مأساة الحاجة أم سلمة.. قصة أغرب من الخيال

لم تكن آخر قصص الإتجار بالبشر الحاجة أم سلمة التي خرجت ضمن قافلة حجيج مدينة سنجة حاضرة ولاية سنار، ودعت أبناءها وهي تطلق إشارات الوداع بعد أن وقفت على بوابة القطار وهي تلوح لأحفادها إلى أن غابوا عن ناظريها، وصل بهم القطار إلى مدينة بورتسودان وبعد مضي القليل من الوقت ذهبت الحاجة إلى إحدى البقالات لشراء قارورة ماء وكان آخر ظهور لها يوم الأربعاء، وقبل رحيل الفوج التي هي ضمن قائمته، تفقد أمير الفوج الحجيج ولم يجد أم سلمة، أخذ يبحث عنها حتى كاد يضيع زمن قدوم باخرة الفوج، بعدها أخبر أحد أبنائها في مكالمة هاتفية عن فقدان والدتهم ورحل الفوج إلى المملكة لإتمام فريضة الحج، وبدأ أبناؤها رحلة البحث عنها «دون وجيع» ولا سائل يشتمون منه خبراً عنها، تحدثت عنها وسائل التواصل الاجتماعي بكل أطيافها والصحف الصادرة كل صباح وزعت صورتها على جميع شوارع بورتسودان، أتى العيد وهم هائمون ما بين البحث في الخلاء والبحث داخل المدينة، تم فتح بلاغ في مركز شرطة المدينة وما زال البحث مستمراً حتى قضيت فريضة الحج وعاد الفوج «السناري» إلى بورتسودان، وفي ذات وقت الوصول تم العثور عليها بعد 33 يوماً من الغياب. هاتفت الشرطة أحد أبنائها بأن هناك امرأة عثرت عليها الشرطة، وقبل أن يراها كاملة تعرف عليها من أطراف أرجلها وأخذ يصيح بصوت عالٍ «أمي»، أخرجته الشرطة وطلبت من ابنها الأكبر الدخول علي والدته وإذا هي جثة هامدة، أخذ جثمان والدته وستره بعد أن رأى تقرير التشريح الذي أكد استئصال «الكلى» من قبل فاعل وتركها في الخلاء المجاور للمدينة لتموت عطشاً، لتعثر عليها الكلاب البوليسية.

نفيسة الطيار
صحيفة آخر لحظة

Exit mobile version