احتجاز وإبعاد مذيعة تلفزيونية سودانية بقطر.. مكتب المحاماة القطري: القضية كيدية او انتقام من زوجها السوداني

احتجاز وإبعاد مذيعة تلفزيونية سودانية بقطر .. :مكتب المحاماة القطري:القضية كيدية(الحلقة الثانية)

**قضية المذيعة التلفزيونية السودانية ريم علي مصطفى خوجلي (ريم المك) التي نشرناها بـ (الرأي العام) بعدد الخميس الماضي الموافق (5) نوفمبر الجاري عبر حوار مباشر معها من الخرطوم اثارت ردود افعال واسعة ومتباينة داخل وخارج البلاد متصدرة مواقع التواصل الاجتماعي كأكثر المواد الصحفية قراءة وتداولتها الشبكة العنكبوتية بصورة واسعة غير مسبوقة، حيث بلغ عدد متصفحيها اكثر من (60) الفاً ببعض المواقع الإلكترونية المختلفة.. ونشير الى ان المذيعة لجأت للسلطة الرابعة لنشر قضيتها بعد ان استنفدت كل السبل والقنوات المتاحة لها بهدف استعادة طفلتها (رهف) من مطلقها السوداني .. ونواصل عبر هذه الحلقة الثانية نشر تفاصيل وحيثيات جديدة عبر الاتصال الهاتفي الذي اجريته مع مكتب المحاماة القطري الشهير بالدوحة والذي تبرع بمتابعة القضية (مجانا)، حيث تواصلت هاتفيا صباح السبت الماضي الموافق (7) نوفمبر الجاري مع المحامية السودانية اخلاص الشيخ التي تعمل بمكتب المحاماة القطري والتي تباشر القضية شخصيا باروقة المحاكم القطرية واجريت معها هذا الحوار الذي يكشف بعض الجوانب الخفية في قضية المذيعة السودانية (ريم)**

