محمد حامد: يتلوي احدهم وكأنه سفير الكنغو فرحا بفوز مازيمبي او كأن (كديابا) شقيق امه !

يوم مباراة المريخ كنت قد ابتليت بظرف اسري قضيت بسببه اليوم كله حتي نهاية المباراة ضمن تجوال بين العيادات والمشافي والبحث في السوق السوداء عن عقار اعجب ما فيه ان الارشاد اليه يتم في حواف العاصمة ! لذا تجنبت معركة لومبابشي وعندما علمت اننا قد اكلنا بمنهج ثلاثي القوة لزمت الصمت و(اكلت نيم) ! وتحاشيت جمهرة الباحثين عني واقعا واون لاين واستعصمت بمجلس في الساحة الخضراء كان خليطا من الشعر البئيس والخفة المملة والتظارف الفج لكني صبرت فهذا كله اخف ضررا من تلوي احدهم امامك وكأنه سفير الكنغو فرحا بفوز مازيمبي او كأن (كديابا) شقيق امه ! فجلست حتي انفض المجلس وانصرفت الاسر لاتوجه الي منزلي و(عندي التلت من عقلي) حينما لاح اول شارعنا بدأت السير علي اطراف اصابعي حاذيت الحوائط وطأت كلبا هو قطعة من الليل يبدو اني قد افزعته فصاح (هوووووو) والراجح اني قد صرخت ايضا لان فمي كان مفتوحا وفردة حذائي قد اختفت وبرز اصبع لي من ثقب بالجورب كان اجتهد في ستره ؛ نهضت من الطين الذي كنت قد غطست فيه فصار قميصي الابيض مثل قمصان مازيمبي نفسه بياض بخطوط سود ؛ انحنيت ابحث في ارجاء الظلمة عن هاتفي الذي طار كما فؤادي بعيدا وبينما انا في غمرة انشغالي اذ بيد صديق العربي تربت علي كتفي قوم يا استاذ فتشهدت فالرجل هلالي من ذاك النوع الذي يغمي عليه من الغلاط ان لم تقتنع بقوله ؛ قمت وان اتماسك مظهرا شئ من الرصانة وانا اقول كلب ناس عم النور دا جهجهة باكاتنا .. هي هي .. ضحكت ومضيت سريعا اقصد باب منزلي وقد ظننت ان الامر قد انتهي ولكن هيهات فقبل ان ارمي الترباس كان فوج من الاهلة يخرجون من كل الدروب ما بين حامل دف وبوق عريض … كرهت المريخ وغاريزتو … وكرهت السودان زاتو.

الخرطوم: محمد حامد جمعة

Exit mobile version