كاتب إماراتي: “لهذا السبب استشهد الجنود الإماراتيون”

في كلمات اختلطت بالدموع، قالت إحدى الأمهات الإمارتيات التي كان ابنها من بين الجنود الإماراتيين الـ45 الذين استشهدوا مؤخرا في اليمن، إنها تشعر بالفخر به وبزملائه الآخرين.

كلمات ودموع هذه الأم الحزينة عبرت عن الموقف الإماراتي الرسمي والشعبي العام من الحادثة. إحساس الحزن بفقد خيرة أبناء الإمارات يمتزج بإحساس الفخر والشرف لتضحيتهم بأرواحهم من أجل أبناء وطنهم.

كتاب وصحافيون إماراتيون أشاروا في مقالاتهم وتعليقاتهم التلفزيونية إلى أن رحيل هؤلاء الجنود المنتمون للإمارات السبع، زاد من الترابط الوطني وقوّى أواصر الوحدة الوطنية التي تجمع الإماراتيين بعضهم ببعض.

الكاتب الإماراتي ياسر حارب، اختار أن يعبر بطريقته الخاصة حيث سجل مقطعا تسجيليا أراد من خلاله توضيح الهدف النبيل الذي من أجله انطلقت “عاصفة الحزم” و”إعادة الأمل”، وأجاب على الأسئلة التي يطرحها البعض عن سبب ذهاب دول التحالف العربي لليمن.

في التسجيل المتداول في مواقع التواصل الاجتماعي، قدم حارب شرحا موجزا وسلسا حول الأسباب التي جعلت ذهاب دول التحالف العربي إلى اليمن مسألة مصيرية وحاسمة لا مجال إلا لخوضها من أجل مستقبل ورخاء دول الخليج التي اختارت أن تكسر شوكة التمدد الإيراني.

وأوضح حارب أن التوسع الإيراني في المنطقة العربية له جذوره العقدية والسياسية، الأمر الذي جعله نهجا مستمرا ومتواصلا منذ الثورة الخمينية في عام 1979 وحتى هذا اليوم.

النهج الإيراني التوسعي والتثويري يعتمد على استراتيجيتين. الأولى استراتيجية السعي الإيراني للسيطرة على شيعة العالم من خلال اعتماد الخميني مبدأ ولاية الفقيه كعنصر أساسي في المذهب الشيعي، الأمر الذي منح طهران نفوذا واسعا على الشيعة حول العالم بصفتها مرجعهم والمدافع الأول عنهم، وهو الأمر الذي عارضه فيه كبار علماء الشيعة العرب.

أما الاستراتيجية الثانية فهي المواد المكتوبة في الدستور الإيراني التي تهدف إلى إثارة الفوضى وتصدير القلاقل في المنطقة بغرض السيطرة.

مواد دستورية يرددها المسؤولون الإيرانيون مثل الدعم المطلق لمستضعفي العالم، والتزام إيران بالعمل على إقامة حكومة الحق والعدل، وتكليف الحرس الثوري بمهمة النضال من أجل توسيع حكم الله، كلها ذرائع مخادعة هدفها الحقيقي بسط النفوذ الإيراني بمنطقة الخليج سياسيا وعسكريا.

وأشار حارب إلى أن المسؤولين الإيرانيين لا يخفون مثل هذه النوايا بل يصرحون بها علانية. الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، صرح بأن في سيطرة إيران على عواصم عربية عدة، دلائل تؤكد على نجاح مذهب تصدير الثورة الخمينية.

وبدوره، قال رضا زاكاني، المقرب من المرشد الأعلى خامنئي ومندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني, في تصريحات علنية إن صنعاء ستكون العاصمة العربية التي ستلتحق بالثورة الإيرانية، وإن توسع الحوثيين هو امتداد للثورة الإيرانية التي ستنتهي بنجاح إلى عمق الأراضي السعودية. زاكاني أكد أن الصراع في المنطقة يحتدم بين العلمانية التركية والثورة الإيرانية والإسلام السعودي (يقصد فيه دول الخليج)، وبأن عليهم أن ينتصروا في هذا الصراع المصيري.

كل هذه المفاهيم العقدية والاستراتيجيات الجيوسياسية هي من تقود الحكومة الإيرانية لزعزعة المنطقة عبر عمليات التفجير المستمرة وإثارة القلاقل في دول الخليج والتي كان آخرها في الكويت، حيث اكتشف خلية تابعة لحزب الله اللبناني تهدف إلى تنفيذ عمليات إرهابية.

اليمن هو فصل جديد من فصول خطة الشر الإيرانية، فسيطرة الإيرانيين على اليمن عبر حلفائهم الحوثيين, يقومون بخنق دول الخليج العربي من خلال السيطرة في مضيق باب المندب بشكل كامل، بالإضافة إلى تحكمها المسبق في مضيق هرمز.

هذا الإطباق الكامل مترافق مع الانسحاب الأميركي والمصالحة الغربية الإيرانية بعد الاتفاق النووي, سيعني أن الشعوب الخليجية ستواجه خطرا مصيريا محدقا يهددها ويفتح الباب على توسع إيراني قد يبدأ بنشر الفوضى العارمة في أراضيها ولا ينتهي عند التدخل العسكري ورؤية منظر البوارج الإيرانية تسيطر على مياه الخليج العربي.
بعد أن يصل حارب بتسلسله المنطقي لهذه النقطة, يجيب عن السؤال الأساسي الذي من أجله سجل المقطع القصير وهو: لماذا ذهبنا إلى اليمن؟

ويجيب: لتحطيم مثل هذا المخطط الإيراني الشرير بشكل كامل وحماية للخليج وأهله ومستقبله، قررت السعودية والإمارات وغيرهما من دول التحالف الذهاب إلى اليمن, ونجحت في كسر الشوكة الإيرانية.

وللإجابة على السؤال الثاني: لماذا استشهد الجنود الإماراتيون والسعوديون والبحرينيون وغيرهم؟

يجيب: من أجل أن يعيش أهل الخليج وأبناؤهم ومن يقيمون فيه بسلام ولبناء مستقبل مزدهر لهم، بعيدا عن الحروب والقلاقل والفتن.

إنها بلا شك مهمة نبيلة ضحى من أجلها رجال نبلاء.

اخبار العربية

Exit mobile version