ذكاء المؤتمر الوطني في تحويل الأنظار.. ضجيج المواقع الاسفيرية بالسخرية من اختيار ندي القلعة وتراجي مصطفي

ضجت المواقع الاسفيرية هذه الأيام بالسخرية من اختيار ندي القلعة وتراجي مصطفي كشخصيتين قوميتين للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني …
لم استطيع ان استبين سبب هذه السخرية ، هل لانهن نساء ام ان مستواهن الاجتماعي لا يرقي الي القبول بهن كشخصيات قومية يمكنهن من تمثيل المجتمع في محفل الحوار الوطني ، حيث ندي فنانة مغنية وتراجي ناشطة انسانية واجتماعية حسب تعريفها في قوقل …..
من رأيي الشخصي ان ندي القلعة يمكنها ان تكون شخصية قومية وذلك لشعبيتها وسط جمهورها في المجتمع السوداني والذي لا يقل عن جمهور عائشة الفلاتية او ام بلينة السنوسي او حواء الطقطاقة ، حيث جميعن قامات فنية لها جمهورها في المجتمع السوداني ويمكن وصف أي واحدة منهن بشخصية قومیة ….
سخرية الكثيرين منا علي هذا الاختيار يوضح بجلاء عدم قبولنا للآخر ورفضه بمجرد انه يختلف عنا ، او ان افكاره وسلوكه يختلف عن افكارنا وسلوكنا … وهذه هي اساس مشاكلنا التي لم ولن تنتهي الا عندما نتخلص من هذا السلوك القمئ …
انا شخصيا لا استمع الي ندي القلعة ولا تعجبني اغنياتها ، لكن هذا لا يمنع ان تكون لها جمهورها الواسع في كل انحاء السودان والذي ربما يفوق جمهور أي سياسي آخر مشارك في الحوار ، فلماذا لم تتم السخرية علي اختيار الآخريين …
والبعض الآخر سخر من تراجي لأنها تنادي او تترأس جمعية الصداقة السودانية الاسرائيلية ، وانا في رأيي ان هنالك الكثير من السودانيين الذي يوافقونها الرأي في هذه الصداقة ولا يرون اي اشكال في صداقة تجمع بينهم وبين الشعب الاسرائيلي ، ونظرة بعضنا او نظرة ساستنا تجاه القضية الفلسطينية وتجاه اسرائيل لا يمنع اشواق البعض الآخر في اقامة علاقات انسانية واقتصادية مع اسرائيل …
استطاع المؤتمر الوطني وبذكاء يحسد عليه ان يحول انظارنا و ان يشغل كل المواقع الاسفيرية من الحديث والسخرية عن فشل الحوار الوطني قبل بدايته ، وذلك برفض قادة الحركات المسلحة والاحزاب السياسية بالمشاركة في الحوار ، وشغلنا بتعين تراجي وندي كشخصيات قومية ، فتحولت ابواقنا من السخرية من الحوار الي السخرية من المرأتين ….
لا اري اي داعي لهذه الهيلمانة والجلبة التي يحدثها البعض من هذا الاختيار ، فما دام أي شخص سوداني و له جمهور او تأثير علي المجتمع فمن حقه ان يكون شخصية قومية شئنا او ابينا ، فعدم حبنا له وعدم اعجابنا به ، لا ينفي تأثيره في وسطه وفي مجال تخصصه أي كان …!!!

بقلم: سالم الأمين

Exit mobile version