دا احنا كنا فاكرينها روسية والوزير كان فاكرها روسية والبرلمان كان فاكرها روسية

عادل امام في مسرحية (شاهد ما شافش حاجة)…يتم اتهامه بقتل جارته ..تجتمع ادلة كثيرة اهمها انه لم يستطع اقناع المقدم (احمد عبد السلام) بوجوده في حديقة الحيوانات وقت ارتكاب الجريمة ..وكذلك وجود دماء على بنطلونه الذي كان يرتديه في ذلك اليوم …ومن ثم فجأة يأتيه المقدم ويقول له انهم اكتشفوا براءته وانه قبضوا على القاتل الحقيقي ..وهنا يسأله عادل امام عن حقيقة الدماء التي كانت في بنطلونه ..فيرد عليه المقدم قائلا (لا ..دا ما طلعش دم ..دي كانت شوية بوهيه حمراء )…يستغرق عادل امام في الضحك ويقول (ما طلعش دم؟؟ دنا افتكرته دم ..وانت افتكرته دم …وبعدين ما طلعش دم؟؟؟ ..دا انت طلعت أي كلام.. يا احمد… يا عبد السلام)….وحكينا القصة دي ليييه؟؟؟
ذلك اننا .. اكتشفنا فجأة ..ان الشركة الروسية …ما طلعتش روسية …(دا احنا كنا فاكرينها روسية …والوزير كان فاكرها روسية ..والبرلمان كان فاكرها روسية) . وبعدين ما طلعتش روسية !!!!… السؤال هو ذلك الذي تبادر الى ذهني عند قراءة تصريح السفير الروسي بأن الشركة (الروسية) ليست روسية !!!! … ( اين كان السفير الروسي عند احتدام المعركة حول الشركة ؟؟ ) هل كان يرتدي طاقية الاخفاء ؟؟ ..لماذا لم يفكر أحد في استشارة السفارة الروسية في الخرطوم… وقد كان يمكن لأي نائب برلماني ان يمتطي (ركشة) لموقع السفارة ويسأل عن أصل وفصل الشركة ؟؟.. لماذا كانت كل هذه (الهيلمانة) ؟؟..ولماذا قضى اعضاء البرلمان الوقت وهم (راحين السبورة ..وجايين من السبورة)….قاطعين المسافة بين موسكو والخرطوم؟؟…والسؤال الأهم لماذا ظهرت هذه التصريحات الى العلن في هذا الوقت بالذات؟؟ ..قبل حوالي شهرين من انتهاء الستة اشهر المتفق عليها لانتاج الذهب ؟؟؟ …لا ادري لماذا بدأت سعدية النكدية في ترديد تلك المقطوعة المشهورة لفيلم غزل البنات (حاسس بي مصيبة جايالي ..يا لطيف ..يا لطيف..مصيبة ما كانت على بالي ..يا لطيف يا لطيف )..قلبي يحدثني ان نفي السفير الروسي ..وتصريحات مالك الشركة المتضاربة وظهور كل هذا في هذا الوقت …يقول ان للاكمة ما وراءها ..وان هذا هو قمة جبل الجليد..و..يا لطيف.. يا لطيف
لكن في النهاية ..وعودا على بدء …..اعتقد انه يحق لنا ان نقول بملء أفواهنا … للوزير ..ذلك الذي فرد جناحيه وقال واثقا انه يستحق الاعدام لو كان يخدع الرئيس ؟؟ وكذلك نوجه العبارة ذاتها في اتجاه البرلمان الذي اوفد بعضا من نوابه الى روسيا للبحث في أصل الشركة الروسية على حساب دافع الضرائب السوداني ..وعاد الوفد وهو يكتنفه الصمت ولم يدل بأي تصريح بهذا الشأن … نقول لهم مجتمعين (دا انت طلعت ..أي كلام.. يا احمد.. يا عبد السلام).

د. ناهد قرناص

Exit mobile version