زوجتي مارست الزنا مع شاب عدة مرات، اعترفت وبكت وكادت أن تنتحر وطلبت أن أغفر لها، لي منها طفلان فهل أطلقها ؟واذا لم أطلقها فهل أكون ديوثا؟

فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله
منذ علمت بالمصيبة ضائق صدري وتثقلني الهموم وأبغض زوجتي واحتقرها….
زوجتي كانت على علاقة بشاب منذ أكثر من ثلاث سنوات وقبل سنتين اكتشفت ذلك وحين واجهتها اعترفت لي بأن العلاقة لم تكن أكثر من اتصالات بالتلفون…إلى أن ظهرت لي الحقيقة فقد وجدت رسائل منه وفيها يتكلم عن الأماكن التي كانوا يلتقون فيها وقد مارسوا الزنا عدة مرات.. وعندما واجهتها انهارت واعترفت وبكت وكادت أن تنتحر وطلبت أن أغفر لها..
لي منها طفلان فهل أطلقها ؟ وهل أخبر والدها بالحقيقة ..أم أستر عليها..واذا لم أطلقها فهل أكون ديوثا؟

الجواب:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وأسأل الله تعالى أن يجبر كسرك وينفس كربك ويفرج همك، وأكثر – أخي من الاستغفار – فمن لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب، ثم إني أجيبك عما سألت عنه فأقول:
أولاً: الزوجة قد أثمت إثماً مبيناً حين استبدلت الذي هو أدنى بالذي هو خير، ورضيت لنفسها بأن تقيم تلك العلاقة الآثمة مع من لا يرجو لله وقارا، وقد أغناها ربها بالحلال الطيب ورزقها بالزوج الذي قضت معه وطرها ورُزقت منه بالذرية، والواجب عليها أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً؛ فإن الذي وقعت فيه إنما هو كبيرة من كبائر الإثم والفواحش
ثانياً: أنت مأجور على سترك عليها، والله جل جـلاله حيي ستِّير يحب من عباده من كان ستِّيرا، ولا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة، والجزاء من جنس العمل، وحسبك أن يعوضك الله خيراً في ذريتك ويريك منهم ما تَقَرُّ به عينك، فلا تخبر والدها ولا أحداً من العالمين بالذي كان، ولست بديوث إن شاء الله بل أنت ستير تحفظ عرضك وتستر أم عيالك
ثالثاً: أنت بخير النظرين في شأن تلك المرأة؛ فإن علمت من حالك معها أنك قادر على تقويمها وتأديبها وإلزامها حدود الشرع فبها ونعمت، ولعل الله تعالى يصلح حالها ويهيديها سواء السبيل، وإن كنت ترى من نفسك ضعفاً وأنها قد اعتادت سلوك الطريق الأعوج فلا أنصحك بإمساكها بل فارقها ولعل الله تعالى يبدلك خيراً منها، والله الموفق والمستعان.

Exit mobile version