المندوب الدائم للعائلة

جمعة مباركة.. إجازة سعيدة لطاحونة الحركة الدائمة.. ربما هي «تدويرة» لطاحونة أخرى في إطار آخر بعيد عن حراك العمل.. طاحونة الاجتماعيات النبيلة.. لم يكن الأمر بالنسبة لي أكثر من حمل الهم في أن ألملم بعض أطراف نفسي المنداحة في الانشغال لترتيب أوضاعي لمقبل الأسبوع وبصيص الأمل في أن أكون على علم أقله بما يدور في الاجتماعيات من حولي.. والأصل عندنا في هذه البلاد الحبيبة الاجتماعيات.. وإن كان على حساب العمل وغيره من تفاصيل.. وعندما كتبت من قبل عن «ممثل العائلة» رأى البعض أنني أدعو إلى الجفوة في العلاقات الإنسانية وما دروا أن أجمل ما في الحياة اقترانها بالحميمية، ولكن دعوني أقول كانت دعوتي للمشاركة في بعض مراسم المناسبات الاجتماعية بممثل للعائلة.. «أي عائلة» فيها بعض النظرة الإيجابية لرمزية العلائق تلك واعتبارات الوقت والاقتصاد والتدابير.. كمثال صغير قدمت دعوة لموظف وعائلته للمشاركة في مناسبة زواج أو أي فرح و يسكن هذا الموظف في الدخينات والمناسبة في الجيلي.. لك أن تتخيل الرهق والتكليف المادي والنفسي الذي يبذله للمشاركة التي قد تتكرر بذات الأبعاد لمناسبة أخرى في موقع آخر، ويفترض على هذا الموظف أن «يسطر اسمه بمداد من نور في كشف المناسبة..» ألم أقل لكم فوضوا أحدكم من كل عائلة لمهمة المشاركة في الأفراح؟! ونستثنى في هذه المرحلة الأتراح..

صديقتي العزيزة اتخذت قراراً بالمشاركة في المناسبات عبر الجوال فإن كانت الدعوة لزواج أرسلت للمعنيين نغمة هدية «يا عديلة يا بيضا ياملائكة سيري معه»… وان كانت الدعوة لسماية «أرسلت نغمة فرحانة بيك انا يا جناي..» وإن كانت الدعوة لعيد ميلاد أرسلت نغمة «هابي بيرث دي..» وإن كانت الدعوة لفرحة نجاح أو تخرج أرسلت نغمة «مبروك النجاح…» وكما قالت لي «بعد داك أسد دي بطينة ودي بعجينة.. وأهدي النغمة لنفسي» .. رغم أنها وسط الجماعة توسم بأنها «جافية بعض الشيء» ألا أنها تستفيد من التقنية بصورة أفضل.. وقد ضبطتها «تعزي بكاءاً حاراً على الموبايل في وفاة والد إحدى صديقاتها بولاية أخرى…» وقد شفعت لها الأخرى على طرف الهاتف الآخر لبعد المسافة وظروفها الضاغطة.. ومن تلك المكالمة تبدت بعض الذرائع لإدخال «بند الأتراح في فكرة ممثل أو مندوب العائلة..».. على النقيض لذلك سعدت كثيراً بلمة فرح مع بعض الأصدقاء الذين حرمتني منهم جفوة الأيام فضحكنا من القلب واستعدنا بعض الفرح الغائب أو المغيّب.. وتكاملت إحساسات رائعة افتقدناها في تواتر الأيام ودورانها وأحلى ما في الأمر اكتشفنا «أننا كبرنا سنين عدداً وأن حاسة التأقلم مع الزمن لم نكن نشعر بها رضاءاً بالقضاء والقدر».. قالت لي صديقتي في تلك الجلسة «كبرتي وبقيت أم لعروسة.. قلت ليها وأنتي كمان بقيتي خالة» فلم ترضى مني تلك العبارة ولا أدري لماذا؟ المهم في الأمر أن الأيام تجري من بين أصابعنا ونحن لا ندري ولا نحس بها وربما أننا لم تتح لنا بعض التقاءات والملمات «إن شاء الله عبر الجوال».. فإننا نتفاجأ في «مناسبة ما.. فرح.. حزن.. إننا أصبحنا أكثر جفوة وعمراً».. عليه ليس بالضرورة أن تؤمن بممثل العائلة أو مندوبها بقدر ما نؤمن على ضرورة المشاركة والغفران في حالة عدم التمكن منها.

آخرالكلام:-

ظروفنا تحكمنا كثيراً في التواصل والبعاد.. فإن سمحت لنا بالتواصل خير وبركة وإن لم تسمح لنا علينا أن نكون على قلب المحبة والصداقة ولو باستغلال التقنية الحديثة أو بمثل ما تغنى الرائع المرحوم (لو بهمسة).. (لو برنة)… أهديكم نغمة (أودع.. أودع كيف).. مع محبتي للجيمع

Exit mobile version