سوسن دفع الله وداعا

سوسن دفع الله كانت مدرسة متعددة المناهج وكثيرة الفصول والدروس والمقررات والحصص،كانت هي المدير والمعلم والغفير وصاحب البوفيه وبائعة الشاي والقهوة والحلوى ..في مدرستها تجد الصغير والصبي والشاب والهرم ..فكيف تلتقي كل هذه الأعمار في مدرسة واحدة ..؟ وتجد الفنان والشاعر والممثل والغفير والمراسلة والممرض والوزير والمدير والعامل البسيط والطبيب والباحث عن عمل والنقاش والحداد والغني والفقير¡ فمتى جمعت الصداقة بين كل هؤلاء مع اختلاف درجات تعليمهم والمساحة الشاسعة بين وظائفهم ؟ كانوا أصدقاء في مدرسة سوسن ..
سوسن دفع الله مدرسة دخلناها بلا مقومات للدخول ..بلا مال ..بلازاد ..بلا أمل ..بلا فرح..بلا عمل ..دخلناها محبطين ..وعندها وجدنا كل شيء ..الزاد كانت أولا هي زاد لكل جائع…
ابتسمنا عندها ..تضحك في وجهنا لأنها تعلم جيدا أن الضحك معدٍ …
خلوها على الله عبارة من كثرة ترديدها أمامنا علمتنا الأمل والتفاؤل والثقة في الله والناس والدنيا …
سوسن المدرسة …..
ازهد ماعند الناس يحبك الناس، وازهد الدنيا يحبك الله ..كانت حكمة الطابور الصباحي¡ نقرأها كل يوم بلا كلل ولا فتور …فزهدنا الدنيا والناس …
أحب الناس يحبوك ¡ وفي الأفراح يواسوك، كم غنيناها مع سوسن فازداد حبنا للناس والحياة …
الحياة تعاش مرة واحدة خلونا نعيشها بكرامة ..
فتعلمنا معك الكرامة ….
النفوس كانت طيبة ..كانت صينيتك بتشيل ألف
الصدقة بتزيد المال….كنت لاتعرفين من أين يأتيك المال ؟ كنا بنقول ليك معاك جن ..
سوسن المدرسة …..
عندها تعلمنا أن هناك شخص بمقدوره أن يعطي كل شيء ..النيل يعطي والشمس تعطي والقمر يعطي، لكنهم لايعطون كل مايملكون …سوسن المدرسة ..
دخلناها فقراء فخرجنا أغنياء..
ودخلناها مرضى وخرجنا أصحاء .
ودخلناها موتى وخرجنا أحياء..
دخلناها أعداء فخرجنا أصدقاء ..
فلنحافظ على مدرسة سوسن ..ولتبقى مفتوحة لكل عابر سبيل . أنا من هنا أناشد كل محبي سوسن بعمل مدرسة سوسن الخيرية، اشتراكها كل شهر عشر جنيهات للعضو، توزع على فقراء كانت تتصدق لهم¡ وطلبة كانت تدرسهم¡ ويتامى كانت تكفلهم¡ وجوعى كانت لقمتهم …نامي هناك أيتها المدرسة العريقة مع الشهداء¡ فقد كنت شهيدة ..مع من قال أنا وكافل اليتيم كهاتين (ص)¡ وتحت ظل من لا ظل لغيره …وتوسدي ما قدمت يداك لمن يحتاج ولا يحتاج . و(إنا لله وإنا إليه راجعون).

السياسي

Exit mobile version