«حواء داعش» وجهان للانحراف والاستعباد

المرأة في تنظيم «داعش» الإرهابي لغز محيّر، له وجهان متناقضان تماماً، فهي إما سبيّة تعكس سعي التنظيم لإحياء عصور الاستعباد، أو مقاتلة منحرفة فكرياً واجتماعياً وإنسانياً، وهنا تبرز جملة من علامات الاستفهام والتعجب حول استماتة بعض النساء للتضحية بكل شيء في حياتهن للالتحاق بصفوف «داعش».

مشاهد بيع التنظيم سباياه تعيدنا إلى عصور الظلام بشكل مؤلم، فهو ينتقي الطفلات والفتيات الجميلات، بعد الانتقام بأبشع الطرق من الأخريات، ويجردهن من ملابسهن ويعرضهن للبيع في مزادات يحضرها قياداته وعناصره وحفنة من أغنياء المناطق التي يسيطر عليها، ما يدفعهن للانتحار. إلا أن الظاهرة المريبة في ظل هذا التسلّط والهمجية هي هرولة مراهقات ونساء من عالم الازدهار والمساواة إلى أهوال الحروب والعيش بشقاء مع إرهابيين متوحشين.

أسعار السبايا المعروضات في أسواق التنظيم تستند إلى العمر والإغراء اللذين يتوفران في الضحايا المقيدات الأرجل والأيدي في حبال طويلة لجرهن، في مشهد مسيء إلى الكرامة الآدمية والقيم الإنسانية، ومع ذلك تتهافت مئات الفتيات والنساء طوعاً للعيش في «كنف» جحيم التنظيم.

غسيل أدمغة

ولتجنيد عناصره النسائية، لا يستهدف التنظيم النساء الشرقيات فقط بل يركز جهوده على من يعشن في الغرب، ليستقطبهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص، ويتم الإغراء بالمال والتوبة تارة وبالحصول على «الأمان».

ويتم تقسيم المجندات أو الراغبات في الانضمام إلى «داعش»، بمجرد وصولهن إلى الأراضي السورية عبر المطارات التركية تحديداً، وفق معايير عنصرية، فالأفضلية للغربيات الشقراوات اللواتي أشهرن إسلامهن.

وهنا تطرح علامات استفهام عدة حول رغبة بعض الإناث، المخلوقات الرقيقة مرهفة الحس والعواطف، في الانضمام إلى هذا التنظيم الوحشي الذي تتنافى ممارسته مع كل الأديان والمواثيق والأعراف.

عضو المؤسسة الفرنسية للعلاقات الدولية والاستراتيجية كريم بكزاد، يقول إن «مقاتلات داعش يجدن في الزواج من محارب فكرة رومانسية، حتى إن بعضهن وجد أن قطع الرؤوس وجزّ الأعناق لا يخلوان من سحر المغامرة»، لكن فتيات أوروبيات اعترفن بصدمتهن من الواقع الذي تخيلنه قبل السفر.

دعاية مخادعة

وبحسب محللين، تبدو قدرة التنظيم على اجتذاب المقاتلات من الغرب بواسطة الدعاية السياسية الممنهجة ناجعة وفعالة، خصوصاً باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وترويج شعارات رنانة كالدفاع عن المسلمين والعيش تحت شرع الله وغيرهما، لا سيما بين من يملنّ للعزلة أو يتعرضنّ للتهميش الاجتماعي.

ويقول الخبير في الجماعات المتشددة ماثيو غيدار: «البعض شعرن بالتمييز في فرنسا وبالرغبة في ممارسة دينهن بحرية مطلقة، دون أي شكل من التدابير المهينة»، ومنها حظر النقاب.

كما أن بعض الفتيات ينظرن إلى النظام الاجتماعي الغربي على أنه ممل وروتيني يفتقد حس المغامرة والإبداع، هذا فضلاً عن غياب «القضية» والمبادئ، لذا يصبح العنف متنفساً وحيداً في نظر بعضهن للتخلص من الرتابة والضجر.

فيما يرجع عدد من الخبراء أن سبب انضمام النساء إلى صفوف «داعش» لاعتقادهن بأن انضمامهن سيجعلهن محصنات ضد الاعتداءات والعنف، وأنه سيعطيهنّ موقع قوة على سائر النساء، وسيعزز ثقتهن بأنفسهن، وهو مخالف تماماً للواقع.

