الدعاية المو خمج

المقصود من الدعاية أو الإعلان عن سلعة معينة جذب انتباه المتفرج أو المستمع إلى السلعة بعد ما ينتبه الإعلان يوريهو ميزات السلعة والحاجات الممكن تغريهو عشان يشتريها.. بعد ما يشتريها ممكن في داخل الإعلان بطريقة غير مباشرة يستغلو المشاهد كوسيلة إعلانية.. ممكن يحدث غيرو.. وغيرو يحدث غيرو.. وتصبح السلعة سلعة شعبية.. يتنافس على اقتنائها أفراد الشعب.. المعلنين عنها هم أصلا.
وقد يقوم بعض أفراد المستهلكين على ابتكار طريقة للإعلان المجاني عن سلعة بعينها.. تلقى مثلا جملة دعائية إعلانية عملوها المستهلكين برااااهم لسيارات الكريسيدا وهي جملة “الكريسيدا العاجبة سيدا”.. وصمدت هذه الجملة الإعلانية منذ نهاية السبعينيات إلى الآن.. وبرضو في غنية القمر بوبا إعلان لمستلزمات نسائية كتيرة منها توب الزراق..
وللأغاني والأشعار تأثير قوي في الدعاية.. ونذكر الشاعر العربي ربيعة بن عامر الدارمي صاحب قصيدة أو دعاية “الخمار الأسود” عندما قصده تاجر كان يبيع خُمُراً سوداء بارت عليهو.. ومافي ولا واحدة دايرة تشتري خمار أسود.. لأنو الخمار الأسود كان غير محبب وغير مطلوب.. والتاجر دا قرب يقع في ورطة.. وقصد الدارمي دا في مسجد وكان معتكف طلق الدنيا بالتلاتة وحكى ليهو قصة الخُمُر البارت عندو دي.. الدارمي قال ليهو والله أنا اتنسكت وحكاية الشعر دي خليتها. التاجر رقد لو في الواطا قبل.. قالو الدارمي دا كان وسيم وصبوح وكل البنات في المدينة واقعات في دباديبو.. وكان شاعر معروف وصوتو حلو.. أها قام مرق من المسجد وماشي بشوارع المدينة ويترنم بي:
قُلْ للمليحةِ في الخِمارِ الأسود ماذا فَعَـلْــتِ بـنـاسـِـكٍ مُـتَعبِـــدِ
قدْ كانَ شَـمّرَ للصلاةِ ثــيَابـَـهُ حتى وَقفْـتِ لَهُ ببــاب المَسجـدِ
فَسـلبتِ منهُ دينَــهُ ويَقـيْـنــــهُ وتَرَكتـهِ في حــيرةٍ لا يهتـــــدي
رُدي عليهِ صلاتـَهُ وصِيَــامــهُ لا تقـتُـليــــهِ بحـقِ دينِ محمــــدِ
أها.. قومن يا بنات المدينة أسمعن الدارمي بيغني للمليحة الفي الخمار الأسود.. وكل واحدة جرت اشترت خمار أسود.. واتقنّعت بو.. عشان تبقى زي ذات الخمار الأسود الطرطشت الدارمي وجات وقفت في خشم باب المسجد وخربت عليهو صلاتو وصيامو والسبب كلو الخمار الأسود الكان باير وما لاقي واحدة تشتريهو حتى لو فوطة لي طربيزة..
التاجر باع خمرو ديك جت.. ورسل يجيبو ليهو كمية تانية.. ولي يومكم دا بقى الخمار الأسود هو الأصل..
دي صورة من صور الدعاية التجارية الناجحة وهي أول دعاية تجارية في التاريخ.. الشريحة المستهدفة النسوان.. والدارمي كان بيعجب النسوان لوسامته وملاحته وشعره.. ومضمون الدعاية يوري إنو الدارمي تشبب بي واحدة لابسة خمار أسود.. ممكن يكون الدارمي قال الأبيات دي في عصراوية بس.. وفي ناس حفظوها منو وبقوا يرددوها وفي غيرهم حفظوها.. حتى انها تخطت الزمان والمكان.. من أيام يزيد بن معاوية إلى أيامنا دي اربعطاشر قرن تقريبا.. ومن المدينة إلى كل أنحاء الوطن العربي..!!!!!
أها شفتو الدعاية المو خمج؟.. ما يقوم واحد يقول داير يحاكي الدارمي ويجيب لي دعاية أمواس حلاقة ومعاها غنية: “سيفك للفقر قلاّم”!!!

Exit mobile version