المغتربون لا بواكي لهم

وصلتني رسالتان عبر البريد عن أوضاع المغتربين المأساوية.. وتراجع مستوى الخدمات المريع في كل المنافذ التي يصطفون أمامها.. الرسالة الأولى من (المغترب العائد) كمال عبدالرحمن.. يصور فيها معاناة اكتظاظ المغتربين بميناء سواكن التي من جهة، تفتقد أقل مقومات البنى التحتية ولا تقوى على استيعاب تدفقات المغتربين في المواسم، ومن جهة أخرى هم يرزحون تحت وطأة شح وتراجع كفاءة المواعين البحرية الناقلة، وسيف انتهاء العطل المدرسية والتأشيرات مسلط على رقابهم، بحيث ارتفع ثمن تذكرة العودة إلى مليون جنيه للفرد بما في ذلك الرضيع، كما في المقابل قد تخطى سعر كرت الصعود للباخرة مبلغ المليون جنيه.. والقوم يومئذ مضطرون إلى دفع كل مدخراتهم لعبور هذا الموقف المهين، وهم يسابقون الزمن ليتداركوا مواقيت أعمالهم ومدارس أبنائهم وتأشيرات دخولهم و.. و..
* ورسالة أخرى من الأخ المغترب محجوب هاشم محجوب الصادق يقول فيها.. الأستاذ أبشر المعاناة أصحبت ملازمة للمغتربين في الحجز وفي التأشيرة، وفي كل أمر يخصهم.. سيما الجواز الإلكتروني الذي لابد أن تترك لأجل استخراجه عملك تماما وتسافر إلى حيث يستخرج.. كما في حالتنا نحن الذين نعمل بجنوب المملكة العربية السعودية.. بحيث نحتاج إلى أن نسافر إلى جده أو الرياض عدة مرات.
* والسفارات الأخرى مرتبة ومنظمة وتصل جالياتها في كل مكان بما في ذلك سفارة بنغلاديش التي اتخذت لها وفودا متجولة في كل المناطق.. والآن كثير من الأسر السودانية فرضت عليها غرامات مالية لعدم تجديد الجواز أو استخراجه.. وفي حالة الأسر التي تذهب إلى جده والرياض لاستخراج الجوازات التي أصبحت تستخرج إلى كل أفراد الأسرة.. أصبح يترتب على ذلك مصروفات إضافية مرهقة لمقابلة التذاكر وإيجارات النزل والشقق.. فضلا عن الغياب عن المدارس والعمل.. أما في جمع المال فسفاراتنا هي الأشطر!!
* من المحرر.. فيكاد لا يمر يوم إلا وتولد أزمة جديدة في ملف المغتربين السودانيين، فلم نتجاوز معانأة اصطفافهم أمام جهازهم بالخرطوم لاستخراج الجواز الإلكتروني، حتى وارتحلت المعاناة معهم إلى الحجوزات وللموانئ والمطارات!! أما الذين لم ينزلوا في الإجازات عليهم أن (يشدوا حيلهم) ويشدوا الرحال إلى جدة والرياض ليواجهوا معاناة من نوع آخر و.. و..
* هنالك عباقرة في أكثر من مفصل وحلقة من حلقات خدمات المغتربين، يعرفون كيف يصنعون مواطناً كارهاً لبلده، علي الأقل في حالة السعودية التي تضم الجالية الأكبر التي تذهب إلى مليون مغترب، لم ننجح حتى الآن في تحويل هذا الرصيد الهائل الضارب إلى قيمة وطنية إيجابية، وذلك بتحسين الخدمات وتيسيرها وتقديمها في المكان والزمان الصاح، فضلا عن تقديم المزيد من الحوافز الخدمية للمغترب في تعليم أبنائه واستقدام سيارته و.. و..
* سأكون أكثر تفاؤلاً إذا تحدثت عن فتح فرص استثمارية مجزية للمغترب في مشروعات بلاده.. لنكسب مرتين.. مرة باستقدام المزيد من التحويلات وإقامة المشروعات الوطنية المنتجة.. ومرات بالتمهيد للمغترب ليجد عند عودته مشروعاً جاهزاً.. لن أذهب في هذه السقوفات بعيداً والقوم – قوم سوار – مستغرقون للآخر في (تفاصيل العدة).. لننتظر حتى تنقضي (عدة الجهاز) وننتقل إلى مربع متقدم.. والله المستعان.

Exit mobile version