هل تراجع القرضاوي عن فتوى العمليات الانتحارية؟

أثارت فتوى القرضاوي حول إباحته “العمليات الانتحارية” ضد النظام المصري عاصفة من الانتقاد الشديد من علماء الأزهر، حيث وصفها البعض بـ”الكارثة” التي تؤدي إلى خراب الأمة، وأنها لا تصدر إلا عن رجل بلغ به التخريف كل مبلغ، وتعصب تعصباً مبالغاً فيه.

في حين وصف البعض الآخر تلك الفتوى بالتخريب الديني، فهو يعلم أن النفوس محفوظة ودماء الناس عند الله أعظم من حرمة الكعبة، وأنه لا يجوز الانتحار مطلقاً إلا دفاعاً عن البلد.

ومن جانبه سارع مكتب القرضاوي إلى إصدار بيان أمس الاثنين نفى فيه ما رددته بعض وسائل عن إباحته للعمليات الانتحارية ضد النظام المصري، متهما إياها بالتلاعب بالتسجيل الذي روجته بعض وسائل الإعلام، وأنه مجتزئ ولا يعبر عن رأيه الذي يقصده من الحديث في الفيديو، الذي يعود لعام 2013 عن العمليات الانتحارية .

ونفى بيان القرضاوي دعوته الشباب المصري لقتل أنفسهم، مشدداً على أنه يثمن المعارضة السلمية مشيراً إلى أن حكم “العمليات الاستشهادية” فصله القرضاوي في كتابه فقه الجهاد.

وقال القرضاوي في بيانه إن هناك تنبيهين حول تلك القضية، أولهما وكما يقول “إننا أجزنا هذه العمليات للإخوة في فلسطين لظروفهم الخاصَّة في الدفاع عن أنفسهم وأهليهم وأولادهم وحُرماتهم، وهي التي اضْطرَّتهم إلى اللجوء إلى هذه العمليات، إذ لم يجدوا بديلا عنها، ولم نُجِز استخدام هذه العمليات في غير فلسطين لانتفاء الضرورة الموجبة أو المبيحة، وقياس البلاد الأخرى على فلسطين، كالذين يستخدمون هذه العمليات ضدَّ المسلمين بعضهم مع بعض، كما في الجزائر ومصر واليمن والسعودية والعراق وباكستان وغيرها؛ هو قياس في غير موضعه، وهو قياس مع الفارق، فهو باطل شرعاً”.

وثانيهما كما يذكر “أنَّ الإخوة في فلسطين قد أغناهم الله عن هذه العمليات، بما مكَّنهم من الحصول على صواريخ تضرب في عُمق إسرائيل نفسها، وإن لم تبلغ مبلغ الصواريخ الإسرائيلية، ولكنها أصبحت تؤذيهم وتقلقهم وتزعجهم، فلم يعد إذن المعوّل على العمليات الاستشهادية، كما كان الأمر من قبل، فلكلِّ حالة حكمها، ولكلِّ مقام مقال. والفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والحال”.

العربية

Exit mobile version