المطار وسرقة الحقائب!

في يوم نشر عمود (مطار ولا ملجة خضار؟!)، تلقيت اتصالاً هاتفياً من السيد صلاح سلام مدير مطار الخرطوم ،الرجل تفضل مشكوراً بشرح وجهة نظره حول السرقات التي تتم لحقائب القادمين للمطار.
كتبت في ذلك اليوم معلقاً على خروج إحدى طالبات جامعة مأمون حميدة ملتحقة بداعش وهي تحمل جوازَ سفر دبلوماسياً دون أخذ إذن من الخارجية ، وأكدت على وجود فوضى في المطار برسالة من صحفي زميل وهو الأخ يعقوب آدم حكى حادثة اعتداء بالسرقة تمت لحقيبته بمطار الخرطوم ومعه سبعة ركاب آخرون قادمون من دبي!
السيد سلام نفى المسؤولية عن مطار الخرطوم وقال إن الحقائب تأتي إليهم وقد عبثت بها أصابع في مطارات أخرى!
ما كان بإمكاني تصديق ذلك لأنني أعلم درجة الرقابة والمتابعة في تلك المطارات، حيث الكاميرات في كل مكان من بوابات الدخول إلى بوابات دورات المياه!

على صفحتي في الفيسبوك روى المتداخلون قصصاً شخصية عن الممارسة المخجلة والمؤسفة التي تتم بالمطار، بإمكاني تحويلها للسيد صلاح سلام إذا رغب في ذلك!
تحدثوا عن سرقات حدثت لحقائبهم بمطار الخرطوم دون أن تكون هناك جهة تقوم بتعويضهم أو حتى جبر ضررهم المعنوي بكلمات مؤاساة!
على إدارة المطار النظر تحت أرجلها لمعرفة الحقائق كما هي وألا تقوم بنشر الغسيل غير النظيف على حبال الآخرين، أصلحوا إعوجاج العود حتى يستقيم الظل!
صلاح إدريس أكثر من ثري!

الشهيد محمد طه محمد أحمد له الرحمة والمغفرة، كان يستطيع تكثيف كثير من المعاني في جمل معبرة تغنيك عن المزيد، قال لي ذات مساء، إن السودانيين شحيحون في منح درجات التميز والإجادة، لا يعترفون بتميزك إلا في شيء واحد فقط.
وضرب مثالاً لذلك بصلاح إدريس قائلاً : (شوف يا ضياء، صلاح ده زول مبدع، ملحن وكاتب وإداري، لكن السودانيين حيعترفو ليهو بحاجة واحدة هي إنو زول ثري بس)!
تذكرت مقولة الشهيد محمد طه حينما اطلعت قبل أيام على قطعة أدبية رائعة كتبها صديقنا المبدع وجدي الكردي عن موهبة صلاح إدريس في حفظ الشعر العربي القديم، وكيف أن وجدي سكرتير التحرير وقتذاك بصحيفة الأضواء أضاف حرفاً لبيت شعر جاء في مقال إدريس ، قلب الأخير الدنيا ولم يقعدها إلا على الجمر!
وجدي قال: ( صلاح الذي يواسي عازف (بنقز) في أمبدة ويعقد بعد ساعات صفقة مليارية في (جدة)، من أين له كل هذا الوقت)؟!!

أكثر ما يعجبني في الرجل مقدرته على الصمود أمام المحن، حتى إذا سقط سيفه يظل واقفاً يقاتل دون يأس، يفعل ما يقتنع به دون أن يجد نفسه مضطراً لمنافقة عيون الآخرين!
(إزيك يا عمو)!

صديقي الودود وأخي العزيز البدوي يوسف أب حمد زاملته لسنوات بالعزيزة (الرأي العام)، قرر بعد عشرين عاماً من كدح النهار وسهر الليل مغادرة ديسكات التحرير في الصحف السودانية والخليجية إلى مقعد الوظيفة في الميري القطري بوزارة الخارجية.
البدوي الآن يخرج من بيته صباحاً ويعود منتصف النهار ليقضي بقية اليوم مع أسرته الصغيرة يغسل رهق السنين بالضحك والونسة مع أطفاله ومتعة مشاهدة كوبا أمريكا وإبداعات المريخ.
صديقنا الرائع دوماً دكتور خالد التجاني في أيام رئاسته لتحرير صحيفة (الصحافي الدولي) طيبة الذكر، كان يدخل البيت ليلاً وأطفاله نيام وفي الصباح يتركونه تحت البطانية في نوم عميق.
قال لي إنه قرر قبل سنوات مغادرة الصحافة لأن أحد أطفاله قابله ذات صباح صدفة داخل المنزل وقال له :(إزيك يا عمو).

تجنٍّ إعلامي!

يوجد تجنٍّ إعلامي على برنامج (أغاني وأغاني) بقناة النيل الأزرق، ظل البرنامج في كل عام هو الأروع والأجمل والأكثر مشاهدة.

طه سليمان فنان حقيقي صوتاً وأداءً وحضوراً لكن البعض يستمعون إليه بعيونهم (مركزين مع ملابسه)!

شاهدت حلقة في البرنامج من أغاني الأستاذ المبدع عبد الكريم الكابلي، كانت قمة الروعة والمتعة.
الاستثناء الوحيد في الحلقة كان أداء عاصم البنا، الرجل يجيد غناء الحماسة والسيرة وبعض أغاني الحقيبة، من مصلحته ألا يختبر صوته خارج مجاله الحيوي!
صدح طه سليمان (سكر سكر سكر)، فلم يتمالك قدور نفسه فصاح بأعلى صوته (إنت ذاتك سكر) وأطلق ضحكته للريح ها ها هااااااااا.
الصور:
صلاح سلام مدير المطار- صلاح ادريس- طه سليمان- البدوي يوسف

Exit mobile version