وتقول أخصائية شؤون المرأة والعنف الجنسي نيمي غوريناثان، إن «سبب انجذاب نساء في الغرب للخطاب الديني لداعش المتعارض مع حقوق المرأة يرتبط بموقف سياسي. فهؤلاء النساء يدركن أن المعركة لا تتعلق بحقوق المرأة بل بقضية «قيام الخلافة»، وبالتالي فهن يدخلن من أجل الصراع السياسي، وهن يبحثن عن أمور من بينها الأمن والأمان، حيث لديهن الشعور بأن هويتهن مهددة».

فيما يشير الباحث في شؤون التطرف بجامعة أنتويربين البلجيكية منتصر الدعمة إلى أن تزايد حدة «الإسلاموفوبيا» وصعود الأحزاب اليمينية في أوروبا من الأسباب التي تدفع بالفتيات إلى الانضمام للتنظيمات الإرهابية.

جهاد النكاح

إلا أن وجود هذا العدد الكبير من المنتسبات للتنظيم يتطلب تفسيرات أخرى غير الآلة الإعلامية والقضايا الاجتماعية، حيث يبقى السبب الأكثر واقعية بحسب المراقبين ولكنه الأكثر صدمة هو الغريزة البدائية.

فقد ارتبطت صورة المرأة في علاقتها بالتنظيم من خلال المنظور الجنسي، أو ما يطلق عليه «جهاد النكاح»، وهو محاولة تقوم بها التنظيمات الإرهابية لإقناع الرأي العام بأن المرأة يمكن أن تجاهد هي الأخرى بجمالها وحظوتها عند الرجل، ودون الحاجة إلى محرم كما في السابق.

وتعتبر تونس أول الدول التي نبهت إلى قضية «جهاد النكاح»، فيما أفاد حقوقيون سوريون بأن التنظيم فتح مكتباً في يوليو من العام الماضي في شمال سوريا، يتيح للأرامل والنساء غير المتزوجات تسجيل أسمائهن للزواج من مسلحي التنظيم، الذي أعدم عناصره أخيراً 19 امرأة في مدينة الموصل العراقية لرفضهن تلبية رغباتهم الجنسية.

تجنيد

وتزداد خطورة الأمر ليس بانضمام الفتيات إلى «داعش» فحسب، بل أيضاً بانخراطهن في القتال. واللافت أن النساء يتم تدربيهن بشكل احترافي على حمل السلاح واستخدامه، وهي ظاهرة تعد جديدة في التنظيمات الإرهابية عموماً وتنظيم «داعش» بشكل خاص.

وفي العام 2014، تم الكشف عن زجّ التنظيم بالمرأة في المعترك العسكري بانضمام نحو 300 شابة أوروبية، بينهن حياة بومدين رفيقة أحمد كوليبالي منفذ الاعتداء على المتجر اليهودي في باريس. وتنشط أغلبية الخلايا التي جندت النساء في إسبانيا وسبتة، ومليلة والتي تعدّ الحديقة الخلفية لشبكات التمويل والتجنيد.

ويقول مدير مرصد الشمال لحقوق الإنسان في المغرب محمد بن عيسى: «بالنسبة لتنظيم داعش والجماعات المتطرفة، فهي لا تفرق بين المومسات وغير المومسات، ويتم تجنيد الفتيات بكل الوسائل وكل الطرق المتاحة، عن طريق الزواج الإلكتروني أو موفدات ووسيطات».

وشكّل التنظيم في محافظة الرقة (شرق سوريا) كتيبتين نسائيتين «الخنساء» و«أم الريان»، مشترطاً أن تكون المنتسبات من «النساء العازبات بين عمر 18 و25 عاماً، وبشرط التفرغ الكامل للعمل مع التنظيم».

وتقول نيمي غوريناثان: «في الأصل لم تكن هناك نساء في التنظيم، كما هي الحال في الكثير من التنظيمات المشابهة، ولكنهم أحسوا لاحقاً بأهمية وجود المرأة في صفوفهم وشكّلوا كتيبة نسائية بالكامل، وبعض النساء يشاركن في القتال على الخطوط الأمامية».

