الكورة سيدة الموقف

* لا يختلف اثنان على أن وصول عملاقي الكرة السودانية إلى نصف نهائي كبرى بطولات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم كان محور معظم النقاشات التي سيطرت على المجالس خلال أيام العيد وما تلاها.
* توارى بريق السياسة، وتراجعت معدلات الجدل حول غلاء المعيشة، وطغى بريق الساحرة المستديرة على ما سواه، انتظاراً لإنجاز جديد، تتوق إليه نفوس السودانيين وتهوي، على أمل أن يتحقق بعد طول غياب.
* لن نقول إن العملاقين خيبا الآمال، ولن نصفهما بالفشل، لأن ما أنجزاه في الموسم الحالي يستحق الفخر، ويستوجب الإعجاب.
* بدءاً نشير إلى أن الهزيمة في كرة القدم لا تعتبر عاراً، ولا تمثل منقصة في حق الخاسر.
* في ميادين الرياضة وحدها يخرج المهزوم والمنتصر متعانقين، لذلك يقال للغاضب والمنفعل (خلي روحك رياضية).
* الهزيمة شقيقة النصر في ملاعب الرياضة عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص، وهي تحدث أحياناً بلا سبب، وتحيق بالأفضل، لأن تمرد الكرة يجعلها تدبر حتى عمن يجد ويجتهد، ومن هنا اكتسبت اللعبة سحرها، وحلاوتها، وصارت الأوفر متابعةً، والأكثر جذباً للأنظار.
* في الموسم الحالي حصل السودان على مقعدين في نصف نهائي أكبر بطولات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.
* ذلك المكسب لم يتأتَّ لدول عريقة، ومدارس كروية رائدة في القارة السمراء.
* مصر بكل تاريخها الرياضي الحافل لم تمتلك أي فريق في نصف النهائي، والحديث نفسه ينطبق على المغرب وتونس وغانا ونيجيريا والكاميرون وجنوب أفريقيا والسنغال ومالي وكوت ديفوار، وبقية الدول التي تمتلك أقوى الأندية وأفضل المنتخبات.
* في الموسم الحالي أقصى الهلال فرقاً من مصر والمغرب والكنغو في طريقه إلى نصف النهائي، ورج المريخ الأرض تحت أقدام فرق تونسية وجزائرية وتنزانية وأنغولية قوية، وأقصى حامل لقب دوري الأبطال، وهزم الترجي التونسي الحاصل على كل ألقاب بطولات الأندية الأفريقية.
* مشوار ناجح، جعل اسم عملاقي الكرة السودانية يتردد على كل لسان، لذلك سنرفع لهما القبعات احتراماً، ونطالبهما بأن يواصلا مسيرة تشريف الكرة السودانية في مقبل المواسم.
* أما المناكفات التي تحدث بين محبي الناديين فلا ضير منها، لأنها تمثل ملح التنافس الكروي، وهي ليست جديدة ولا مستغربة، لأنها ظلت مرافقة لمسيرة التنافس بين الفريقين منذ مباراة سوق القش الشهيرة، التي جرت في بواكير العام 1934.
* مداعبات ومناكفات محببة، تجمّل التنافس الكروي ولا تعيبه مطلقاً، ورأينا فيها يشبه رأي رئيس الفيفا، السويسري جوزيف سيب بلاتر في مساعي الاستعانة بالتقنية لتلافي أخطاء الحكام، إذ يرى أنها (أي تلك الأخطاء) تزيد معدل الإثارة في اللعبة، لأنها تثير جدلاً جميلاً لا يريد له إمبراطور الفيفا (وفيلسوفها) أن ينتهي.
* للعملاقين تعظيم سلام.. ونتمنى لهما الأفضل في مقبل الأعوام.

Exit mobile version