حاربنا السندوتشات وبنمشي للخالات

حليل أيام تلمنا نحن صينية ونفرد فيها ساحات للتشاور وللقضية فجرفتنا السبل بعيداً وجعلتنا نلهث وراء مطالبنا لتحقيق مآربنا، تناسينا الكثير ولكن ما أجبرتنا عليه الظروف يجعلنا في الوقت نفسه نسعى للحصول على البديل، فكان الحصاد أن تكون المكاتب والأرصفة هي من تحوي كل من أراد أن يحتفظ بإرثه وعاداته في الحفاظ على (الأكلات الشعبية) والتغاضي عن البدائل الأخرى المتمثلة في (السندوتشات) وأيضاً أثرت الظروف الإقتصادية التي نمر بها على طريقة تناولنا للأطعمة فإنعكس ذلك علينا ونسبة لإرتفاع السعرات الحرارية التي تحتوي عليها تلك (الأطعمة) والإحساس بالإمتلاء (الشبع) ولكن ما نلحظه وأصبح مرئياً للجميع عودة تلك(الوجبات) إلى مناضد المكاتب للإحساس بالإلفة واللمة بعد طول غياب نسبة للظروف العملية وغيرها عادت لكنها بثوب آخر نسجته خيوط الظروف وإن كان به تشابه قليل (بصينية البيت) لكن هذا أفضل من الحلول الأخرى.

وتروي إحدى الخالات التي إتخذت مكان رزقها وأكل عيشها بين إحدى المؤسسات قائلة: طبعاً فكرت أشتغل هنا نسبة لأن غالبية الموظفين وبعض الطلاب والمارة يفضلون هذه الوجبات المتمثلة في الأكلات الشعبية من (عصيدة بالتقلية) وغيرها.. وتضيف: في البداية بدأت بنوعين لكن بعد أن أصبح لديّ زبائن قمت بزيادة العددية والكمية.. وتسترسل في حديثها: سابقاً وبعد العمل كان الموظفون وغيرهم يتوجهون إلى المنازل لتناول وجبة (الغذاء) مع أسرهم.. لكن الظروف أجبرت الكثيرين على أن يبتعدوا عن الأسر رغماً عنهم.. وذلك لزيادة دخلهم، فأصبحوا يترددون علينا وصاروا زبائن عندنا.. وعندما سألتها عن فترة الإجازات بالنسبة لها وماذا تفعل؟، أجابت: السوق شوية بقل لكن (بشتغل وبلقى الفيهو النصيب) وتضيف: وأكيد كمان بتقل الكميات.. وختمت حديثها معنا قائلة: (قلنا نعوض الناس من أكل الكافتيريات بأكل البيت)، وإستطلعت (السياسي) عدداً من الآراء حول الموضوع فكانت البداية مع الأستاذ جمال عثمان الذي إبتدر حديثه قائلاً: نحن كموظفين بإعتبارنا نقضي جل وقتنا خارج المنزل نكاد نرى أسرنا في الساعات المتأخرة من الليل لذلك نلجأ إلى تناول الوجبات ما بين الكافتريات والمطاعم التي توجد بها الآكلات الشعبية.. لكن حالياً الحمد لله توجد سيدة بالقرب من المؤسسة التي نعمل بها تقوم بإعداد الوجبات التي كنا نتناولها في المنازل.. وأضاف قائلاً: ربنا رحمنا من الأكل الجاف (الشندوتشات)، وقال آخر (طالب بإحدى الجامعات): (نحن حاربنا السندوتشات ومشينا للخالات بقينا نعمل شيرنق).. والسندوتشات بقينا لا نميل إليها إلا وقت الإمتحانات مثلاً.. نسبة لضيق الوقت للمذاكرة وختم حديثه قائلاً: (عاوزين نعوض وجبات البيت المفتقدنها، فإتجهنا إلى الخلات البعملن الأكل البلدي).

الخرطوم: مودة جعفر
صحيفة السياسي

Exit mobile version