في آخر (جدعاته!)..الوزير أحمد بلال: “سيدنا موسى التقى بنبي الله الخضر في جزيرة توتي”

المشكلات التي يعاني منها الإعلام عموماً والصحافة (بالأخص) هي الواجب تداركها مراراً في مخيلة وزير الإعلام (صامتاً أو متكلماً) أو حالماً..!!
* لكن وزير الإعلام أحمد بلال كان في وادٍ جديب؛ وهو يذكّر الناس بجدليات عفا عليها الوقت؛ وما عادت تحرك ساكن المشاعر المُحبطة بأمور حياتية بحتة..! فماذا نفعل في ترف المسؤول حين يكون منصرفاً إلى (ما لا يهم) ولا يُرجى منه نوالاً..!

* لا نعلم عن الوزير بلال شغفه بالقراءة..! كما هو ــ قطعاً ــ ليس باحثاً في التاريخ أو حتى مهتماً به.. إنما حظه الأول والأخير ــ في الواقع ــ أن يكون ناطقاً باسم الحكومة.. إنها مهمته الكافية للتعريف بشخصِه.. ودون ذلك لا شيء..! فعلام يمتطي الوزير خيول الأوهام، متجاوزاً (ما أُحلّ له) من التصريحات التي لا تبتعد عن إرضاء السلطان كيفما اتفق؛ كما لا تبتعد عن سقف مهامه المحددة؛ ومنها ما يعتري الساحة الإعلامية من (خوازيق!)..!

* في آخر (جدعاته!) قال الوزير أحمد بلال “إن سيدنا موسى التقى بنبي الله الخضر في جزيرة توتي؛ وأنها أرض مقرن النيلين التي تعلّم منها الحكمة”.
* كان بلال يخاطب الحاضرين في جلسة لإتحاد الصحافيين العرب.. وكلما جاءت كلمة (العرب) تحسس أهل السلطة قرون استشعارهم وانفتحت شهيتهم للاستعراض الفارغ؛ والتزلف والزيف الذي لا يعني للعرب سوى الثرثرة.. فالتاريخ لا يمنح الفاشلين (قدسية) أو مكانة مرموقة ولو مرّ كافة الأنبياء والصالحين (من هنا)..! ثم أنه لا جديد في (الادعاءات التاريخية) التي يجترها وزير الإعلام.. ولا فائدة ترجى منها لبلاد صارت في زمان (الغاز) تتقهقر لزمان (الكهوف)..! حتى لو كانت (اجترارات) أحمد بلال صحيحة ماذا تعني (لمعنوياتنا) وماذا يستفيد منها الحاضر المظلم؟ وهل (مرور الأنبياء) وقانا من الفساد وأوطاره ومن الإرهاب وأوكاره؟؟ إن الفائدة للحكومات والأمم في (قابلية التعلُّم من التاريخ) لا في الإدعاء على التاريخ وتحميله بما لا يحتمل من الترهات..!
* سلطة محاصرة وتحاصر الشعب.. بماذا يخدمها تكرار المُـكرر؟ وأي الطرقات التي مشى عليها (نبي) في العاصمة المغبرة المحفرة؛ تم رصفها تكرماً و(تبركاً)..!

* الزهو بلا ريش هو ما يمكن أن يقال لوصف حالة (بلال).. والانصرافية الواضحة تتمثل في (الحشو).. فمن قال لأحمد بلال أن سيدنا موسى تعلَّم الحكمة (عندنا)؟! وأين أثر الحكمة (هذه)؟ علماً بأن لدينا نظاماً سياسياً (مليان بالدكاترة!) ويبحث عن (حكيم)؛ أو كما تشير الوقائع (فعلاً وقولاً)..!
* لماذا كلما حضر العرب إلى مناسباتنا تجمّلنا بما ليس (لنا) بينما الأجمل فينا مخبوء بأمر الساسة؟!!
أعوذ بالله

عثمان شبونة
التغيير

Exit mobile version