السعودية : الوصاية الدولية على الحج.. مطالبات “غربان الخرائب” مرفوضة ولا تزيدنا إلا تماسكاً

– حادثة منى كشفت أعداء السعودية الذين وجدوها فرصة للإحراج والتشفي وتصفية الحسابات.
– مطالبات حاقدة بوضع الحج تحت إدارة دولية.. تمس سيادة السعودية ولا تعكس نجاحاتها طوال العقود الماضية.
– ما يبذله ملوك السعودية من جهود للتوسعة وتطوير المشاعر المقدسة وخدمة ضيوف الرحمن يوازي ميزانيات دول.
– الحجيج يختلفون في فهمهم ووعيهم وتعليمهم وانضباطهم والتزامهم بالأنظمة واللوائح والإرشادات وبالتالي يتحملون جزءاً من مسؤولية الحوادث.
– إدارة الحج ليس مناسبة دينية عظيمة بقدر ما هي سيادة دولة شرفها الله بالعناية ببيته العتيق وخدمة ضيوف الرحمن.

شقران الرشيدي- سبق- الرياض: حتى وهم لا يملكون معلومات تفصيلية عن كيفية وقوع الحوادث في الحج؛ وبالتحديد حادثة تدافع الحجاج الأخيرة المؤلمة في منى؛ سارع أعداء السعودية لمحاولة إحراجها، والتشفي منها والتشكيك بقدرة السعودية والسعوديين على إدارة الحج والإشراف على شؤونه.. فها هم “غربان الخرائب” يخرجون علينا من كل حدب وصوب، بعد حادثة التدافع في منى، “ناعقين” بمطالبات تدويل الشعائر، والإشراف الدولي على المناسك، ووضع الوصاية الإسلامية الدولية على إدارة وتنظيم الحج.

وكعادتهم يبرز أولا المسؤولون الإيرانيون في عدائهم الواضح للسعودية والسعوديين، ويتخبط المرشد الإيراني علي خامنئي واصفا إدارة الحج بـ “سوء الإدارة”، في حين يطالب الرئيس الإيراني روحاني بحماية الحرمين الشريفين”!!”.. وفرض وصايا من الدول الإسلامية على الحج. أما رئيس الشؤون الدينية التركية محمد غورماز، فيدعو إلى عقد اجتماع دولي لمناقشة تأمين أمور الحج، وبالطبع لم يفُت رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي هذه الحادثة، داعيا لوضع شؤون الحج تحت تخطيط وإدارة منظمة المؤتمر الإسلامي.

تصفية حسابات
وفي ذات السياق كشفت هذه الحادثة عن وجوه أعداء السعودية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض وسائل الإعلام الإقليمية الذين وجدوها فرصة لتصفية الحسابات مع السعودية والسعوديين والتشكيك في قدرتهم على إدارة شؤون الحج.

إن مثل هذه المطالبات غير المنطقية، والحاقدة التي تمس سيادة المملكة لا تمثل الواقع، ولا تعكس حقيقة ما تحقق من نجاحات السعودية المتراكمة طوال العقود الماضية في إدارة الحج، ولا تتوازى مع ما يبذل من مبادرات ملوك السعودية الأبرار، وجهود الدولة الجبارة في خدمة ضيوف الرحمن، وتسخير كافة الإمكانات المالية الضخمة التي توازي ميزانيات دول في توسعة، وتطوير المشاعر المقدسة لتستوعب الحجيج حتى يؤدوا نسكهم بكل يسر وراحة، فمن يستطع تنظيم قرابة مليوني حاج في بقعة جغرافية صغيرة خلال فترة زمنية قصيرة، وينجح في ذلك كل عام لا يقلل من نجاحاته ولا يعيقه ولا يحرجه حدوث بعض الحوادث المتفرقة، فالحجيج يختلفون في فهمهم ووعيهم وتعليمهم وانضباطهم والتزامهم بالأنظمة واللوائح والإرشادات، وبالتالي يتحملون جزءاً من المسؤولية.

مطالبات مرفوضة
والسعودية تمتلك خبرات متراكمة ناجحة في إدارة الحج، وتنظيم انسيابية الحجيج وبالتالي فإن أي مطالبات بتدويل الإشراف على الحج وإدارته، هي مطالبات مرفوضة، فالمسألة ليست تنظيم مناسبة دينية عظيمة بقدر ما هي سيادة دولة شرفها الله بالعناية ببيته العتيق، وخدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم.

رد الملك
إن أبلغ رد على هؤلاء “الناعقين”، والمشككين بقدرات أبناء السعودية في إدارة الحج والإشراف على شؤونه، ما جاء في كلمة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- خلال استقباله قادة القطاعات العسكرية المشاركة في الحج، وتوجيهه بالتحقيق في ملابسات حادث تدافع مشعر منى، ورفع النتائج في أسرع وقت ممكن، ومراجعة الخطط المعمول بها في موسم الحج، والترتيبات كافة، والأدوار والمسؤوليات المناطة بالمؤسسات، وبذل كافة الجهود لرفع مستوى تنظيم وإدارة حركة ومسارات الحجيج.

وفي هذا الجانب بات من الضروري على الجهات المعنية في الدولة متابعة ما جاء في مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين بتطوير إدارة الحج، وبحث كيفية ضمان أمن أداء مناسك الحج، وتعزيز ما يبذل من مجهودات كبيرة لتيسير أداء فريضة الحج، فالجهود البشرية مهما تكاملت تحتاج في بعض جوانبها مزيداً من الانضباط والدقة والحرص. وهي بالتأكيد لن تتوانى في معالجة أسباب حصول الحوادث، فارتفاع درجات الحرارة وتعارض سير الحجاج، وعدم التزامهم بالتعليمات من العوامل الرئيسية وراء حصول مثل هذه الحوادث.

سبق

Exit mobile version