د. احمد محمد عثمان ادريس : نحن بالله وصلنا كدا كيف؟

صور من الحياة داخل المجتمع السوداني البسيط الذي اصبح لا يستطيع توفير(قفه الملاح) كابجديات للحياة ناهيك عن اشياء اخرى،يراها الفرد السوداني(محال تكون) ومن تلك المشاهد اوجزها في هذه النقاط:
@ ظاهرة شراء المواطن لحمه(نصق الربع)(مس كول): وهي مصطلح في السودان يطلق على نصف الربع من الكيلو للحمه في بلد تعرف بانها سيده المرعي الخصبة والطبيعية في الوطن العربي ، ولها من الحيوانات لا تنافسه في هذا المجال سواء الصومال والجزائر الا ان الصومال في زمن الانقاذ اصبحت تتفوق على السودان في مسالة التصدير وذلك لعدم اهتمام الدولة بهذا المورد الهام والكبير، اما حال اهلنا في السودان بعد ان كانو جميع وجباتهم لا تخلو من اللحوم الحمراء اصبحت بعيده المنال ، وان قلت في الاحلام فاني صادق.
@ ظاهرة ارتداء النساء او الصباية ملابس بعضهن البعض : قد يقول قائل ان مسالة ارتداء الفتيات الصغيرات لملابس بعضهن البعض امر معروف بالجامعات السودانية وبالاخص في دائرة الداخليات النسائية،قد تكون في دائرة الحاجة، واخرى عدم وجود هذا النموذج بالسودان وانه اتي به من الخارج لكي تظهر به الفتاه امام اقرانها او الصباية من زميلاتها، وقد امتد هذا الامر بان يكون في الحله ( الحلال) بان تنتظهر الاخت اختها لحين عودتها من مشوار لتقوم بارتداء ملابسها والخروج به، فالعوز والحاجة اقسى من ذلك في السودان، في ظل اقتصاد منهار تماماً .
@ظاهرة ازاله اللحم من العظم : كنا في السابق نذهب الى الجزارة لكي يقوم الجزار باعطائنا العظم خالي من اللحم (لوجه الله) لكي يستخدم اللحم في(السلات)اما الان اصبح العظم يباع للمواطن( يا سبحان الله)، هل وصل الحال بنا هكذا؟؟.
@ ظاهرة المتطفلين في الافراح والاتراح: هي عبارة عن مجموعة من الناس تظهر مابين الفينه والاخرى في مناسبات الافراح والاتراح ، وتظهر للجميع بان هذه المناسبة مناسبتهم بغض النظر عن ماهيتها(فرح أو ترح) وتقوم بالظهور امام الجميع وخاصة عندما تكون المناسبة لذو مال او مكانة مرموقه( سوف اتحدث عنها باسهاب فيما بعد بمقال منفصل).
@ ظاهرة الكتاتة : الكتاتة هو مصطلح يطلق على جمهرة من فئات المجتمع التي تاتي في المناسبات المختلفة من فرح او ترح من اجل الاكل والشرب فقط ( سوف اتحدث عنها باسهاب فيما بعد بمقال منفصل).
من الظواهر السابقة يمكن ان يتعرف القاريء الكريم الى مدى وصول المجتمع السوداني البسيط والمسكين الى هذه الحالة من التصدع والانهيار والتي جعلت الغالبية منهم يركبون البحر من اجل البحث عن حال افضل في دول الخليج العربي أو اوربا (500 تاشيرة يومياً الى دول الخليج العربي ) حسب احصائيات جهاز المغتربين بالخارج ، والحمد لله على ذلك …
د. احمد محمد عثمان ادريس …

Exit mobile version