وزيرنا الحارس مالنا

جاء في الأخبار أن وزير المالية قال مخاطباً النواب بالبرلمان.. إن هناك اتجاهاً لحكومته لرفع الدعم عن القمح والمحروقات تدريجياً مع مطلع العام المقبل.. ويبدو أن الرجل بعيداً جداً عن واقع الحال الذي يعيشه الشعب السوداني، وهذا يؤكد ما ذهبت إليه مقولة النواب في نفس الجلسة، أن الحكومة في وادي والشعب في وادٍ آخر.. حيث أن هذه التصريحات تؤكد عدم إحساس (بالوجع) الذي يعيشه السواد الأعظم من الناس الذين يعجزون عن توفير (لقمة العيش) وترهقهم مصاريف العلاج والتعليم..

ورغماً عن اعتراف نواب الشعب بغفلة الحكومة عن مواطنيها، إلا أن وزير المالية يصر على أن يكون في الوادي الآخر.. وكأنه يستهتر بالعقول، خاصة وأن كل المؤشرات الاقتصادية العالمية تشير إلى انخفاض أسعار النفط عالمياً.. حيث أنها انخفضت من 130 دولار الى 40 دولار، وهذا لمن يفهمون أبسط قواعد الاقتصاد، يعني أن الشعب يطلب الحكومة الملايين من الدولارات.. حيث أن هذا الانخفاض لم يؤدي إلى خفض سعر أي سلعة، ولم نشهد أثره في السوق أو أي انعكاس على حياة المواطن، بل على العكس تماماً، حيث أن الأسعار ناطحت الثريا في علوها… للأسف حتى القمح زادت أسعاره وقفزت للضعف مع قلة أوزانه..
الغريب في الأمر أن وزير المالية يتحدث في خيلاء وتناقض واضح عن أن المواطن السوداني موعود بارتقاء مستوى المعيشة، ورفع الكفاءة العامة ليعيش في (بحبوحة) ويمضي وزيرنا الحارس مالنا الى وعدنا بتحسين الدخل للعاملين من خلال إجراءات وسياسات لتأمين توفير السلع الغذائية، وترشيد الإنفاق الحكومي،
الشاهد أن الحديث عن رفع الدعم عن سلع أساسية أصلاً غير مدعومة، يبقى استهتاراً بالعقول.. وأخيراً كما قال نواب البرلمان:
الشعب في وادٍ والحكومة في وادٍ آخر.

سوسن نايل
صحيفة آخر لحظة

Exit mobile version