مطلع العام، نشر معهد الحوار الاستراتيجي البريطاني دراسة قدرت عدد المقاتلين الغربيين في «داعش» بنحو ثلاثة آلاف مقاتل بينهم 550 من النساء. وقد أعلن رئيس وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية هانز جورج ماسن بلوغ عدد الألمانيات المقاتلات في التنظيم عتبةَ المائة من أصل 700 ألماني التحقوا به، ما يعني أن النساء يمثلن نحو خُمس المقاتلين الغربيين في التنظيم.

أسعار الرقيق

أما في ما يخص تجارة الرقيق التي يمارسها «داعش» لا سيما بحق الأيزيديات، فقد نشرت منظمة الأمم المتحدة قائمة أسعار بيع الإماء، بعد تداولها إعلامياً لمدة عام تقريباً، وهي قوامها أن الأكبر سناً هنّ الأرخص ثمناً، ولكن الفاجعة أن الصغريات اللاتي تتراوح أعمارهن بين عام وتسعة أعوام هنّ الأغلى ثمناً، إذ تباع الواحدة منهن بنحو 165 دولاراً، فيما يبلغ سعر المراهقة 124 دولاراً، أما النساء فوق الـ 20 فهن أقل سعراً بـ 80 دولاراً، والنساء فوق الـ 40 الأقل على الإطلاق بسعر 41 دولاراً.

الشراء والمزايدة يستندان إلى التسلسل الهرمي داخل التنظيم، فالأولوية لقادة الميليشيات ثم الأثرياء من المدنيين الذين يعرضون آلاف الدولارات مقابل شراء الضحايا، ثم يتم تقديم ما تبقى للمسلحين بالأسعار المنصوص عليها في لائحة الرقيق.

وتقول الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الخاص بضحايا العنف الجنسي في النزاعات زينب بانغورا: «الفتيات يتم بيعها مثل برميل البترول، الفتاة الواحدة يمكن بيعها وشراؤها بواسطة خمسة أو ستة رجال مختلفين، وأحياناً يقوم هؤلاء المسلحين ببيع الفتيات إلى أسرها أو أقاربها بآلاف الدولارات على سبيل الفدية».

ويقول مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن: «فيما يتعلق بتوزيع النساء، داعش يسبي نساء الأقليات مثل الأيزيديات ويبيعهن لمقاتليه، بينما يتخذ لعناصره من المهاجرات أو السوريات زوجات ومن الكِتابيات جواري كي يظهر للرأي العام أنه يتعامل حسب أصول الإسلام».

مهمة مستحيلة

هذا التشابك في تفاصيل انضمام المرأة إلى «داعش» طوعاً أو كراهية يجعل مهمة خلاصها من براثنه شبه مستحيلة.

وترى بانغورا أن القضاء على تجارة الرقيق في الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف يكاد يكون مهمة مستحيلة، قائلة إن «لديهم آليات وبرنامج لكيفية التعامل مع هؤلاء النساء، ولديهم مكتب للزواج ينظم عمليات بيع النساء وقائمة الأسعار، إنهم ليسوا جماعة متمردة عادية، إنهم مختلفون، لديهم مزيج من الجيش التقليدي والدولة المنظمة التي تعمل بشكل جيد».

فسوق الرقيق الجديد يعد تجارة مربحة للتنظيم الإرهابي، ويشمل آلاف العراقيات، وأكثر من خمسة آلاف من النساء والفتيات الأسرى من الطائفة الأيزيدية.

وتقول النائبة الايزيدية في البرلمان العراقي فيان دخيل إن «ما تعرضت له الأيزيديات خلال العام الماضي على يد العصابات الإرهابية الداعشية جريمة كبرى ضد الإنسانية وضد المرأة عموماً، لا سيما وأن هذه العصابات تاجرت بهن واغتصبت بعضهن، وعرضت أخريات للتعذيب لرفضهن المثول لأوامرهم».

وبحسب المرصد العراقي لحقوق الإنسان، فإن «داعش» اختطف أكثر من سبعة آلاف أيزيدي، 70 في المائة منهم أطفال وإناث، يتعرض غالبيتهم إلى اعتداءات جسدية.

