسلسل (الدهباية) رأى أهل المنطقة أنفسهم من خلالها، وعندما يدرس التلاميذ أمير الشرق عثمان دقنة، أو ثورة (1924) ويشاهد علي عبد اللطيف بالطربوش الأحمر تثبت له القيمة التاريخية في ذهنه، لذلك الدراما وثيقة تاريخية مهمة جداً.

* إذن، هل ترى أننا نعاني من شح الدراما؟

واحدة من المشاكل التي تعاني منها الإدارات، لأنها تتعامل مع مشروع الدراما بطريقة جادة، لأن وزارة الثقافة والإدارات المختلفة في الدولة تتعامل مع الدراما بشكل موسمي، وهذا خطأ كبير، لأن الدراما غائبة في الوقت الذي يجب أن تكون حاضرة لتثبت التاريخ وكل القيم وموروثاتنا وعاداتنا السودانية، بينما الأغنية حاضرة تماماً في المشهد الثقافي، وذلك لأن الدراما تحتاج لتثبيت من خلال الصرف عليها من قبل الدولة.

* ولماذا نجد غزارة في الإنتاج للراديو؟

الإنتاج الإذاعي قليل التكلفة، لذلك نجده غزيراً أمام إنتاج الدراما التلفزيونية التي كما ذكرنا تحتاج لصرف كبير، فضلاً عن أن الناس تعودوا على سماع الدراما الإذاعية عند الخامسة مساء، ومن هنا أحيي القائمين على الدراما في الإذاعة، لأنهم ممسكون على الجمر حتى الآن، والإشكالية الأخرى التي تواجهنا هي عدم اعتراف الدولة والمجتمع بدور الدراما التاريخي، رغم أننا نشاهد الحراك الاجتماعي في سوريا من خلال مسلسل باب الحارة، لأننا لا نستطيع تقييم الحركة الاجتماعية إلا من خلال الدراما.

* الصحف تفتح أبوابها للمتدربين عدا التلفزيون؟

من قال ذلك، التلفزيون المؤسسة الوحيدة التي تستمر فيها الأجيال ويجمع كل أعمار الشعب السوداني امرأة كانت أو رجلاً.

* بعيداً عن الإخراج، ما هي هواية المخرج شكرالله؟

أحب كرة القدم وتجدني من متابعي الكرة العالمية بشغف، وأعشق الاطلاع والكتابة حتى أنني بصدد الانتهاء من روايتي الجديدة….، ومغرم بمشاهدة الدراما العالمية، أرتاح جداً لمنظر البحر وأميل لصيد الأسماك أحياناً.

* هل المخرج شكرالله راضٍ بما قدمه للتلفزيون القومي؟

لا يرضى الفنان أبداً بما قدمه من أعمال، إلى الآن لم أحقق (5%) من مشروعي الفني وأحلامي وطموحاتي، والفنان الذي يعتقد أنه قدم كل ما عنده يموت، لأن الفنان يعيش حالة قلقة أثناء بحثه عن قيمة جديدة ليقدمها للناس، ويستمر في التجديد والعطاء، لأن كل مرحلة عمرية يمر بها يكون نتاجها أشياء تليق بتجربتك، نحن الآن في مرحلة النضج العملي ونحتاج أن نتفرق للدراما والأعمال الوثائقية أكثر ونتعامل مع إنتاج كبير وضخم، لكن كل هذا لم نجده، لهذا نتجه إلى الإعلانات والبرامج القصيرة، وهذا قطعاً لا يحقق طموحنا.

* كيف ترى الواقع الفني الآن، وهل هناك تطور؟

أنا حزين، حزين جداً لهذا المشهد، في ظل الإهمال الذي يعاني منه قطاع الإذاعة والتفزيون من الدولة، في الوقت الذي صمدت فيه أكثر من (50) عاماً يبشرون بالوحدة الوطنية والآمال والإنجازات للمشاريع بمختلف الحقب الحاكمة، حتى بعد الدمج الأخير للإذاعة والتلفزيون الذي أوصى مؤتمر قضايا الإعلام بعدم دمجمهما يجد القطاع إهمالاً واضحاً، ولاسيما ضد أسواق عاملي الإذاعة والتلفزيون، وضد حلمهم أيضا،ً غير أنه يعد دليلاً على وجود إشكالية حقيقية لنظرتنا العامة للإعلام، لأن الإعلام صرف وقيمة وبنيات تحتية، ونحن نعاني أيما معاناة

 

اليوم التالي

Exit mobile version