إبعاد (ريم) تم ببلاغ (دجل وشعوذة) من طليقها وتم شطبه إدارياً

المذيعة لا تزال في كفالة زوجها السوداني .. ولن تعود لقطر إلا في هاتين الحالتين

* كيف تسلم مكتب المحاماة القطري بالدوحة والذي يديره محامٍ قطري مشهور قضية المذيعة السودانية (ريم)؟
ـ اتصلت (ريم) بمكتب المحاماة الذي اعمل به من مكان حجزها بالعاصمة القطرية الدوحة لمتابعة قضيتها وقد وافق المحامي القطري صاحب مكتب المحاماة على ذلك مجانا وتم تكليفي من المكتب الاتصال بها ومتابعة قضيتها.
* اين التقيتي بـ (ريم) اول مرة؟
ـ في سجن الإبعاد وكان برفقتي القنصل السوداني (مجاهد) وعلى ضوء اقوالها لنا وبمتابعتنا للقضية اتضح ان زوجها، وهو سوداني مولود بقطر ويعمل بإحدى المنظمات الخيرية هناك، دون ضدها عدة بلاغات منها بلاغ خيانة تم حفظها جميعا، والبلاغ الأخير بلاغ دجل وشعوذة مدعيا ممارستها السحر ضده، وتم إلقاء القبض عليها لهذا السبب وحبسها وبعد التحري لم يجدوا اي دليل ضدها فشطب البلاغ إدارياً.
* لكن حسب ما ذكرته لي من خلال الحلقة الاولى لم يفرج عنها رغم قرار النيابة القطرية؟
ـ بعد الإفراج عنها وخروجها من الحبس قادها بعض الاشخاص للبحث والمتابعة بحجة الإنتهاء من إجراءات البلاغ المفتوح ضدها من زوجها وكانت وقتها تباشر إجراءات حضانة طفلتها لكن تم حبسها مرة اخرى بسجن الإبعاد ، حيث قام زوجها بعمل عريضة مؤقتة لأخذ الطفلة (رهف) منها لتكون تحت حضانته مؤقتا بحجة ان امها في سجن الإبعاد لحين خروجها من الحبس فقام القاضي بتسليمه الطفلة حسب ما ينص عليه القانون القطري، بعدها عملنا له منع سفر له وللطفلة لحين الإنتهاء من القضية.
* وما الدور الذي لعبته السفارة السودانية بالدوحة في هذه القضية؟
ـ السفارة السودانية لم تقصر،فقد طلبت منه الحضور للسفارة لحل المشكلة وديا لكنه رفض الحضور لمقابلة السفير (حسين) والقنصل (مجاهد)، بعدها ارسلوا له أمن السفارة إلا انه رفض الحضور معهم.
* هل لديكم كمكتب محاماة ما يفيد بصدور قرار (إبعاد إداري) لـ(ريم)؟
ـ طلبت ومعي القنصل السوداني تقديم ما يفيد انها مبعدة إدارياً، إلا انهم ماطلوا في ذلك بحجة ان الملف عند فلان، واوضحنا لهم ان لديها قضية أسرة ويفترض ان تبقى بقطر ولا تبعد للسودان حتى إنتهاء جلسات القضية.
* إذاً تم تنفيذ قرار الإبعاد الإداري لها؟
ـ اجل، فقد اتصلت بي من المطار وهي تبكي وقالت تقرر ترحيلها للخرطوم، فتحدثت عبر الهاتف مع امن المطار فاشاروا انها مبعدة إداريا.
* وماذا قلتِ لها؟
ـ قلت لها اننا نعمل على قضيتها، بعدها اتصل بي مدير امن المطار لمحاولة إقناعها بواسطتي بالسفر للخرطوم.
* عفوا يا استاذة طالما انها مبعدة فلماذا طلبوا منك إقناعها بالسفر، وكان يمكن إجبارها على ذلك بالقوة، كتقييدها مثلا كما يحدث مع المبعدين؟
ـ إذا تم تقييدها بالكلباش فهم يعرفون ان كابتن الطائرة لن يسمح بصعودها للطائرة، الخلاصة انها صعدت للطائرة بإسلوب او بآخر وغادرت الدوحة للخرطوم.
* وما هو الإجراء الذي قمتم به كمكتب محاماة بعد مغادرتها الدوحة؟
ـ ظللنا نتابع قضيتها في الدوحة ، فالقاضي طلب حضورها لجلسة المحكمة الخاصة بقضية الحضانة لابنتها، ومعروف ان الحضانة للابن او الابنة القاصر للأم وليست للأب.
* متى طلب القاضي القطري حضورها للجلسة؟
ـ في رمضان شهر يوليو الماضي فاوضحت للقاضي انها بالسودان وطلبت منه تأجيل الجلسة لشهر اي في اكتوبر المنصرم.
* هل تم اخطارها بذلك؟
ـ اجل اخطرتها وارسلت لها قرار المحكمة بمواعيد الجلسة في اكتوبر وعلى ضوء ذلك تقدمت للسفارة القطرية بالخرطوم للحصول على تأشيرة الدخول لقطر، بعدها اتصلت بي قائلة ان التأشيرة طلعت، ثم اتصلت بي مرة ثانية، مشيرة الى ان السفارة اتصلت بها وقالوا لها: (التأشيرة لم تطلع).
* ألم توضح لك سبب رفض التأشيرة بعد ان وافقوا عليها في المرة الاولى؟
ـ لا.
* ألا يمكنك كمحامية المثول عنها في قضية الحضانة؟
