(مطار ولا ملجة خضار)؟!!!

كتبنا في هذه المساحة قبل يومَيْن، عن ضرورة إجراء تحقيق عاجل، لمعرفة كيف تمكنت طالبة جامعية، تحمل جواز سفر دبلوماسي، من الخروج عبر مطار الخرطوم، دون أن يكون اسمها في كشوفات المغادرين، بينما ظهرت صورتها في تسجيلات كاميرات المطار، وهي تتجه نحو الطائرة التركية!
تساءلنا: كيف تمكنت من الخروج عبر جواز دبلوماسي، وإجراءات استخراج تأشيرة الخروج تقتضي وجود موافقة من الخارجية؟!
قلنا بالحرف الواحد: هذا مؤشر لوجود جهة مُمَثَّلة في فرد أو فردين وربما أكثر في المطار، لها دور في تسهيل الخروج، وتفعل ذلك بتواطؤ أو عبر مقابل مادي!
أحد الأصدقاء قال لي، إنه يمكنك أن تفعل الكثير في مطار الخرطوم بمائة دولار!
معلومات الزميلة المتميزة هاجر سليمان، أفادت بفتح تحقيق وتحرٍّ مع ضابط بالجوازات، قيل إنه وراء ما حدث، لا عن تؤاطو أو بمقابل؛ ولكنها المكالمات الهاتفية الداعية للوساطة وتجاوز القوانين.
ما حدث من تجاوز كان يستدعي أكثر مما تم.
في كل يوم تزداد قناعتي بوجود ثغرات كبرى في مطار الخرطوم، تسمح بالتجاوز والتلاعب.
أرجوكم اقرأوا جزءاً من رسالة جاءتني من قارئ، تأكدت من صحة ما ورد فيها من معلومات، تكشف بوضوح صادم طبيعة الأوضاع في مطارنا المفترض أن يكون دولياً!
أستاذ ضياء
تحياتي
واقعة مؤسفة حدثت معي، عبر الرحلة رقم 630 “فلاي دبي”، والقادمة من مدينة دبي فينسيا الخليج يوم الإثنين الماضي، حيث هبطنا في مطار الخرطوم الساعة الحادية عشرة والنصف مساءً، وجلسنا في صالة المطار ننتظر وصول الأمتعة؛ فإذا بي أنا وستة أشخاص آخرين نُفاجأ بأن أمتعتنا مُمزَّقة ومنزوع عنها عدد من الأمتعة بين “موبايلات وساعات وملابس”، وأكثر ما يدعو للأسف، هو أن من بين الركاب الذين تم السطو على أمتعتهم مواطن خليجي، فكانت تلك طعنة نجلاء، لأن ذلك الرجل كان مندهشاً بصورة تدعو إلى الرثاء. المهم في الأمر أنني ذهبت إلى مسؤول الأمن في المطار، وطلبت منها مقابلة مدير المطار لكي أشرح له الأمر، وأؤكد له خطورة العملية التي وصل إليها هؤلاء العمال المارقون، فكان أن قابلتني بكل برود، وتحدثت إلى المدير دون أن تسمح لي بمقابلته والتحدث إليه، وكان رد المدير بأن قال لها إن عدداً من الركاب قد تعرضوا للسطو عبر هذه الرحلة، وإنهم سيكوِّنون لجنة لمحاسبة المقصرين. والمعروف أن أي أمر تكون له لجنة سيموت في مهده. ونحن بالطبع لا نبحث عن التعويض لممتلكاننا التي فقدناها، رغم أنها غالية الثمن، إلا أننا ننادي وبأعلى صوتنا بضرورة العمل على بتر مثل هذه الأجسام الفاسدة من ساحة المطار، حتى لا تشوه سمعتنا كسودانيين خلصاء نعتز كثيراً بأخلاقنا وموروثاتنا السمحة التي ورثناها أباً عن جَد، وأهمها وأكثرها أهمية هي “الأخلاق السمحة” التي عرفنا بها، وإن فقدنا أخلاقنا وقيمنا ومبادئنا وأمانتنا فقل على سوداننا الحبيب السلام.
يعقوب آدم

Exit mobile version