مناشدة واسترحام ..!

«القوي أمام الشرع ضعيف حتى يؤخذ الحق منه، والضعيف قوي حتى يؤخذ الحق له، والدماء معصومة إلا بحقها» .. الملك سلمان بن عبد العزيز ..!
ما يزال المهندس وليد الحسين، مؤسس موقع الراكوبة على شبكة الإنترنت، سجيناً بالمملكة العربية السعودية، دون توجيه اتهام واضح له، وما يزال اللغط حول الملابسات والمآلات يكثر ويتفاقم، وما يزال صوت المبادرات وهدير التوقيعات يعلو ويزيد .. والثابت الوحيد والقاطع والأكيد هو أن وليد مواطن سوداني، ومثقف «أعزل»، يقف في ضفة الرأي الآخر على نهر السياسة السودانية .. شأنه – في ذلك – شأن مواطنين كُثر، كانوا يشتمون هذه الحكومة قبل أن ينضموا إلى ركبها .. ناهيك عمن حملوا السلاح لحربها قبل أن يصبحوا شركاء في الحكم، أمناء على البقاء .. هذا من جهة..!
٭ من جهة أخرى، ما الذي قد يجرؤ على اقترافه مواطن سوداني يدير موقعاً إلكترونياً يناقش قضايا بلاده وسياسات حكومتها، في حق بلاد تستضيفه وتحسن وفادته ويقيم هو وأسرته بين ظهراني أهلها آمناً مطمئناً وشاكراً ممتناً؟! .. هل يعقل أن يتعمد مقيم في دولة عظيمة – يعرف تماماً كفاءة أجهزتها الأمنية والاستخباراتية – التعرض لحكومتها أو شعبها بما يسيء؟! .. هل يفعل وهو الزوج والأب لثلاثة أطفال يرفلون في أمنها وينعمون بخيرها؟! .. لا يمكن أبداً .. ولا يعقل .. ولا يستقيم ..!
٭ كلنا ثقة في حكمة الدولة السعودية التي أورثتها الصدارة والريادة، وكلنا أمل في عدالة الأحكام فيها، والمقيمون في السعودية يعرفون عدل الملك سلمان منذ كان أميراً على منطقة الرياض، ومجلسه المفتوح لشكاوى المواطن والمقيم، لا تفصل بينه وبين صاحب الحاجة خطوات، حتى وإن كان مقيماً من غير أهل البلاد ..!
٭ وما تزال مجالس السعودية تذكر قضية الشاب السعودي الذي لقي مصرعه إثر خلاف عابر نشأ بينه وبين شاب آخر من أمراء الأسرة المالكة، انتهى بإطلاق الرصاص عليه.. القاتل كان حفيد الملك عبد العزيز بن سعود مؤسس الدولة السعودية الثالثة، وموحد بلاد الحرمين الشريفين، والقتيل كان مواطناً بسيطاً من عامة الشعب .. وكما تقتضي العدالة بقي الأمير الشاب في السجن لأكثر من عام، قيد التحقيق واستيفاءاً لمراحل التقاضي، ثم صدر بحقه حكم شرعي يقضي بالقصاص .. وحينما رفضت أسرة القتيل قبول الدية أو العفو قال الملك سلمان – الذي كان حينها ولياً للعهد: إن حكم القصاص سينفذ فوراً على القاتل ..!
٭ وفي ساعة تنفيذ الحكم أمتلأ وجه الأمير الشاب بالدموع وهو يرجو والد القتيل – جاثياً – أن يعفو عنه وأن يعتق رقبته لوجه الله، فعفا الرجل عنه على شرط واحد، أن يحفظ القرآن كاملاً! .. قبل أن يقول إن إقامة الشرع كانت هدفه الأول، وها قد تحقق له ذلك، ليس بضعف المظلوم، بل بعدالة الحكم وقوة القانون ..!
٭ وما يزال المواطنون والمقيمون في السعودية يذكرون حكاية الضابط صاحب الرتبة الرفيعة الذي كان على رأس عسكر يحرسون منشأة هامة، عندما دار جدل طويل بين حراسه وسائق إحدى أميرات الأسرة المالكة استدعى أن تجدد سمو الأميرة طلب الدخول، وأن يكرر الضابط الاعتذار، لتلحق به إهانة لم يبتلعها، فطلب لقاء الملك سلمان – الذي كان حينها ولياً للعهد – ووضع لباسه العسكري بين يديه وهو يعلن زهده في الرتبة العسكرية التي لم تمنع عنه الإهانة وهو على رأس عمله، يؤدي واجبه .. فاستدعى الملك سلمان والد الأميرة الصغيرة، وطلب حضورها معه، وخير الضابط في أن يقتص لنفسه عملاً بشرع الله! .. والحديث عن نزاهة الأحكام في بلاد الحرمين يطول .. ويطيب .. ويفوح .. ويُزهر ..!
٭ سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين، فيصل بن حامد معلا، حفظه الله: في سجون بلادكم مواطن سوداني، ترفل أسرته الصغيرة (زوجته دعاء .. وطفلتيه ملك وآية .. وطفله يامن الذي لم يكمل شهره الأول) في أمن بلادكم وأمان شعبكم، وهي في محنتها القاسية تستغيث بخادم الحرمين الشريفين، الملك العادل سلمان بن عبد العزيز، وكلها أمل ورجاء في حكمة ونزاهة وعدالة حكومته الرشيدة..!
٭ سعادة السفير: ساعدوا في إنهاء محنة هذه الأسرة .. ساعدوا في إطلاق سراح وليد الحسين بمكرمة جميلة، وبادرة نبيلة، تضاف إلى رصيد الحكمة السعودية الذي لا ينفذ .. بل يعلو .. ويتسامى .. ويكبر .. ويزيد ..!

Exit mobile version