ميرغني ابو شنب : التصديق للحفلات الغنائية المسائية لماذا؟

مولانا على عثمان محمد طه النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية كان مرة في زيارة لاتحاد الفنانين بغرض تقديم الدعم المعنوي والمادي لهم وأثناء جلوسه مع من كانوا حاضرين سألوه لماذا يتحدد زمن الحفلات الغنائية بالحادية عشر مساء فأكد أنه لا يعرف عن ذلك شيئاً وطالب بأن يكون الغناء في الحفلات متاحاً للجميع حتى الصباح إن كان ذلك ضرورياً .. ولم يتابع ما قاله النائب الأول لرئيس الجمهورية أحد .. ولم يحدث حوله نقاش على صفحات الصحف وفي الفضائيات .. ومر دون أن يقول عنه أحد إننا معنيين به.. والحفلات الغنائية المسائية التي تقام إذا لم يكن موجوداً بها مسئول يوفر لها الحماية .. فإنها تنتهي في الحادية عشر مساء .. وقد عانينا كلنا بدون شك من ذلك وفي زواج ابنتي هنادي وحفل زواج ابنتي هيام .. وحفل زواج ابني عبدالرحيم حرصنا على أن نتوقف عن الغناء في الحادية عشر مساء رغم أن الذي كان يغني لنا هو الهمر كمال ترباس ومع ابن عمنا حسين شندي.

وقالوا لي أن الفنان قبل الحفل يجب أن يكون قد حصل على تصديق ودفع الرسوم المقررة للجهات المعنية وإلا فإنه يتم اعتقاله وتقديمه للمحاكمة بعد ان يقضي ليلته في حراسة الشرطة.. وأرجو أن يسمح لي المسئولون بالدولة أن أسأل لماذا الاصرار على أن يكون هناك تصديق يتم الحصول عليه لاقامة حفلاتنا الغنائية المسائية ولماذا لا تكون هناك حرية حركة للمواطنين ونجعلهم يغنون متى شاءوا وكيف شاءوا دون أن تكون هناك قيوداً من أي جهة من الجهات .. لأنه لا أري والله معنى لأن يحصل أي عريس مثلاً على تصديق عندما يرغب في إقامة حفل غنائي بداره أو في أي صالة من الصالات حتى الصباح.. ودون أن يسأله أحد .. أو يقوم باعتقاله الفنان.. أو صاحب جهاز الصوت فهذه حرية الناس ويجب أن نحرص على عدم التعدي عليها.. والرئيس المصري الراحل الزعيم جمال عبدالناصر كان يرحمه الله دائماً يقول : إن حرية الفرد هي المقدمة للديمقراطية وقد حاولت ياسادة أن اعرف لماذا يتحدد موعد الحفلات الغنائية بالحادية عشر مساء ولماذا يطالبون بالحصول على تصديق بعد دفع الرسوم فلم أجد لذلك معنى وأظنه قد صدر قرار في الماضي أيام حظر التجول والتزامنا به حتى يومنا هذا …لهذا أخال أن سعادة النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول بكري حسن صالح أو سعادة والي الخرطوم الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين أو سعادة الفريق أول هاشم عثمان الحسين مدير عام الشرطة يمكن لواحد منهم مشكوراً أن يولي هذا الامر إهتمامه ويقوم بدراسته ومراجعته ليصدر بعدها قراراً يعيد للمواطنين حريتهم بالسماح لهم أن يغنوا متى شاءوا وكيف شاءوا دون أن يكون ذلك مرتبطاً بتصديق وسداد رسوم .. وسداد الرسوم لاقامة الحفلات الغنائية يمكن أن يكون مقبولاً .. لأنه قد يرتبط بأشياء كثيرة لكن التصديق أعتقد أننا لسنا بحاجة له .. فكل مواطن من حقه أن يفرح ويغني ويرقص في أي مناسبة من مناسباته الأسرية دون أن تتدخل في شأنه أي جهة من الجهات ولعل هذا هو المعمول به في كل الدول التي تحرص على حقوق المواطنين ولا تحاول ان تتعدي عليها بأي صور من الصور.

{ وعلى ذكر الحفلات الغنائية والفن والفنان ونحن نمر هذه الأيام بالذكرى السنوية لوفاة الفنان عبدالعزيز محمد داؤود لابد لي أن اذكر أن الفنان حسن خليفة العطبراوي الذي ظلت تربطني به صلة قوية قال لي إن الرئيس الراحل جعفر محمد نميري في الأيام الأولى لحكمه طلب أن ياتوا له بالفنانين الثلاثة الكبار أحمد المصطفى وعبدالعزيز محمد داود ، وحسن خليفة العطبراوي وقال لي حسن خليفة سارعنا في الذهاب له بالقيادة العامة أول المساء فرحب بنا واجلسنا أمامه وطلب منا أن نغني له .. ووقف ورائه عدد من افراد حراسته . وعندما وصلنا إلى الساعة الثانية عشر مساء .. اشار إلينا أفراد الحرس أن نتوقف فضحك من ذلك عبدالعزيز محمد داوود فسأله الرئيس نميري عن ما أضحكه فقال له عبدالعزيز إن الذين يقفون خلفك ياسيدي الرئيس يطالبوننا بأن نتوقف عن الغناء وكل واحد منهم يشير إلى ساعته فغضب نميري من ذلك.. وأمر أن يستمر الغناء حتى ساعة صلاة الصبح وكان ذلك هو ما حدث بالفعل.

Exit mobile version