تسابيح مبارك: لا مبادئ للسباحة أو الغوص قد تقيك شر الغرق

كنا صغاراً نرمي الحجارة في برك مياه المطر… نراقب الدوامات التي تصنعها حجارتنا الصغيرة….. نتباهي كلما كبرت دوائرها… بل ونحمل حجارة أكبر أملا في كسر رقم قياسي لصنع أكبر قطر لدوامة عبثية…..

هكذا كنا لنكبر ونجد الدوامات الوهمية تحيط بنا من كل جانب… كلما حاولنا الخروج منها تشدنا نحو قاع اسن…. هنا كلما صغرت دوامتنا ازددنا سعادة وقل تجاذبنا بين دوائر مغلقة لاخلاص منها….. بعضها تجد نفسك جزءاً منها دون دراية والبعض الآخر تسوقك إليه الأقدار أو تتجه إليه بمحض إرادتك…… فيها لا مبادئ للسباحة أو الغوص قد تقيك شر الغرق أو حتى اقترابه….. متى ما اقتربت من مجالها أصبحت مهددا بلسعات البرد المشحونة و التي قد تشل تفكيرك في لحظات هي الاثمن……

حاول أن تختار دواماتك المتقاطعة مع آخرين بعناية…. لا تتهاون في تفاصيلها الدقيقة ولاتسمح لآخرين أن يحددوها لك…. وحدك انت الاعلم بقدراتك النفسية والبدنية…. اقترب كثيراً كن جزءا منها أو أبقى على ضفة يابسة تراقبها من على البعد… فمتى مابللت أقدامك يصبح الرجوع مكلف…… فعندها (البتبلبل بعوم)……… لاتسمح لهم بالاقتراب من مجالك قبل اختبارات عديدة…… لاتتداخل مع الآخرين أكثر مما يجب.. ولاتكن عبثيا في اختيار دواماتك.

بقلم: تسابيح مبارك

Exit mobile version