ـ لا يمكن ذلك .. فلابد ان تحضر بنفسها لانها قضية حضانة، فحضورها مهم ولا يمكن للقاضي ان يحكم في القضية إلا بحضورها حتى يسلمها طفلتها القاصر البالغة من العمر ثلاث سنوات ونصف السنة.
* هل قدم زوجها السوداني للمحكمة مستنداً يفيد انها مبعدة إدارياً؟
ـ لم يقدم شيئاً ولا يوجد شيئ يشير الى انها مبعدة إدارياً، مجرد كلام.
* لماذا لم تطلب موكلتك (ريم) نقل كفالتها من زوجها؟
ـ كانت قد تقدمت لنقل كفالتها منه على إحدى الشركات التي وافقت على استيعابها، والمحكمة وافقت على نقل الكفالة، لكن قبل اكتمال الإجراءات تم القبض عليها بتهمة الدجل والشعوذة وهذا البلاغ تم حفظه بواسطة النيابة كما اوضحت لك من قبل.
* هذا يعني ان زوجها الغى كفالتها بحكم انه كفيلها؟
ـ اجل، لكن حسب القانون القطري لا يمكن إبعاد العامل الاجنبي إلا بعد اخذ حقوقه من الكفيل، وحتى لو كان هناك إبعاد لها فعلا يفترض تأجيله لحين إنتهاء القضية، فهي غير مجرمة وغير مهددة للدولة، وكان يفترض بقاءها حتى تأخذ حقوقها من زوجها.. وهناك مادة في قانون الاسرة القطري تشير الى ان المحضون لابد ان يكون في البلد التي فيها الولي.
* ألم تتصلي بالزوج لحل الموضوع وديا؟
ـ اتصلت به هاتفيا فعلا وقال لي بالحرف: (انتِ مجرمة لانك تدافعين عن مجرمة)، وهددني بانه سوف يرسل رقمي للشرطة ويبلغ عني .. فقلت له: اتصلت بك لتسوية الموضوع ـ فلا تهددني ـ لكنك رفضت، بعدها قام بإغلاق الخط في وجهي، ما اود الإشارة إليه هنا ان القضية قضية أسرية لكنها اخذت ابعادا اخرى.
* ماذا تقصدين انها اخذت ابعادا اخرى؟
ـ القضية كما هو واضح من حيثياتها عملية كيدية، او انتقام من الزوج، فهي مجرد قضية حضانة لزوجة تريد حقها في حضانة طفلتها القاصر البالغة من العمر ثلاث سنوات ونصف السنة وهذا حقها، وكل قوانين العالم تقف معها، لكن لمنحها حق الحضانة لا بد من حضورها الجلسة حتى يحكم القاضي بحكمه في المحكمة، لكن الإشكالية القائمة والتي تواجهها (ريم) انها مبعدة بواسطة كفيلها وهو زوجها والذي عمل لها حظرا لا تستطيع بموجبه دخول قطر إلا بعد سنتين، او ان يعمل لها زوجها (عدم ممانعة)، وهذا مستحيل بالطبع ان يقدم زوجها على هذه الخطوة، ويمكن ان تتدخل السفارة السودانية بالدوحة وتخاطب الجهات المختصة بقطر السماح لها بالدخول لحين إنتهاء قضية الحضانة.
* ما هو آخر إجراء قمتم به كمكتب محاماة بخصوص القضية؟
ـ سوف نقدم استئنافا .. حيث ان المحكمة الجزئية حكمت بتسليم الطفلة للاب لعدم وجود الأم بقطر بعد إبعادها، حيث هناك مادة في قانون الأسرة القطري تشير الى ان المحضون يجب ان يكون في البلد التي بها الولي، وبما ان الام خارج قطر فلذلك حكم القاضي بتسليم الطفلة لوالدها بقطر، عموما الدعوى لا تزال مستمرة لان القاضي طلب حضورها لكنها لم تتمكن كما اسلفت.
المحرر :
المذيعة التلفزيونية والإعلامية السودانية (ريم المك) تناشد كـ(أم) عبر (الرأي العام) الحكومة القطرية، ووزارة الخارجية السودانية، والسفارة والجالية السودانية بقطر الوقوف معها ومساندتها في استعادة طفلتها القاصر (رهف) والتي هي في امس الحاجة إليها وهي لا تزال في هذا العمر المبكر.. ونحن في (الرأي العام) نثق تماما بالأجهزة العدلية والشرطية بدولة قطر، لكن مهما كان سبب إبعادها فمن ناحية إنسانية بحتة نناشد السلطات القطرية السماح لها بدخول (مؤقت) لدولة (قطر) ولو بطريقة استثنائية حتى تباشر قضية حضانة طفلتها (رهف) التي تعتمد في الأساس بوقوفها امام القاضي القطري بالدوحة حسب ما ينص عليه قانون الأسرة القطري، فهي في أمس الحاجة لحضن وحنان والدتها وهي في هذه السن الصغيرة، وكلنا على ثقة ان السلطات القطرية المختصة سوف تستجيب لهذا النداء الإنساني ومسح دموع هذه الأم السودانية لفراق طفلتها (المُر).

الدوحة ـ الخرطوم: التاج عثمان
الراي العام

Exit mobile version