عادل امام الزعيم الكرتوني الأجوف.. زعيمٌ ضد الثورة والشباب

“الزعيم” عادل إمام -كما يحب أن يلقبوه- ذو الطابع المتناقض والمتسلّق أبداً، رافضاً للثورة ومؤيدها ادعاءً، معروف بولائه لنظام المخلوع مبارك، ثم يدّعي معارضته التوريث، يسخر من الشباب وحراكهم الثوري ثم يُحرّضهم على فعل مشابه!

إمام صاحب الـ 75 عاماً طالما حابى الأنظمة الدكتاتورية وأعلن ولاءه لها في أرض الواقع، على الرغم من مسرحيته الهزلية الشهيرة “الزعيم” التي سخر فيها من الحُكَّام، إلا أنه كان يجاهر بتأييده نظام المخلوع والدفاع عنه، وأنه من أصدقاء عائلته، وعارض بشدة قيام ثورة يناير التي أدت إلى خلع مبارك، بل أظهر عداءه لها بوضوح!

إلا أن إمام أخذ يدّس السمّ في العسل، ففي أعماله السينمائية والدرامية لم يتوان لَحظةً عن السخرية من المظاهرات والفصائل السياسية المعارضة لنظام المخلوع، وإظهار الفصائل على أنها وصولية تُحركها مصالحها للسلطة، ثم يدّعي في عمله الدرامي الأخير “أستاذ ورئيس قسم” أنه مؤيد لقيام ثورة يناير، بل وينتسب إليها، إلا أنه يعود ليُحاكمها ويُبرزها على أنها سبب انتشار البلطجة والعنف وانتفاء الأمن، ولم يجد غضاضة في الهجوم المباشر وبشراسة على الثورة السورية، ونعتها بالحرب الأهلية، وأن ثورات الربيع العربي تسببت في الخراب والدمار التي تعيشه مصر ودوّل الربيع!

تسلُّق إمام جعله يلعب على جميع الأوتار، فهو لم يتهم نظام المخلوع بالفساد والمحسوبية والاستبداد والنهب، بل جاءت التهم من نصيب رئيس وزرائه، وعلى الرغم من أنه كان مؤيداً لنظام التوريث في مصر إلاّ أن إمام أبرز التوريث في عمله الفني الأخير كخطيئة وحيدة لهذا النظام، يجب أن نعارضها بشدة!

إمام ذلك الزعيم البالوني الساخر، لم يخلُ عمل له إلا وسخر فيه من الشباب وحراكهم الثوري وسفّهه، ثم يزعم تحريضه لهم للقيام به!

فقد سخر من شباب الألتراس والثوار بمختلف توجهاتهم الفكرية والسياسية، وأظهرهم ساذجين غير ناضجين ولا يصلحون لقيادة ثورتهم. فتارة هم خائنون لبلدهم وللثورة، وتارة ثانية هم أصحاب مصالح ومطامع وانتهازيون يسعون إلى السلطة أو إلى أي منصب، وتارة ثالثة بأنهم تخلَّوا عن وطنهم وثورتهم لصالح وصوليين، وتارة أخرى أنهم يريدون أن يظلوا متظاهرين دون رؤية واضحة ومطالب محددة!

إمام الذي كان يُحرّض الشباب قديماً على مفهوم -الصياعة والفهلوة- وممارسة الشغب والمعارضة في مسرحية “مدرسة المشاغبين”، إلاّ أنه، اليوم، يسخر من معارضتهم الأنظمة المستبدة وثورتهم عليها، لا لشيء سوى أن مصالحه معها!

كما أنه عاش طوال حياته يهاجم التيار الإسلامي والتيار اليساري، بشكل متصاعد، إلا أنه في أعماله الفنية الأخيرة راح يتهمهم أنهم متسلقون ومقصيون للآخر.!

وعلى الرغم من أنه هاجم الثورة والثوار والشباب وحكم الإسلاميين للبلاد، إلاّ أنه لم يتطرق إلى ذكر حقبة حكم العسكر، إبان ثورة يناير وبعد انقلاب يوليو الثاني، وكأنه يؤكد للشعوب المشاهدة أنه ابن هذه الأنظمة!

إمام ذاك الزعيم الكرتوني الأجوف، ما لبث يُثبت لنا طوال تلك العقود أنه أحد رجالات النظام القمعي وأن ولاءه الأول والأخير له مهما تبدّلت الأحوال، وأنه أيضاً ذلك الرجل السبعينيّ الذي يمارس تسلطه الأبوي على الشباب ويحتقر شأنهم ولا يعتّد بآرائهم لأنهم في نظره ليسوا ذوي خبرة والنضج كحال ملايين الأوصياء في بلادنا، لكنه نسي أن للزعامة أوصافاً ليست كالتي يرتديها، وأن لها أخلاقيات لم يتّسم بها، ومبادئ لم يستقِها.

أن تكون زعيماً، يجب أن تمتلك مبادئ نظيفة وثابتة، وأخلاقيات لا تعرف الانحراف، وتضحيات تُحيي أجيالاً وتصنع أمة..

العربي الجديد

Exit mobile version