رمز الوسامة !!

* على مقعد خشبي في صالة مصلحة الأراضي جلست انتظر دوري لمقابلة المدير وأنا طالب بالجامعة..
* كان من السهل مقابلة المسؤول- أيما مسؤول- في ذياك الزمن (الوسيم)..
* الوسيم أناساً ومدناً وتعاملاً و(شاشةً) و فناً و خدمةً مدنية..
* وأنا في لحظات الإنتظار تلك إذ نُودي عليّ لمقابلة مدير الأراضي فتحي كرار ..
* كان الغرض من المقابلة هو الاستفسار عن السبب الذي جعل أرض الوالد تؤول ملكيتها لآخر..
* وبوسامة (تعاملية)- لا تفرق بين صغير فنطوط و مسؤول كبير- اهتم الراحل بالقضية..
* وحين خرجت من عنده هُرِعت إلى البوستة (أشدُّ) برقيةً لحلفا أبشر فيها الوالد بأن الأرض قد عادت إليه تجرجر أطرافها..
*وكرار هذا للعلم مات و هو يسكن في منزل إيجار وليس مثل بعض من أتوا بعده ممن (كاوشوا) على الأراضي..
* وفرحتي بـ(الإنصاف) ذاك لم تكن تقل عن فرحة أخرى خلال لحظات الانتظار بالصالة الخشبية..
* فقد استرعى انتباهي توقف عربة مرسيدس (كحلية) اللون يترجل منها مطرب كنت- وما زلت- أعشق أغنياته بقدر عشقي لـ(الديمقراطية)..
* ثم ذُهلت حين قدم نحوي المطرب (الوسيم) يحييني وكأنه كان يعلم أنني أحفظ أغنياته عن ظهر قلب من شدة إعجابي بها..
* إنه العميد أحمد المصطفى الذي أدين لوسيم (معتق) آخر بفضل اجتثاثنا من (ذا الزمان)- لساعتين- كيما أكتب كلمتنا هذي من وحي الذي مضى..
* فما زلت أذكر كيف (تسمَّرت) أمام شاشة التلفاز أشاهد حلقة من برنامج (أسماء في حياتنا) استضاف فيها الرائع عمر الجزلي صاحب (الدويتو) الغنائي الشهير مع صباح..
* وقبل أيام تسمَّرت- أيضاً- أشاهد الجزلي نفسه وهو يخصص سهرة عن أحمد المصطفى بعنوان (أجيال) يستضيف فيها ابنه عز الدين..
* وتخللت السهرة المذكورة أغنيات من حلقة (أسماء في حياتنا) تلك شدا فيها العميد بـ(ظالمني) و (راحل مقيم) و (في سكون الليل)..
* كان (وسيماً) في مظهره وملبسه وغنائه وحديثه تماماً كما كان رصفاؤه- ومن هم بعده- من أمثال وكابلي ووردي وزيدان..
* ثم خلف من بعدهم خلفٌ جسدوا القبح بمعانيه كافة ؛ شكلاً ومسلكاً وغناءً..
* إنهم رموز لزماننا الدميم هذا الذي أفرز (المنططين) و(الممشطين) و(الممسحين)..
* ويبقى أحمد المصطفى رمزاً وسيماً لزمان الوسامة..
* وشكراً الوسيم الجزلي في زمان (القبح!!).

الصيحة/السياسي

Exit mobile version