الأسواق.. استعدادات ما قبل العيد وشكاوى من ارتفاع الأسعار

تبقت أيام معدودة حتى ينتهي شهر رمضان ويطل العيد، وفي هذه الفترة تنشط الأسواق في تسويق وعرض بضائع وسلع أخرى، بخلاف التي كان رائجة في رمضان الذي يزدهر فيه سوق المواد الاستهلاكية والأغذية المختلفة، فيما تشهد الأيام الأخيرة من الشهر تحول النشاط التجاري نحو اهتمامات أخرى تتصدرها الكماليات وبعض الأساسيات المتعلقة بالعيد، ويأتي شراء الملابس الجديدة للأطفال والكبار على حد سواء من ضمن أهم الأولويات التي يحرص الجميع على الإيفاء بها، وتتباين المطلوبات في العيد من الملابس والأثاث والخبائز والحلويات إلى توفير نثريات ومصاريف المنزل في فترة عطلة العيد، لا سيما وهي فترة يتوقف فيها العمل وكسب الرزق، فتعمد الأسر على ادخار بعض المصروفات التي تعينها على مقابلة متطلبات العيد، خصوصاً وأن هذه الفتره يكثر فيها التزاور والتواصل بين الناس، مما يستلزم تجهيز وتوفير ما يلزم.

تقول (ربة المنزل) منى صلاح إنها تحرص على تغيير أثاث منزلها كل عيد فطر، مشيرة إلى أنها تقوم بتجهيز الستائر والملايات والأناتيك البسيطة, موضحة أنها قامت بشراء الملايات ودفعتها بالأقساط وسعر الملايا مبلغ (200) جنيه, واشترت ملايات أخرى بقيمة (150) جنيهاً، وقامت بدفعها كاملة لتتخلص من أعباء دفع الأقساط، لافتة إلى أنها ذهبت للمحل الذي تتعامل معه سنوياً لتعرف التصميمات الجديدة للستائر بعد أن تفقدت أسعارها وأنواعها في السوق الشعبي الخرطوم، موضحة أنها وجدت الأسعار غالية خاصة الأقمشة التي تكبس داخل الستارة. وتقول منى لقد كلفني عمل ستائري الذي يتمثل في الأقمشة والتركيب والخياطة الكثير، فكانت التكلفة تقدر مبلغ (1,277)جنيهاً, وأيضاً قامت بشراء بعض الأناتيك (روكنيات) بمبلغ (180) جنيهاً.

وفي المنحى ذاته، تقول ربة المنزل نجود عن الأسواق إنها (نار الأيام دي)، مضيفة أنها تحب التجديد وتحرص عليه في فترة الأعياد خاصة الملايات، بيد أنها قامت هذه السنة بشراء ملايات بالأقساط “خمس ملايات” سعرها (375) جنيهاً، لافتة إلى أن سعر الستائر الجاهزة في الأسواق أغلى وغير لائقة المنظر، وغالباً ما تكون قصيرة وذات حجم غير متناسب مع مساحات الغرف، لذلك فهي تحرص على تفصيلها عند الخياط، وترى أن ذلك أفضل من شراء الستائر الجاهزة، إلا أنها عادت وقالت بعدم مقدرتها على شراء ستائر جديدة لهذا العيد ستكتفي بستائرها القديمة، موضحة أنها قامت بتعديل فيها، بزيادة قماش بسيط داخل الستائر وهذا كلفها (190) جنيهاً، علاوة علة تكلفة الخياط (80) جنيهاً. و

تتفق معها ربة المنزل نهى رابح في غلاء الأسعار بكل شيء في الأسواق، كما شكت من ارتفاع أسعار الأقمشة المستوردة, وأضافت أنها حريصة على شراء ملابس أطفالها من السوق في عيد الفطر المبارك كل سنة، بيد أنها لا تهم بشراء الستائر الجديدة، لأنها عادة ما تقوم بحفظ الستائر القديمة, وتقوم نهى بشراء ملايات جديدة وتكون فخمة في شكلها لتظهر أناقة منزلها ليكون جميلاً، وذهبت إلى القول بأن العيد هو فرحة للأطفال الصغار، لأن ظروف المعيشة الصعبة ومؤشرات تراجع الوضع الاقتصادي أخفت ملامح فرحة العيد التي كانت قديماً تكتسي بها الوجوه.

وقال علي هاشم وهو أحد موظفي القطاع العام، إنه تفاجأ عند ذهابه للتسوق مع أطفاله لشراء ملابس العيد من (السوق الشعبي) الخرطوم، بارتفاع كبير وغير مبرر في الأسعار، خاصة الملابس الأطفالية التي يرى أن أسعارها مبالغ فيها, موضحاً أنه دائماً يقوم بزيارة منطقته بولاية الجزيرة لقضاء فترة إجازة العيد الصغير، فيشتري الملابس الجاهزة ويجهز نفسه للسفر. وعن تكلفة شراء الملابس، قال إنه اشترى ملابس أطفاله الثلاثة بمبلغ وقدره (545) جنيهاً، غير سعر الاحذية لهم، وهذا كلفه (215) جنيهاً, لافتاً إلى أنه قصد أن يذهب إلى السوق قبل ارتفاع الأسعار وزحمة الناس فيه، إلا أنه وجد الحال كما هو حتى في أواخر الشهر الفضيل، مشيراً إلى أن زوجته في عيد الأضحية تطلب منه صيانة المنزل وأيضاً تجديد مستلزمات البيت والأثاث، وهو ما يشكل رهقاً مالياً إضافياً عليه. ويقول غاندي ناجي (موظف): ذهبت لمحل بيع وصيانة الأثاث المنزلي بعد إخبار زوجتي بأن كراسي الجلوس باتت جاهزة، ويمكنني أخذها بعد ما صممت من جديد، ذهبت وأخذتها وهذا العمل كلفني مبلغ (1,240)جنيهاً، متمثلة في سعر القماش وسعر الصيانة زائداً قيمة الترحيل المضافة (120) جنيهاً، موضحاً أن زوجته تحرص على تغيير أثاث المنزل في الأعياد، تترك أصعب الأشياء وهي تقوم بشراء الملايات وشراء ملابس الأطفال, وإذا اندهشت من نسبة ارتفاع الأسعار، تقول اذهب واستفسر بنفسك، فإذا بي أجد الأسواق مرتفعة ويصعب محاججة التجار ومفاصلتهم في أسعار البيع والشراء.

سارا أبوبكر
صحيفة الصيحة

Exit mobile version