هل يمكن أن يحتوي كوكب بلوتو على حياة؟

وجود الماء على كوكب ما يعني إمكانية تطور حياة عليه، كما يقول العلماء. والصور الجديدة للكوكب القزم بلوتو تشير إلى أن النواة الصخرية له لا تحتوي فقط على جليد مائي، وإنما أيضاً على ماء سائل وصل إلى بعض مناطق السطح وتجمد.

أثارت الصور التي التقطتها مركبة الفضاء الأمريكية “نيو هورايزنز” للكوكب القزم بلوتو دهشة العلماء الألمان، إذ قال العالم الألماني أولريش كريستنسن، مدير معهد ماكس بلانك لأبحاث النظام الشمسي في مدينة غوتنغن الألمانية: “لقد فاجأني في تلك الصور أمران تفصيليان: وجود مساحات شاسعة دون فوهة بركان كبيرة، والجبال التي تتخذ شكل الأهرامات”.

وتستنتج بيانات نشرتها وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” أن وجود مناطق شاسعة على ظهر بلوتو لم تصبها ندب من فوهات البراكين دليل على أنها حديثة جداً، بحيث يمكن أن تكون نشأت منذ أقل من 100 مليون عام. ومن هنا يخلص العلماء إلى أن الكوكب القزم يمكن أن يكون نشطاً من الناحية الجيولوجية.

وأضاف كريستنسن قائلاً: “إن آثار الندب أزيلت من خلال نشاط بركاني داخلي”، مبيناً أن هذا “أمر لم يكن متوقعاً”. ووفقاً لهذا التفسير، يرجح العالم الألماني أن الطبقة المحيطة بالنواة الصخرية لبلوتو لا تحتوي فقط على جليد مائي، وإنما أيضاً على ماء سائل وصل إلى بعض مناطق السطح وتجمد.

وتصل درجة الحرارة على سطح الكوكب القزم إلى 200 درجة تحت الصفر. ويقارن كريستنسن بين هذا النشاط البركاني البارد على سطح بلوتو بقمر كوكب نبتون المسمى “تريتون”، إذ بيّن أن النشاط البركاني الجليدي على ظهر تريتون يمكن أن يكون راجعاً إلى إمكانية تسبب عمليات المد والجزر على سطح القمر في إفراز مياه، إلا أن هذا التفسير لا ينطبق على كوكب بلوتو، حيث لا تأثير لمثل هذه القوى على سطحه.

ومن الممكن أن يقدم النشاط البركاني الجليدي تفسيراً للجبال الواقعة على خط استواء بلوتو، والتي يصل ارتفاعها وفقاً لبيانات “ناسا” إلى 3500 متر، ويبدو أنها تتكون أساساً من ماء متجمد.

وأضاف أولريش كريستنسن أن من اللافت أيضاً وجود بقعة معتمة فوق قمر بلوتو المسمى “تشارون” تمثل لغزاً بالنسبة لوكالة الفضاء الأمريكية، مشيراً إلى أن من الممكن أن يكون جزء من الغلاف الجوي الرقيق لكوكب بلوتو فاض عن الكوكب وامتد إلى قمره “تشارون”، الواقع فقط على بعد 17500 كيلومتر وتكدس عند قطبه.

وكانت المركبة الفضائية “نيو هورايزنز” قد تواصلت بنجاح مع مركز التحكم التابع لـ”ناسا”، بعدما أصبحت أول مركبة تطير بالقرب من الكوكب القزم بلوتو، في إطار رحلتها الهادفة إلى استكشاف النظام الشمسي. وستمكن “نيو هورايزنز” علماء الفلك من إلقاء أول نظرة فاحصة عن قرب على الكوكب الذي كان من قبل الأكثر بعداً في النظام الشمسي، حتى بالرغم الرغم من أنه يعتبر الآن من الكواكب القزمة في حزام كويبر البعيد.

وقال جون جرونسفيلد، أحد كبار العلماء المسؤولين في وكالة “ناسا” إن الصور التي التقطتها المركبة قدمت للعلماء معاينة للكوكب تثبت أنه “عالم معقد للغاية ومثير للاهتمام. والآن لأول مرة على الإطلاق نعرف ذلك”. ورحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بذلك التطور في تغريدة على موقع “تويتر”، ووصفه بأنه “يوم عظيم للاكتشاف والريادة الأمريكية”. واقتربت المركبة من بلوتو على مسافة حوالي 12500 كيلومتر، متجاوزة “تشارون”، وهو أكبر الأقمار الخمسة التابعة لبلوتو، على مسافة 29 ألف كيلومتر، مرسلة أول صور مقربة لهذا النظام.

DW

Exit mobile version