اختفاء الطالبة الجامعية ناهد يوسف لمدة عام ما سر الحذاء والموبايل الجلكسي بشاطئ النيل ومفاجآت مذهلة

شخص واحد في هذا الكون أعاد في لحظات بصيص الأمل والبسمة التي لم تستمر إلا لحظات محدودة لأسرة ناهد يوسف أحمد جامع أحمد خريجة الإعلام والعلاقات العامة في جامعة الخرطوم وحديثة الوظيفة بإحدى المؤسسات بمطار الخرطوم الدولي بعد مغادرتها منزل أسرتها بالحارة 39 الثورة في الثامن من أغسطس الماضي 2014م مستغلة الأتربة وهطول الأمطار وبعد أن افتقدتها والدتها التي غادرت الدنيا وقلبها ينزف على خروج ابنتها في لحظة هطول الأمطار لم تجد ابنتها ناهد مع بقية أخواتها داخل المنزل وجن جنون الأم التي أخبرت الوالد وبقية الأسرة فظل البحث عنها دون فائدة أو جدوى عن مكان ابنتهم النابغة والمهذبة وطيبة القلب التي تنعم بمعرفة تامة في علوم الكمبيوتر وبد كافة الإجراءات القانونية بفقدان ابنتهم توجه بعض أفراد الأسرة إلى عدد كبير من المشايخ بمشاربهم المختلفة إلى أن وجدوا بصيص الأمل وإعادة الفرحة بمنطقة غرب القاش بولاية كسلا التي ذهبوا إليها وهم في قمة التوتر ولكن سريعاً ما تجددت اليهم البسمة وأعاد الشيخ الأمل بعد أن أكد بأنه ومن خلال ما يقوم به ستعود ابنتهم ناهد الى أحضان الأسرة التي جن جنونها بالفرح والسعادة وهم في لهفة وشوق للقاء ابنتهم ناهد يوسف التي لم تعرف الغياب عن المنزل على الإطلاق وبعد لحظات من الكشف الذي ظل يقوم به الشيخ الذي عاد لهم خيبة الأمل والصدمة العنيفة، بعد أن قال لهم بإمكانه أن يفعل ما يفعل وتعود ناهد إلى المنزل ولكن تبدلت الأحوال والأشياء وألجمت الصمت أفراد الأسرة بعد أن قال لهم الشيخ أنا لم استطع أن أفعل ذلك لأنه واجه شروطاً صعبة للغاية وانه سيفقد أبناءة واحداً تلو الآخر بعودة ناهد إلى أحضان الأسرة وطلب أن يعفوه من هذه المهمة ومضى الشيخ بغرب كسلا بأن ابنتهم في أحسن حال ولكن لم يستطع أحد مشاهدتها حتى إذا قدمت بجوار المنزل.
غادر وفد الأسرة مدينة كسلا دون أن يشاهدوا جبال مكرام ولم يرتوي من مياه توتيل لتبدأ رحلة البحث عن ابنتهم التي اخفت نفسها في ظروف غامضة وغير مفهومة وظلت الأسرة المنحدرة من منطقة أم سيالة بولاية شمال كردفان تواصل رحلة البحث والسهر والأرق إلا أن لزمت الأم الفراش المرض وبعد أيام اشتد عليها المرض والشكوى فرفضت الطعام والشراب فظلت تنادي باسم ابنتها ناهد لتضمها عليها في أحضانها وتقبلها فهي فلذة كبدها فقد كانت يد المنون اقرب لتغادر الأم الحياة وتذهب إلى دار الخلود ودمعة الوداع على وجهها الطاهر غادرت الأم دون أن تشاهد من كانت متعلقة بها في الدنيا ونعي الناعي الأم عبر كافة الوسائط ولم تظهر ناهد لتبكي أمها وتواسي أخواتها وتستقبل المعزين من الزميلات والزملاء ولا من الأهل.
الوالد الصابر يوسف أحمد جامع قال: تقدم أحد الشباب لخطبة ابنته ناهد ووافقت في نفس اليوم إلا أنها سريعاً ما رفضت الزواج منه دون أي أسباب تعلمها عن الرفض، ولم نضايقها في ذلك وفي اليوم الثاني تقدم لها شخص آخر طالباً الزواج منها ووافقت وتكرر ذات السيناريو والمشهد الغريب برفضها له في اليوم التالي دون توضيح الأسباب ومن ثم تقدم آخر وتم قبوله من كل أفراد الأسرة وكان ذلك الحدث في يوم الخميس السابع من أغسطس 2014م والذي تم فيه تحديد شراء الشبكة من السوق بالتنسيق مع الأسرتين. وفي يوم الجمعة أخبرتني بأن الخطيب ومن معه من أسرته قادمين إليها في المنزل حتى يذهبوا الى السوق لشراء مستلزمات الشبكة ومن ثم غادرت الى موقع عملي، وبعد عودتي للمنزل تفاجأت بأن ابنتي ناهد هي غير مطمئنة فهي متغيرة تماماً وغضبانة وزهجانة بصورة لم نعتاد عليها منها على الإطلاق وخفت بأن يكون هنالك شئ حاصل رغم الحاحي الشديد لمعرفة سبب غضبها، وسألت والدتها وهي أيضاً لم تعرف شئ عن غضبها.
