الأستاذ احمد البلال الطيب يكتب : عاجل لوالي الخرطوم

اختفاء شارع الشريف الهندي بالـخرطوم لماذا ؟ وكيف؟

‭‬ تلقيت عصر أمس الاول اتصالا هاتفيا من الجار العزيز د منصور خالد ، حيث نتشرف كثيرا بمجاورة مكاتبنا لداره العامرة بقلب الخرطوم، ويربط بيننا واحد من أشهر وأطول الشوارع بالعاصمة ويمتد من بري وحتى قلب الخرطوم، ويحمل اسم واحد

من أبناء السودانيين البررة والمناضلين والذين غادروا دنيانا الفانية وبقيت ذكراهم خالدة يتناقلها جيل من بعد جيل.
‭‬ ألا وهو طيب الذكر الراحل الشريف حسين الهندي، والحديث عن الشريف الهندي يطول ويطول سواء كان عن شخصيته المميزة في كافة المجالات أو إنجازاته الوطنية أو السياسية أو التنفيذية والاقتصادية وتكريسه للتجربة الحزبية السودانية عامة أو الاتحادية خاصة ونضالاته ضد الحكم العسكري المايوي، وحتى بعد المصالحة الوطنية. الشهيرة بين النظام المايوي والأحزاب والقوى السياسية لم يعد للوطن واستمر في المعارضة إلى أن توفاه الله وأعيد جثمانه الطاهر داخل صندوق لوطنه الذي أحبه فبادله حبا بحب وعرفانا بعرفان.
‭‬ ونقطة نظام اليوم ليس موضوعها د منصور خالد الوجه السوداني المشرق محليا وإقليميا ودوليا ، ولا الراحل المناضل الشريف حسين الهندي، وإنما موضوعها هو الاتصال الهاتفي الذي تلقيناه من د منصور خالد وسعدنا به جدا، ولعدة أسباب : سعدنا به لأنه جاء مشحونا بقيم الوفاء بعيدا عن الانتماءات الحزبية الضيقة.
‭‬فلقد أحسست بالضيق والحزن الشديدين بنبرات د منصور خالد وهو يقول لي، إنني اتصلت بك لأننا جيران ونجاور واحداً من شوارع العاصمة، وقاطعته فرحا ومفتخرا: نعم شارع الزعيم الشريف حسين الهندي.
‭‬وصمت برهة ، حتى حسبت أن الاتصال قد انقطع كما تعودنا هذه الأيام من جميع شركات الاتصال، وجاءني صوته متسائلا: أنت متأكد؟ هل مررت أو نظرت للافتة ، ثم أردف قائلا مابين يوم وليلة تغيير اسمه باسم رجل أعمال راحل هو الشيخ مصطفى الأمين، وبذكائه المطبوع ، الراحل الشيخ مصطفى الأمين مكان احترامنا وتقديرنا ونعرف أفضاله على الوطن ، ولكننا استغربنا جدا لهذا التغيير الغريب لاسم الشارع وبهذه السرعة وفرض الأمر الواقع.
وحقيقة رغم ثقتي المطلقة في حديث د منصور خالد والذي لا يطلق الحديث على عواهنه، وتصادف وجودي بالخرطوم فتوجهت على الفور لموقع اللافتة والتي أمر عليها يوميا ذهابا وإيابا ولعدة مرات في اليوم إذ هي تقع في مدخل الشارع المؤدي لمكاتب الصحيفة. ولأن اللافتة ترسخ الاسم الذي تحمله كنت تلقاء أحس به عندما أصله دون أن انظر إليه. وكادت المفاجأة أن تلجمني وأنا اقرأ اللافتة الجديدة وأخرجت هاتفي الجوال وقمت بأخذ هذه اللقطة والتي يجدها القارئ الكريم على صدر نقطة نظام اليوم، حيث نزعت اللافتة التي كانت تحمل اسم الراحل ( الشريف الهندي)، واستبدلت بلافتة جديدة في نفس مكانها كتب عليها ( شارع الشيخ مصطفى الأمين).
‭‬نقطة النظام الأولى:الشيخ الراحل مصطفى الأمين، رمز للعصامية والرأسمالية السودانية الشريفة ، ويستاهل أن يطلق اسمه على أكبر وأهم الشوارع بالعاصمة ، واحسب صادقا أن الرجل لو كان عليه رحمة الله حيا وعلم بهذا الأمر لقام بنفسه راجلا ونزع اللافتة التي تحمل اسمه وأعاد اللافتة التي تحمل اسم الراحل الشريف الهندي.
‭‬نقطة النظام الثانية: نوجهها هذه المرة مباشرة للفريق أول مهندس عبد الرحيم محمد حسين والي ولاية الخرطوم، متسائلين سواء أن تم هذا الأمر في عهده أو سبقه، من الذي اتخذ هذا القرار ؟ شطب اسم الراحل الشريف الهندي من الشارع واستبداله بالراحل الشيخ مصطفى الأمين؟ وما هي الخلفيات والأسباب والملابسات التي أدت لاتخاذ هذا القرار الغريب، وقبل وبعد ذلك نتطلع لتصحيح هذا الوضع فورا، وبعد تصحيح الوضع ومعرفة الأسباب لنا عودة موسعة بإذن الله .

صحيفة الدار

Exit mobile version