أغرب قصة احتيال بمدرسة أب كدوك الأم درمانية .. روت تفاصيلها إدارة المدرسة

تعددت أنماط وأساليب الاحتيال في السنوات الأخيرة الأمر الذي أقلق مضاجع الكثيرين خصوصاً مع التطور الكبير في نسج مثل تلك الحيل الإجرامية، فيما استفاد عدد كبير من المحتالين من التكنولوجيا بطريقة سلبية للغاية، قاموا من خلالها بالنصب على الكثيرين وخلال المساحة التالية نحكي عن أسلوب احتيال جديد دارت حيثياته بمدرسة أبو كدوك (أ) بنين.
القصة رواها مدير المدرسة الأستاذ عبد القادر ووكيلة المدرسة الأستاذة نجوى محمد حيث سردا تفاصيل ما حدث، وتعود بداية القصة إلى قدوم رجل للمدرسة معللاً وصوله إليها بانه جاء من دون قصد حيث كانت وجهته الرئيسية معهداً بجوار المدرسة كان على موعد مع مديره لكنه لم يجده، حيث كان ينوي عمل خيري لصالح المعهد مدعياً انه رجل أعمال وفاعل خير يسير على خطى والده الذي كان يعمل بدول الخليج وأضاف انه يقوم بإخراج مبلغ ضخم من المال سنوياً يضعه في أي عمل خير في السودان، وزاد أنه يريد أن يقوم بأعمال صيانة في المدرسة من رصف الأرضية إلى السقف المستعار للفصول مضيفاً أن لديه مجموعة من المهندسين الذين يعملون تحت امرته ولكنه في بورتسودان في الوقت الحالي، وطلب من المدير أن يقوم باحضار أي شخص ليقوم بحساب التكلفة، ليأتي المدير بأبن غفير المدرسة الذي يعمل في هذا المجال والذي بدوره قام بحساب التكاليف كاملة وسلمها له.
الرجل أثناء حديثه قال ان له علاقات مع مؤسسات حكومية وخاصة توفر بعض ما يحتاجه ذوو الاحتياجات الخاصة من وسائل تنقل وخلافها، أضافه إلى الركشات وذلك مقابل مبلغ بسيط من المال حوالي (1500) تدفع لترخيص الركشة ثم قال انه من جانبه سيتكفل بدفع نصف المبلغ والنصف الآخر يسدده من يريد من أسر الأطفال بالمدرسة من ذوي الظروف المعيشية الصعبة.
وكيلة المدرسة عرضت على الرجل مساعدة والدة احدى الطالبات والتي هي بأمس الحاجة الى المساعدة فطلب منها استدعاءها وإحضار صورة من الرقم الوطني وتجهيز ما عليها ليت تسليمها (الركشة) وفي اليوم التالي جاء الى المدرسة واخذ الأوراق ثم ذهب، ليتصل وقت لاحق من اليوم بوكيلة المدرسة مبلغاً إياها بأنه قد دفع جزءاً كبيراً من المبلغ ولكن النقود التي بحوزته لم تكف للسداد الكامل مطالباً اياها بسرعة بتحويل مبلغ من المال له ليكمل إجراءات الدفع.
وكيلة المدرسة في تلك اللحظة شعرت بالمكر والخداع فقالت له بأنها لا تملك هذا المبلغ في الوقت الحالي والمدير غير موجود الآن وطلبت منه الحضور في اليوم التالي لتسليمه المبلغ، وحين سألته عن المواد التي قال بأنه سيقوم بجلبها لصيانة المدرسة قال بانها وصلت منطقة جياد في طريقها للمدرسة، مطالباً اياها بالبقاء في المدرسة لحين وصول الشاحنات.
بعد انتهاء المكالمة قامت الوكيلة بالاتصال بسرعة بالسيد (أ.م) والدة الطفلة وسألتها إن كان الرجل قد طلب منها إرسال أي مبلغ مالي، لتخطرها (أ) بانها بالفعل اتصل بها وطلب منها إرسال مبلغ (150) جنيهاً من اجل إكمال إجراءات استخراج الركشة لها، وبأنها قامت باقتراض المبلغ من احدى جاراتها وذلك لعدم امتلاكها له قبل أن تقوم بإرساله إليه. المدهش في الموضوع أن الرجل اختفى تماماً بعد حصوله على ذلك المبلغ من تلك المرأة المسكينة التي تعمل في غسل الثياب لأهل الحي بينما لم تصل الى المدرسة أي شاحنات او مواد بناء، ليدرك الجميع أنه وقعوا في فخ محتال جديد يستهدف المدارس ويستهدف الأسر البسيطة التي لا تملك ما تسد به رمق أبناءها ولا حول ولاقوة إلا بالله.

صحيفة السوداني

Exit mobile version