ويواصل العم يوسف لقد كانت ابنتي وشقيقها حسبو يشاهدان التلفزيون داخل الغرفة بعد مغيب الشمس ومن الجمعة وهي شاردة الذهن ولكن لا ندري ما هو السبب، ثم غادرت في هدوء إلى سطوح المنزل. وفي ذلك اليوم خلد الجميع الى النوم مبكراً وهذا ما اعتادوا عليه وفي حوالي الساعة 11 ليلاً هطلت أمطار متوسطة وحملنا فراشنا ودلفنا الى الغرف، وفي لحظة لا تتعدى الدقائق فقدنا ابنتنا وفشلنا في العثور عليها داخل المنزل وفي تلك اللحظة جن جنون البيت كله. توجهنا أنا وابني حسبو بالركشة الى كافة أنحاء الحارة 39 ولكن دون فائدة وحاولنا الاتصال عدة مرات بهاتفها الجوال لكن كان مغلقاً تماماً وفي الصباح الباكر ذهبت إلى إخوانها في الحارة 38 واكدوا عدم حضورها اليهم، وأوضحت زوجة ابني بأن ناهد أرسلت لها رسالة في جوالها في حوالي الساعة 11 ليلاً قالت فيها (مع السلامة يا نجلاء) وحاولت زوجة ابني أن ترد عليها ولكن عدم الرصيد في الجوال حرمها من الرد وظللنا نراقب التلفون الخاص بابنتي، وفي حوالي الساعة 10 صباحاً فتح الجوال ولكن جاوبني احد لم أسمع صوته من قبل وقلت له أين صاحب هذا الجوال وكانت الصدمة العنيفة عندما جاوبني بأن التلفون ومعه حذاء شبشب نسائي وجدهم بجوار كبري الحلفايا على الأرض وكان ذلك أثناء عودتهم من العمل ومعه اثنان من زملائه الذين يعملون في احدي المزارع وقال بأنه أخذ التلفون بعد أن تردد كثيراً وترك الحذاء محله.
ويقول الوالد بانهم عانوا معاناة شديدة مع الذي يحمل هاتف ابنته والذي أصبح متخوف من مقابلتنا ورغم أني اديتو الامان الا انه ظل متخوفاً من النتائج التي في علم الغيب وأوضحت له بأن صاحب التلفون لو حدث له أمر الله ما سألك فانه قدر ولكن ظل في مراوغة يقول أنا في الشعبية بحري وقلت له خليك شجاع ورينا مكانك في الشعبية وعندما استعدينا للتحرك نحو الشبعية وكان معي احمد ابني وبابكر اخوي في محطة السلطان وطلبت منه عدم إغلاق الموبايل وعند وصولنا قام بإغلاق الجوال ومن ثم توجهنا إلى قسم شرطة غرب الحارات بمحلية كرري. وأضاف أحمد يوسف الشقيق الأكبر وقال قمنا بفتح بلاغ في الشرطة واستخرجنا خطاباً من النيابة لمخاطبة شرطة أريبا ومن ثم تحديد مكان الهاتف عن طريق الجهات المختصة وبعد جولة مطولة توجهنا إلى مكان تحديد الجهاز بالحارة 54 محلية أمبدة وتم التعرف على حامل الجهاز والقبض على الشخص الأول الذي أكد في أوقاله للمباحث الجنائية شعبة أمبدة بأنه وجد التلفون ملقى على الأرض عندما كان عائداً من العمل بجوار كبري الحلفاية ومعه حذاء (شبشب) ومعه اثنان من زملائه وهم عمال في احدي المزارع وكان ذلك الحديث في حوالي الساعة 11 ليلاً في مسطبة بالكبري وترددوا كثيراً في أخذ الهاتف، تم اعتقال عدد أربعة متهمين وهم عمال في مزرعة دواجن، وباشرت الجهات المختصة التحريات دون أن تتوصل الى ناهد.
يواصل الشقيق احمد بأن آخر لقاء بشقيقتي كان يوم الخميس 7/8/2014م وكنا صائمين مع وذهبنا وتناولنا وجبة الافطار في منزل شهاب أخونا وكانت عادية جداً وليس عليها شئ غير تعب الصيام. ويستطرد شهاب وأحمد في الحديث بأن الاسرة ظلت مرابطة على امتداد النيل من كبري الحلفاية الى الشلال الرابع وذلك بحثاً عن شقيقتهم ناهد واستعانوا بكل من لديهم خبرة في الغطس وآلياتهم المختلفة ولكن دون جدوى. وأوضح لنا احد المشايخ أن خروج ناهد من المنزل كان دون وعيها ودون ارادتها ولكن لم يستطع أن يعيدها إلينا وقد طفنا لأعداد كبيرة من المشايخ ولكن دون فائدة بل وسمعنا قصص وأساطير وروايات والتي ليس فيها جديد.

صحيفة الدار

Exit mobile version