سعودي: والله انتم يا السودانيين ما تعرفون قيمة بلدكم.. السودان احسن بلد والشعب السوداني احسن شعب، بس مشكلتكم(..)

تصادفت وأنا أدخل الي صالة المغادرة في مطار الخرطوم في طريقي الي سلم الطائرة مع أحد السعوديين والذين أتوا الي السودان من اجل التعرف على المشاريع الاستثمارية وخيرات وثروات البلد والسياحة والصيد وهذا ليس موضوعي ، ولكن لفت نظري ونظر جميع الحاضرين كان الرجل يتكلم بنشوة وبحرقة موجها كلامه الينا وبصوت عالي ملخصا مأساة الشعب السوداني في بضع كلمات : والله انتم يا السودانيين ما تعرفون قيمة بلدكم .. السودان احسن بلد والشعب السوداني احسن شعب ، بس مشكلتكم كلكم عاوزين تبقوا رؤساء!؟

وللأسف هذه هي الحقيقة وهذا هو سر التخلف والفقر والفاقة والمرض والذي أصاب السودان في مقتل .. الأنظمة كانت تسقط بالانقلاب الأبيض دون أن يخسر الشعب السودانى طلقة واحدة وبالإنتفاضات الشعبية ودون أن يسقط شهيدا واحدا ، والآن الذي يريد أن يصل الي كراسي الحكم عليه أن يجيش الجيوش ليهزم حيش الوطن!

لماذا الحرب والنيران تشتعل في كل مكان بحجة القضاء علي النظام ولماذا النظام لايتعلم من الرؤوس والتي تطايرت ولا زالت تتطاير من حوله ، ولماذا لانضع مصلحة الوطن فوق مصالح الجميع ، ولماذا لا نتوافق علي دستور حر وانتخابات نزيهة ونتداول السلطة بصورة سلمية من اجل مستقبل بلادنا واولادنا ؟
السودان فعلا بلد عظيم له عمق وله تأريخ وحضارة من اقدم واعرق الحضارات في العالم ويمتلك الكثير من الثروات والموارد المتجددة فوق وتحت الأرض ولايحتاج للإعانات والإغاثات وهو يعين ولا يعان ويغيث ولا يغاث . ولكن متي تجتمع كلمة أحزابه وابنائه علي كلمة سواء لينهض هذا العملاق من غفوته وسباته العميق ..

سئل الرئيس الامريكي السابق كارتر لماذا عندما تسافر الي أي بلد في العالم لا تمكث سوي ساعات او يوم او يومين ، ولكن عندما تسافر للسودان تمكث اربعة وخمسة ايام ؟
فأجاب كارتر ، السودان فيه عقول وثروات لو استغلت لأصبخ السودان افضل بلد في افريقيا .

يا بنى السودان والله لم تضق بنا ارضا ولا جفت مياهنا ولا نضبت مواردنا ولا شحت ثرواتنا .. لقد حبانا الله بالاراضى الخصبة والانهار الجارية والامطار الوفيرة والمناخات المتعددة والمتنوعة .. وماخفي تحت الارض اعظم .. ولكن ضاقت قلوبنا واختلفت عقولنا وتفرقت كلمتنا .. ودفعنا ثمن ذلك من قوت اطفالنا ودماء اكبادنا فارسلنا شبابنا بدلا من قاعات الدرس الى ساحات الحرب والموت .. وبدلا من ان يعمروا ويجملوا لنا اوطاننا .. ذهبوا ليقتل بعضهم بعضا وليخربوا كل اواصر الاخاءوالوطنية ولتسود روائح القبلية والعنصرية البغيضة ..

كلمة اخيرة
قال الشاعر وهو يحتضر على فراش موته ; اذا كانت المراة كل شيىء فالوطن فوق كل شيىء .

بقلم: أحمد بطران

احمد بطران

Exit mobile version