“سد النهضة” كارثة في انتظار الحل.. وخبراء عن تأجيل الاجتماع السداسي: تلاعب ومضيعة للوقت

كارثة يقبع خلفها مبنى يتكون من كلمتان ..”سد النهضة” ذلك السد الذي تخطط له إثيوبيا منذ عشرات السنين، حتى تمكنت من وضع حجر الأساس فيه إبان حكم المجلس العسكري، ثم الشروع في إكماله وسط حالة من التراخي لمؤسسات الدولة والحكومة المصرية لردع أخطاره التي تحول بمصر أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسي للبلاد.

وبعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم، حرص على أن تحل تلك الأزمة دون وقوع أضرار على مصر، لتبدأ سلسلة الجولات التي تجمع وزارء الري لدول مصر وإثيوبيا والسودان، والتي إنتهت على إختيار مكاتب إستشارية لتقديم دراسات سد النهضة وبناءً عليها يأخذون القرار.

كان هذا ملخصًا وجيزًا لأزمة سد النهضة التي أصبحت كابوسا لدى المصريين بعد توتر المفاوضات في الفترة الأخيرة، وانسحاب إحدى المكاتب الاستشارية من تقديم عروضها، بل وعرقلت السودان للمفاوضات ليصب الكل في بوطقة إثيوبيا ويجعلها تكمل بناء سدها في أمان.

وفي لقاء له مع إحدى الفضائيات قال الرئيس السوداني عمر البشير، إن سد النهضة الإثيوبي ضخم جدًا، وسلامته شيء مهم، وحال حدوث شيء فيه وانهياره، ستكون كارثة على السودان في المرتبة الأولى ثم مصر، بسبب كميات المياه التي ستُخزن به.

وأضاف “البشير” أن جماعة الإخوان لم يكن لهم دور في أزمة السد، وأن اجتماع الرئيس المعزول محمد مرسي، وحديثه حول سد النهضة خلال فترة حكمه، والذي كان يذاع على الهواء عبر شاشات التلفاز، تجاوز كل الخطوط الحمراء، مضيفًا: “ومن تحدثوا وتجاوزا الخطوط الحمراء بالاجتماع ليسوا إخوان مسلمين”.

وأوضح الرئيس السوداني، أن اجتماع “مرسى” حول سد النهضة تحدث عن تدمير إثيوبيا ودعم المعارضة في أديس أبابا لتفتيت الدولة، وضرب السد عسكريًا، مشيرًا إلى أن كل ذلك خلق لدى الإثيوبيين توترًا كبيرًا مع المصريين، مضيفًا “ولازم نضمن سلامة السد وبرنامج تشغيله علشان أصبح واقع، ولابد أن نؤسس على أساس أن لا يؤثر سلبا علينا ولا على المصريين”.

وأشار “البشير” إلى وجود اتفاقية مع مصر تُقسم إيرادات مياه النيل عند السد العالى بين السودان ومصر، وهذه الاتفاقية ملتزمة بها السودان، وأن سد النهضة سيستخدم لتوليد الكهرباء، مضيفا: “لكن فى النهاية كمية المياه اللى بتصل السد العالى مش هتتأثر”.

وتلك التصريحات كان لها صوتًا مدويًا بين المصريين خاصة وأن السودان عرقلت اجتماع اللجنة الثلاثية لديها لأسباب وصفها البعض بـ”التافهة” ولكن لم تكن تلك المرة الأخيرة، فتحرص إثيوبيا ومن خلفها السودان على تمديد وقت المباحثات كي تستطيع إثيوبيا إتمام سدها فقد طلبت الأخيرة تأجيل الاجتماع السداسي لوزراء الخارجية والري بكل من (مصر والسودان وإثيوبيا) إلى 11 و12 ديسمبر الجاري، بحسب وزارة الخارجية المصرية، مرجعة السبب إلى ارتباط وزير الخارجية الإثيوبي تادروس أدهانوم بزيارات خارجية وهو الأسلوب الذي أرجعه المحللون إلى سياسة “إضاعة الوقت”.

ومن جانبه أكد الدكتور محمد نصر علام – وزير الري الأسبق، أن موقف السودان معروف منذ البداية، وهو داعم للسد ولكن منذ فترة قصيرة ظهرت موجة رفض من خبراء المياه السودانيين، يقودها شيخ وزراء الري العرب الوزير جمال علي، الذي يتزعم حاليًا مدرسة معارضة لسد النهضة لآثاره السلبية على السودان، ولكن الحكومة السودانية بسبب حاجتها للدعم الإثيوبي فهي تدعم بناء السد، خاصة وأن إثيوبيا لها تأثير قوي على الشؤون الداخلية بالسودان وجنوبها.

وأضاف علام – في تصريحات لبوابة “الفجر” – أن الحل الجذري يعتمد على الإرادة السياسية فقط بغض النظر عن أي شيء آخر، وذلك يعد انعكاسًا للقدرة الشاملة للدولة التي تحسنت كثيرًا بعد انتخاب الرئيس، ولكن الأداء تجاه قضية السد لا يعكس ذلك التحسن بل يعكس حالة البلاد في أوقات الفوضي والمظاهرات وقنابل الغاز.

وعن وزارة الري، أكد مغاوري شحاتة – مستشار وزير الري، أن تأجيل الاجتماع السداسي لمفاوضات “سد النهضة” أن الجانب المصري أصبح هناك أمور سياسية “مطاطة” وأبعاد أخرى تحرك المفاوضات، مشددًا على ضرورة أن تتضح الأمور السياسية أكثر من الأمور الفنية.

وأضاف “مغاوري” أن تحديد وتأجيل المفاوضات في أزمة “سد النهضة” قد تكون إشارة إلى أن هناك شيئا ما يحدث وراء الكواليس وتلاعبًا يحدث لضياع الوقت من قبل الجانب الإثيوبي”.

وأوضح أن هناك بعض النقاط التي وضعتها مصر في أجندة الاجتماع القادم، لحسم أغلب القضايا في المفاوضات، حتى لا يكون هناك احتمالات أخرى لاستهلاك الوقت من الجانب الإثيوبي.

الفجر

Exit mobile version