شر البلية ما يضحك!

نعم، شر البلية ما يضحك بل إن شر البلية ما يفقع المرارة ويفري الكبد، وهل من فاقع للمرارة أكبر من أن تخرج علينا من الماضي السحيق من بين ركام التاريخ وطياته وأضابيره امرأة منوط بها أن تقود البلاد نحو النهضة والتقدم لتحدثنا، ويا للعجب، عن كرامات الحسن الميرغني التي ستمكنه من إنقاذ البلاد مما هي فيه من أزمات؟ هل من عجيبة بل ومصيبة أكبر من أن تنصب امرأة بهذا المستوى المتدني من الفهم والاعتقاد في منصب نائب رئيس البرلمان الذي يفترض أنه يمثل ويعبِّر عن هذا الشعب الصابر المحتسب؟

من نلوم يا ترى؟ أنلوم حزباً يُدار بالإشارة من وراء البحار من لندن البعيدة ببركات (أبوهاشم) في زمن وصل فيه الإنسان إلى الفضاء مستكشفاً المجرات وهابطاً في القمر، أم نلوم المؤتمر الوطني الذي يصر على الاستقواء بالأموات وعلى إحياء العظام وهي رميم، رغم أنه يعلم أنها من أكبر عوامل تخلُّف هذه البلاد بين الأمم أم نلوم مجلس الأحزاب الذي يعطل قانونه ويجمده في سبيل الابقاء على هذه البلاد في درك التخلف الذي يكبل انطلاقها ويمسك بخناقها حتى تظل في ذيل العالم؟

الحوارة الجديدة التي أهَّلها ولاؤها المطلق للميرغني الصغير(الحسن) لأن تحتل المنصب المرموق تأبى إلا أن تبالغ في (تكسير الثلج) لسيدها فتقول إنه (من أولياء الله الصالحين وأولياء الله لا خوف علبهم ولا هم يحزنون)! وذلك، حسب زعمها، ما يؤهِّل الميرغني لإنفاذ خطته في إنقاذ البلاد خلال 181 يوماً حسبما وعد!

صدِّقوني إنني لستُ ناقماً على حزب الميرغني الذي أوقن أنه من خارج التاريخ، وكان ينبغي أن يُقذف به في مزبلته منذ زمن أو منذ أن صحب الميرغني الكبير كتشنر لاحتلال السودان واستعماره بقدر نقمتي على المؤتمر الوطني الحاكم الذي يستعين بالموتى لإحياء البلاد وإنقاذها.

من بربِّكم يحاسب المؤتمر ااوطني على ما يرتكبه في حق هذا الوطن المأزوم وهو يقوم بتنصيب هذه المرأة لتقود من خلال منصب نائب الرئيس برلمانيينا الذين لطالما أمَّلنا في أن ينهضوا بدورهم كممثلين للشعب في الرقابة على السلطة التنفيذية وفي أطرها على الحق اطرا ؟ نائبة البروف إبراهيم أحمد عمر في رئاسة البرلمان أيها الناس تقدِّس سيدها الذي هو أحد قيادات السلطة التنفيذية وتعتقد أنه ستُخرَق له نواميس الكون التي لم تُخرَق لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقاتل مشركي مكة وينهزم جيشه جراء أخطاء بعض أفراد ذلك الجيش في معركة (أحد) وتُكسَر رباعيته صلى الله عليه وسلم.. لكن قيادية حزب الميرغني التي (توهطت) في المنصب الرفيع بفضل ولائها لسيدها الميرغني تظن بل توقن أن (ولي الله) الميرغني الصغير سينقذ البلاد فيما تبقَّى من الأيام التي حددها للمهمة (الصغيرة) المتمثلة في إنقاذ البلاد من أزماتها المتفاقمة.!

السيدة المسبِّحة بحمد ولي نعمتها الذي صنَّفته من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون لمجرد أنه ينتسب للعترة النبوية الشريفة تجهل أن النبي الكريم قال مخاطباً ابنته: ( يا فاطمة بنت محمد إني لا أغني عنك من الله شيئاً) بل قال (والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها) كما تجهل أن درجة (الولاية) ترتبط بالإيمان والتقوى التي يؤتاها المؤمن ولا يعلم من يبلغها إلا الله وحده تصديقاً لقوله تعالى (فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى).

Exit mobile version