طائر الشؤم باقان أموم.. ﻻ مرحباً بك في الخرطوم 1-2

وبدون أدنى حياء تعلن سفارة دولة الجنوب عن زيارة وشيكة ثانية سيقوم بها طائر الشؤم ونذير الإثنين الأسود باقان أموم إلى الخرطوم بعد الزيارة الأولى التي قام بها الرجل قبل نحو عامين، وحتى ﻻ ينسى شعبنا الطيب المسالم ما أقترفه هذا الرجل في حق السودان وشعبه أود أن أذكر بشيء يسير مما امتلأت به صحائف ذلك الحاقد اللئيم وأعدى أعداء السودان بعد سيده قرنق.

ﻻ أظن أن شعبنا المسالم نسي يوم الإثنين الأسود وما أدراك ما يوم الإثنين الأسود الذي كان باقان أول من(بشر) به شعب السودان حين صرح لجريدة الصحافة قبل سبعة أشهر من توقيع كارثة نيفاشا أن تلك الاتفاقية (ستقضي على دولة الجلابة)، ثم تحدث بعدها عن مخطط احتلال الخرطوم بتصريحه الذي ملأ الدنيا وشغل الناس وقتها حين تحدث عن (الحزام الأسود حول الخرطوم) الذي قال إنه سينفجر قريبا، وتحدث الحاقد الآخر إدوارد لينو الذي رشحته الحركة الشعبية (لتحرير السودان) فيما بعد ليكون واليا على الخرطوم عن ثورة وشيكة (للغاضبين المحيطين بالخرطوم) !

بعد 21 يوماً من تنصيب قرنق نائبا أول لرئيس جمهورية السودان في تلك الأيام النحسات خر قرنق من السماء صريعا في أرض الجنوب، وليس في الخرطوم إذ سقطت الطائرة اليوغندية القادمة التي كانت تقله من يوغندا وكان يقودها طيارون روس، ورغم ذلك انفجر أبناء الحنوب غيظا على الشماليين وخضعت الخرطوم لأبشع عملية تطهير عرقي في تاريخها الحديث فيما سمي بيوم الإثنين الأسود الذي كان باقان ينتظره لـ(تحرير الخرطوم) ممن ظل يسميهم بالجلابة.

الخرطوم التي سيزورها قريبا عدوها الأكبر باقان للمرة الثانية بعد الانفصال هي التي حين غادرها لأول مرة حازماً حقائبه مودعاً قال فيها التصريح الذي ضحت به الصحف وعالم الأسافير (ارتحنا من وسخ الخرطوم) ، باي باي عرب ، باي باي للعبودية، وغير ذلك من الغثاء الذي ﻻ يخرج إﻻ من فمه الملئ بقبيح القول وفاحشه.

لكن هل تعلمون ما فعل باقان في وعقب زيارته الأولى بعد الانفصال ؟

دراويشنا الذين يستعذبون ويستمتعون باللدغ من ذات الجحر مرات ومرات نسوا ما هرف به الرجل حول (وسخ الخرطوم) كما نسوا كل تاريخ الرجل المجلل بالسوء والعار واستقبلوا الحاقد الأكبر في مطار الخرطوم استقبال الفاتحين، وقلت يومها إنهم أوشكوا وهم يضاحكونه ويلاطفونه ويقيمون له الموائد الفاخرة .. أوشكوا أن ينشدوا له نشيد (طلع البدر علينا من ثنيات الوداع) الذي استقبل به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم إلى يثرب لأول مرة، ولم يقصر أوﻻد نيفاشا الذين يحلو للفريق مهدي بابو نمر أن يسميهم بعصافير الخريف والذين كانوا لا يزالون وقتها ممسكين بملفات التفاوض.. لم يقصروا في إضفاء كل صفات التبحيل والتكريم على باقان .

هل تعلمون ما حدث بعد أقل من 48 ساعة من مغادرة باقان مطار الخرطوم ؟ كان باقان حين زار الخرطوم يتأبط شرا وكان البند الرئيسي أن يناقش زيارة الرئيس لعاصمة دولة الجنوب التي كان يفترض أن تتم يوم الأربعاء التالي ليوم مغادرة باقان الخرطوم إلى جوبا، ومن لطف الله بهذا البلد أن يخرج الله أضغان هؤﻻء الوحوش ويستعجل الجيش الشعبي احتلال مناطق أبو كرشولا والسميح والله كريم قبل أن تغادر طائرة الرئيس إلى جوبا حيث كان باقان ينتظر على أحر من الجمر لتسلم الرئيس وتسليمه إلى محكمة الجنايات الدولية ليحدث هرجا ومرجا وفراغا دستوريا واضطرابا وفوضى يمكن أن يحدث جراءها شرُّ مستطير، أخطاء في التوقيت والتنظيم والتنسيق بسبب قلة الخبرة أحبط المخطط اللئيم، فتخيلوا أن يقبض على الرئيس في ذات الساعة أو الساعات التي تحتل فيها قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان تلك المناطق بعد أن تفتك بالمواطنين وتدمر وتخرب وتفعل الأفاعيل.

باقان الذي سيزور الخرطوم بكل قوة عين رغم كل تاريخه المجلل بالكيد للسودان يأتي هذه المرة في ظروف مختلفة فقد كان الجنوب عند زيارته الأولى موحداً وكان باقان في أوج قوته مفاوضاً من مركز قوة عن الجنوب ومسنودا من حكومته الموحدة في مواجهة حمائم نيفاشا وعصافيرها من مفاوضينا، وكان بترول الجنوب تحت إمرة حكومة الجنوب عند زيارته السابقة.

مياه كثيرة جرت تحت الجسر منذ تلك الأيام أحدثت تغييراً هائلاً في المشهد الجنوبي وحرباً أهلية طاحنة وانقساماً حاداً بين قيادات الصف الأول في الجنوب بمن فيهم سلفاكير ومشار وباقان وألور وغيرهم، وفقد مشار وباقان منصبيهما، وفتكت الحرب بالبنية التحتية الهزيلة في الجنوب وقتلت وشردت الجنوبيين، مما جعل الرجل يأتي إلى الخرطوم هذه المرة كسيراً ذليلاً وليس كما جاء في تلك الأيام، ولكن هل تغير باقان أم أن الأفعى ﻻ تملك أن تتخلى عن أنيابها السامة؟

نواصل

Exit mobile version