ضابط يتهم بروفيسور سوداني بتزوير جواز سفر.. فيضطر لاستخدام جوازه البريطاني

قبل عودتى للسودان فى 2010 قمت بإستخراج جواز سفر سودانى من السفارة السودانية بلندن، ولكننى لم أستعمل ذلك الجواز. و بعد عودتى للسودان كنت أود السفر الى تونس مع المرحوم د فايز. فقررت أن نوحد الجهود و أن أستفيد من الجواز السودانى.

إكتشفت حينها الحوجة لتجديد الجواز فشددت الرحال إلى مركز نادى أﻷطباء فى شارع النيل. نظر الضابط للجواز “النظيف” بحيرة ثم أمرنى بعد بضع أسئلة أن أحضر الجواز البريطانى الذى إستحدمته لدخول السودان. عدت بالموصلات العامة الى بحرى ثم شمبات و بالعكس أحمل الوثيقة المطلوبة و عدت لذلك الضابط. نظر بتمعن و تفحيص أكبر للجواز السودانى و أعاد النظر و التفحيص مرات عديدة. بعدها نظر لى بتمعن فقال “الجواز دا مزور!!”.. كيف يكون ذلك الجواز مزورا و قد إستخرجته من سفارتكم فى لندن؟ إجتمع عدد من الضباط بنظرون للجواز المزور و قد بدأت أرتجف رعبا فأنا مجرم قد قبض عليه متلبسا بجريمته.
كان الضابط يقول ان هنالك “ختم ناقص” فى صفحة الصورة و بالأحرى كان ختما بارزا و لا يجب ان يكون كذلك. لم يتفق معه بعض الضباط الذين أكدوا ان ذلك الختم يكفى و لكن الامر لم يكن بيدهم.

أمرنى الضابط بالتوجه فورا للرئاسة لفحص الجواز و إتخاز الاجراءات اللازمة. خرجت من ذلك المكان و طلبت من سائق أول “امجاد” قابلنى ان يتجه الى السفارة التونسية ففعل. قابلت الموظف فى الاستقبال.

أنا : “انا عايز أمشى تونس لمؤتمر و عندى جواز بريطانى … اعمل شنو؟”
نظر لى بإبتسامة وقال “أركب طيارة و أمشى تونس”
و بعد عدة أيام سافرت ألى تونس. و كذلك جددت الجواز فى مكان آخر و لم يتهمنى أحد بالتزوير و لكن لم اجرأ لاستعماله مرة أخرى و ما زال الجواز “المزور” بحوزتى يذكرنى بجريمتى التى لا أعرف عنها شيئا.

بقلم: بروفيسور.. شريف فضل بابكر
الخرطوم
2 اكتوبر 2015

Exit mobile version