تجارة مربحة

وتقول إحدى المحررات الأيزيديات من بطش التنظيم واسمها دالية: «يقوم التنظيم بفصل كبيرات السن عن الشابات، ثم يأتي قادة داعش، ومن بينهم أتراك وألمان وشيشان، بشكل يومي ويقوموا بشراء واحدة منا. أخذني أحدهم إلى بيته في تلعفر، حيث كانت تقيم زوجته وأولاده الثلاثة. وبعد خمسة شهور قدمني هدية إلى شيشاني يدعى أيمن، اغتصبني على مدار ثلاثة أيام. ثم استبدلني بأيزيدية أخرى».

وتضيف دالية: «ثم اشتراني عنصر آخر يدعى أبو مصطفى، الذي واصل اغتصابي لمدة شهر، ثم باعني لأحد سكان الموصل يدعى عزام. وهذا كان يغتصبني كل ليلة.

وبعد شهر قام ببيعي لشخص آخر من الموصل، إلى أن سئم مني فقام ببيعي إلى طبيب من الموصل. والطبيب قام ببيعي إلى شخص من كركوك، الذي اشتراني من أجل إطلاق سراحي».

المكلف بملف الأيزيديين في إقليم كردستان العراق هادي دوباني يوضح أنه يتم دفع نحو ألف إلى عشرة آلاف دولار لأفراد «داعش» مقابل كل امرأة. مضيفاً أنها «تجارة مربحة» فهم يشترون المرأة بخمسين دولاراً، ويبيعونها مقابل آلاف الدولارات بعد اغتصابها لشهور.

«ملكة جمال داعش»

مثّلت المراهقة النمساوية سمراء كيزينوفيتش، التي انتهت قصتها بشكل مأساوي، والتي أُطلق عليها لقب «ملكة جمال داعش»، والتحقت بالتنظيم مع صديقتها سابينا سيلموفيتش، أداة إعلامية للتنظيم الإرهابي في مواقع التواصل الاجتماعي وطُعماً لجذب المراهقين.

تلك المراهقة التي لم تتخط السادسة عشرة من عمرها، كانت قد انطلقت في رحلة البحث عن التشويق والإثارة، إلا أنها سرعان ما اكتشفت قذارة الحياة التي هربت إليها، وناشدت عائلتها لإنقاذها بعد أن أصبحت حاملاً من مائة مقاتل داعشي، قبل أن يعلن مسؤولون أمميون مقتلها بسبب تعرضها للتعذيب الجنسي من قبل عناصر التنظيم.

9 نساء يتصدرن قائمة أخطر «الداعشيات»

يكرس تنظيم «داعش» تراتبية تشمل كل عناصره وقياداته وتطال نساءه أيضاً، وكلما علا شأن زوج امرأة التنظيم علت مرتبتها، وكلما ارتفعت مكانة امرأة داخل جدول فظاعات «داعش» أصبحت أكثر دراية بعمليات التنظيم الإرهابية. وتعد أم سياف ورجاء الأنصاري من بين نخبة الداعشيات، اللاتي تندرج تسع منهن ضمن قائمة أخطر نساء التنظيم، وهنّ:

ــ أم سياف: أرفع معتقلة من صفوف «داعش» في حوزة السلطات الأميركية، وهي مسجونة في العراق، وتعتبر مصدراً حيوياً لتسريب كم هائل من المعلومات الاستخباراتية، أهمها وجود شبكة نسائية موازية ضمن هيكلية التنظيم، مهمتها تجنيد واعتقال واستخلاص معلومات وممارسة العبودية.

ــرجاء الأنصاري: لا أحد يعرف جنسيتها، لكنها من أهم القياديات في التنظيم وربما كانت المرأة الأولى فيه، وهي مسؤولة النساء في «داعش» ولديها علاقات وثيقة مع الخط الأول فيه، وكان قد عثر بحوزتها على رسائل خطية من زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي يدعوها إلى استنفار جهودها لتجنيد النساء في الموصل.
أم المقداد: وتعرف بـ«أميرة نساء داعش»، وهى المسؤولة عن تجنيد الفتيات والسيدات في محافظة الأنبار العراقية، ويذكر أنها سعودية الجنسية، وتبلغ من العمر 45 عاماً، وتمكنت القوات الأمنية العراقية من القبض عليها في يناير2014.

