مركوب الجنينة.. صناعة محلية بجودة عالمية

اشتهرت مدينة “الجنينة” بصناعة المراكيب منذ قدم الزمان، وعرفت بأنواعها المتعددة الجلد العادي، النمر، والدبيب (العسلة – وأبو نوامة)، والدبيب يطلق على نوع من أنواع الثعابين المزركشة. ويشتهر صانعو المراكيب بمسميات عديدة من بينها “الإسكافية ومفردها الإسكافي”.
وتمر صناعة المراكيب بعدة مراحل، أولهما: شراء وجلب الجلود من تجار الجلود، حيث تشتهر منطقة “أم تجوك” بمحلية (كرينك) بتجارة الجلود العادية، بينما تجلب القلُراف (بضم القاف وفتح الراء) من منطقة “سرف عمرة”، بولاية شمال دارفور، وتستخدم “القراف” بمثابة أرضية للمركوب ،أحياناً، يستخدم اللستك العادي (الفلين) في صناعة الأرضيات.
كما يتم جلب جلود الدبيب بأنواعه، من مناطق “خوربرنقا” بغرب دارفور، ووادي صالح وأم دخن ،بوسط دارفور، والنمر يأتي من المناطق الحدودية لدولتي “أفريقيا الوسطى” و”جنوب السودان”.
و تدخل في منظومة صناعة المراكيب حزمة من الآليات المساعدة، وهي” القالب، والمقص، الكازيم، الكيربية، والمشطة، والعشفا، والإبرة.
ويستخدم القالب، لقياس المقاسات وأحجام الأرجل، والكازيم لقطع الزوائد من أطراف المركوب، والكيربية يستخدم في إنزال القالب، والإبرة للخياطة.. ويتفرع العشفا إلى نوعين هما (عشفا لباطه – وعشفا طبق).
(المجهر) خلال جولتها بموقع صناعة المراكيب بسوق العطرون بالجنينة، التقت بالعم “محمد وداعة عثمان”، وهو من مواليد الجنينة حي السلام (أ) في العام 1947م، وقد امتهن صناعة المراكيب لفترة تتجاوز الـ(43) سنة وذلك منذ العام 1963م، ويعد وداعة من أقدم محترفي صناعة المراكيب، ويحظى بشهرة واسعة بأسواق مدينة أم درمان (السوق الشعبي) ومدينة نيالا، وأشار العم “محمد وداعة”، خلال حديثه للمجهر إلى تعلمه الحرفة على يد “أحمد محمد عبد العزيز”، و”عثمان داؤود” ، وقال إن كليهما على قيد الحياة “الأول منهم يسكن حالياً بمدينة الأبيض شمال كردفان والثاني بمدينة الضعين شرق دارفور”.
وعن حالته الاجتماعية كشف عم “وداعة” بأن لديه (11) من الأبناء بنين وبنات، رباهم وعلمهم من هذه الحرفة حتى تخرج (3) من البنين و(3) من البنات من أعرق الجامعات السودانية، وهناك من هو على مقاعد الدراسة، وما زال عطاؤه ثراً، يقدم من مدرسته الكثير.. الكثير.
وعن أسعار المراكيب قال إنها ترتفع وتنخفض على حسب الطلب وجودة الصنعة، حيث نجد أن مركوب الجلد العادي يتراوح سعره ما بين (140- 150)جنيه ،والدبيب العسلة بين (270 -300) جنيه ،والدبيب أبو نوامة بين (350- 400) جنيه ،والنمر بين (2500 – 3000 – 4000) جنيه.

المجهر السياسي

Exit mobile version