عبد الرسول.. لسنا بحاجة إلى سدود جديدة

في بلد غير السودان عندما يُرسل الوزراء والعسكريون والاقتصاديون والمهنيون إلى المعاش، فإنهم لا يذهبون إلى قارعة طرقات النسيان، وإنما تبدأ حياتهم المهنية الحقيقية التي أكثر نضوجاً، تبدأ في المعاهد الإستراتيجية التي أعدت بعناية لهذه الثروات القومية، كل حسب تخصصه، ووزراؤنا ومهنيوننا في المقابل يهيمون على وجوههم في قارعة الطرقات، كما لو أن المعاش هو نهاية التأريخ لكثيرين إلا من رحم ربك، والذين يؤرخون إلى عهد جديد فوق عرش التقاعد هم يومئذ قليل جداً، من هؤلاء العباقرة الأستاذ عبدالباسط سبدرات، قال لي ذات لقاء صحفي برفقة سيد شباب الصحفيين الأستاذ عزمي عبدالرازق، مكتبي هذا أكبر من مكاتب تسع وزارات تقلدتها واحدة بعد الأخرى، ولم تبق لي إلا وزارة الثروة الحيوانية!! ذهبت يومئذٍ لأكتب في ملاذاتي.. إن ليس بإمكان أي مرسوم جمهوري أن يرسل شاعراً مبدعاً بقامة سبدرات إلى المعاش !!
* رأيت أن أقول، ما كان لنا أن نطلع على رؤى وزير متقاعد هو الأستاذ علي محمود عبدالرسول وزير المالية السابق، لو لم تكرم عليه قناة الخرطوم الفضائية باستضافته على أحد برامجها، بينما يفترض أن تطرح رؤى الرجل وفق منظومة بحثية استراتيجية، توفر قاعدة بيانات وترسم خارطة طريق، لمستقبل الأيام والأجيال و.. و..
* يرى الأستاذ علي محمود، ونرى نحن في المقابل، أن القروض السخية التي جادت بها المملكة العربية السعودية مكانها الأنسب، هو تعمير واستغلال ما بأيدينا من سدود، عوضا عن الذهاب في صناعة سدود جديدة !! فسد مروي على سبيل مشروعات السدود لم نستغل بعد مشروعاته المصاحبة، على أن الرؤية التي نهضت على متنها صناعة أعظم مطار سوداني في مروي، تتلخص في أن هذا المطار لن يهدأ له بال بعد سنوات قليلة من إنشاء مشروع السد، فتلك طائرة أقلعت تحمل أسماك بحيرة السد إلى الخليج، وتلك أخرى تهبط لنقل لحوم حمراء من مزارع المشروع.. والألبان والأجبان والخضروات.. لدرجة احتشاد سحر قصيد جبل مرة.. أنواع شجر وأسراب طيور جات طالة من قلب الصخور عالم عجيب وجمال سحرنا!!
* ما لم يحدث من حراك اقتصادي في مروي، لم يحدث أيضاً في امتداد مشروع الروصيرص وسيتيت، وقديما قال أهلنا “الغلبتو حزمتو يكسر يريدها” !!
* يا جماعة الخير.. هنالك سبب آخر يجعل الأولوية الاقتصادية القصوى، في توظيف الفرص الاستثمارية التي وفرتها السدود القائمة، وهو أن صناعة سد جديد يحتاج الى خمس سنوات، وتوظيف مخرجاته في تحتاج هي الأخرى إلى عشر سنوات كما يحدث الآن في مخرجات السدود القائمة !!
وليس هذا كل ما هناك

Exit mobile version