الأحمر الوهاج (احب نجومك.. من دفاعك لي هجومك)

عشق كرة القدم ومحبة فريق ما دون غيره من الفرق ..شعور لا يمكن تبريره ..تجد نفسك تدافع عن فريقك حتى وهو في أقسى أيامه …وتتيه زهوا وفرحا عند اول هدف يدخل في شباك الخصم … ربما يقول لك البعض ..لماذا تشجع هذا الفريق بعينه..؟؟.. لماذا ترهن نفسك للون واحد …شجع اللعبة الحلوة ياخ ..ولكنك تعلم ..انه ليس بيدك ..وانك وجدت نفسك منساقا له دون ان تدري …فالحب في ذاتو مبرر كافي ..كما يتغنى افراد عقد الجلاد … لذلك لا اجد تفسيرا لحبي للمريخ وعشقي للاحمر … اتابع مبارياته بترقب ..وانتشي فرحا عند الفوز …. المريخ عشرة عمر وله ذكريات ظلت تبعث في النفس ذلك الاحساس المحبب الذي يجعلك تبتسم دون ان تدري كلما ذكر او رأيت شعار المريخ.. …عشنا معه اياما جميلة واهدانا لحظات فرح غامرة عندما عاد بكاس مانديلا ..وكأس دبي …وبطولة سيكافا …ذلك زمن ..كان في النفس حماس .. وفي الجسد وافر نشاط يجعلك تخرج الى الطرقات هاتفا مع الملايين (سجل ..سجل يا تاريخ ..كأس أفريقيا للمريخ)… ذلك عهد كانت الروح الرياضية فيه هي الغالبة ..وكثيرا ما كان اللاعبين من الهلال يجلسون لتشجيع المريخ في مباراياته الدولية.. والعكس أيضا يحدث عندما يمثل الهلال السودان في احدي المحافل الكروية ….كانت الروح الوطنية هي الأصل وما عدا ذلك ترهات لا تشغل بال احد …ما الذي حدث لتجد ان هناك من يتمنى فوز الغريب على (ود امك القريب)؟؟؟
نشجع الهلال وأي فريق سوداني اخر في كل المحافل الدولية ..وكل المباريات التي تجمعه مع فريق اجنبي .. ودية كانت او رسمية ..لكن مباريات القمة اكيد (غير ) …واكيد نتمناها دائما حمراء قانية …ولا يتنازعني الامر الا اذا تواجه المريخ مع احد الفرق العطبراوية …هناك اصبح كما الجليلة بنت مرة التي قتل اخاها زوجها …فكان ان رثت نفسها وهي زوجة المقتول واخت القاتل ..فقالت (انني قاتلة ..مقتولة ..ولعل الله ان يرتاح لي )…لكن اذا تواجهت الفرق الاخرى مع العطبراويين ..تعرفون تلقائيا لمن انحاز …وانا ما بفسر ..وانتوا ما بتقصروا ..
بالرغم من محبتي لكرة القدم ومتابعتي للمباريات ..لا اجيد لغتها وامارس الحسد العلني لكل من يتقن فن التعليق المباشر على المباريات او يكتب كتابات متخصصة عنها ..عندما انتويت كتابة هذا المقال صباح انتصار المريخ على الجزائريين ..كنت اريد تزويده بمصطلحات كروية مثل… تسلل … كورنر …اوف سايد .. ..كلام من نوع البكتبه الاستاذ (مزمل ابو القاسم) ….حاجة كدا بتاعة ناس متمكنين …ولكني في موقف من قال (لا خيل عندي اهديها ولا مال ..فليسعد النطق ان لم يسعد الحال ) ..فأجد نفسي ..لا املك الا عشقي اللامتناهي للاحمر الوهاج ..وذلك الزهو الذي ملاني ليلة المباراة …هذا الفريق الذي ظل يهدينا الفرح موسما بعد اخر ..وظل يزرع فينا الامل عاما بعد عام … فيا مريخنا العزيز ..معذرة ان قصرنا في حقك …وعجزنا ان نرد لك الجميل …..شكرا ثم شكرا …ولتدم لك القمة …والانتصار ..ولتدم لنا النشوة والافتخار …واخيرا وليس اخرا نهديك كل الحب ونغني لك (احب نجومك …من دفاعك لي هجومك) ..ووصباحكم خير

د. ناهد قرناص

Exit mobile version