ــ التوأمان البريطانيتان: وهما سلمى وزهرة، صوماليتا الأصل، وانتقلتا إلى سوريا للانضمام إلى «داعش» والزواج من عناصره، وأطلقت إحداهما اسم «أم جعفر» على نفسها تماشياً مع الفكرة الدينية التي يتبناها التنظيم، وتتدربان على استخدام القنابل اليدوية والأسلحة.

ــ سجى الدليمي: زوجة زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، التي اعتقلتها السلطات اللبنانية مع ابنتها، وكانت تشرف على تجنيد النساء وتزويجهن بمقاتلي «داعش».

ــ أم مهاجر: وهي تونسية الجنسية والمسؤولة عن كتيبة الخنساء، وانتقلت من العراق برفقة زوجها بعد تزويج بناتها لقادة في التنظيم.

ــ ندى معيض القحطاني «أخت جليبيب»: وهي أول مقاتلة سعودية تنتمي لـ «داعش» مع أخيها، وتلقب نفسها بـ«أخت جليبيب»، وأعلنت نيتها القيام بعملية انتحارية، لتكون بذلك أول انتحارية في «داعش».

ــ أم ليث: مهاجرة بريطانية تخاطب النساء الغربيات ليحذون حذوها.

ــ أم حارثة: تدير صفحات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي عضو في كتيبة الخنساء الداعشية، وتحرص على نشر صور بشعة لممارسات التنظيم.

9

نشر تنظيم «داعش» كتيباً يتناول التفاصيل والقواعد التي تحكم حياة الإناث في المناطق الخاضعة لسيطرته، ومنها سن الزواج.

ويقنن الدليل الزواج والعلاقة مع الرجل، ويتضمن أيضاً قوانين التعامل مع النساء غير المسلمات، وبعض الفتاوى الأخرى مثل نكاح النساء المرتدات اللائي ولدن مسلمات وغيّرن دينهن. كما يتحدث الدليل عن سن الزواج، حيث يحدده ابتداء من تسع سنوات، غير أنه يشدد على أن السن المثالي هو 16 إلى 17 سنة.

امتداد

نساء «داعش» و«القاعدة»

لطالما شكلت المرأة الحلقة الأكثر غموضاً في التنظيمات المتطرفة، لكن فيما يخص نساء «داعش»، يمكن القول إنهن امتداد لنساء القاعدة، ولكن مع تطور ملحوظ في المهام، وأكثر فاعلية في الدعم والتجنيد وجمع الأموال.

وقد حدد باحثون في الجماعات الإرهابية مجموعة فروقات بين نساء التنظيمين الإرهابيين، حيث يبرز دور نساء «داعش» الميداني أكثر من القاعدة الذي انحصر في الدعم غير المباشر والترويج لفكر التنظيم دون الاختلاط بالرجال إلا للضرورة القصوى، في حين يسمح للداعشيات بالسفر إلى مناطق الصراع دون محرم، والمشاركة في العمليات الميدانية مع الرجال.

وبحسب إحصائيات، فإن 40 في المئة من مواقع الفكر المتطرف تديرها نساء يحملن الفكر الداعشي، وتتراوح أعمارهن بين 18 و25 عاماً.
كذلك، يستغل «داعش» نساءه لإقامة علاقات مع شخصيات مهمة أو عسكريين في ما يعرف بـ«نكاح الجهاد»، كما أن هناك نساء يعملن لصالح ما يسمى الشرطة الدينية في «داعش»، لضمان تطبيق النساء لأوامر التنظيم المتشددة ولمعاييره الاجتماعية، وتعتبر «كتيبة الخنساء» أبرز مواقع انخراط المرأة في عمل التنظيم الميداني، وتتكون معظم عضواتها من نساء عربيات، وهناك أيضاً عميلات يتجسسن لصالح «داعش»، فضلاً عن وجود مجموعة أخرى من النساء يقمن بمهمة تسهيل تجارة بيع وشراء الإماء. فيما تكتفي نساء القاعدة بالترويج لفكر التنظيم سواء عبر شبكة الإنترنت أو المجالس الخاصة.

البيان

Exit mobile version