ليست في متناول الجميع..حفلات رأس السنة.. الأسعار (نار) !

في مثل هذه الأيام من كل عام ، تنشط الأوساط الفنية في العاصمة والولايات للاحتفال بمناسبتين جمعهما يوم واحد ، وهما الاستقلال ورأس السنة الميلادية ، وايذاناً بهذه الاحتفالات تمتلئ شوارع العاصمة والولايات بالملصقات الاعلانية التي تشكل خارطة طريق مهمة لرواد الطرب والاحتفالات .
فبينما يأتي الاحتفال برأس السنه كما (العادة) جماعياً بشارع النيل ، تحشد له الوزارات المختصة رواد الاغاني الوطنية والحماسة ، تأتي احتفالات العام الجديد مع نجوم الشباك في تنافس محموم علي تحقيق أعلى جمهور ، وهذا التنافس في كثير من الاحيان تؤشر لها اسعار الحفلات المطروحة ، فكل يتحسس جيبه ويذهب حيث تسمح ميزانيته .

وفي هذا التنافس لجأ معظم الفنانين للإعلان عن مكان وزمان الحفل اضافة الى السعر ، حفلات الموسم هذه كان لمحمد النصري نصيب الأسد فيها، فقد أعلن عن ثلاث حفلات ، في يوم الخميس الواحد والثلاثين من هذا الشهر ببورتسودان (صالة اتينينا) ، بتذكرة قدرها سبعون جنيها ، ويليه الجمعة اول العام بالمسرح القومي بام درمان بتذكرة تقدر بـ خمسين جنيها ، ثم حفل آخر السبت بولاية القضارف تبلغ تذكرته اربعين جنيها ، بالضرورة فان التفاوت في اسعار حفلات النصري في المدن والولايات واضح الدلالة حيث تحتضن ولاية الخرطوم معظم جماهيره مما يجعله يبحث عن قيمة وسط تمكن هذه القاعدة العريضة من حضور حفل رأس السنة وليضمن نجاحه ، ولاية البحر الاحمر في الآونة الاخيرة نافست العاصمة في الجماهيرية العالية للفنانين الى جانب انها تستهوي الكثير من السياح من داخل السودان وخارجه لحضور تلك الاحتفالات السنوية هناك، وهذا مايجعل من قيمة الحفل هناك الاعلى عند النصري ربما لهذه الضرورة السياحية . ولاية القضارف جاءت اقل سعراً ربما هو عربون محبة لهذه الجماهير .

الفنان محمد الأمين الذي فيما يبدو مرتبطاً بموعد سفر أعلن عن حفله خاتمًا لهذا العام بنادي الضباط كما العادة وبنفس السعر الذي اعتادت عليه جماهيريه اربعون جنيهاً ، فمحمد الأمين لسنوات طويلة اختار نادي الضباط مكاناً ثابتاً فيما يبدو لحفلاته الجماهيرية مع مراعاة قيمة تذكرة تكون في متناول يد الجميع ، حفل الجمعة في ذات النادي يحيه فنان الشباب حسين الصادق بقيمة لاتتجاوز الخمسين جنيهاً ، فيما اتجه شقيقه أحمد الصادق في ذات الأمسية نحو المسرح القومي بقيمة تذكرة تبلغ مائة جنيه كأعلى قيمة تذكرة في احتفالات رأس السنة.

بينما ذهب النجم طه سليمان لتقاسم حفل الخميس مع ملكة الدلوكة انصاف مدني بصالة المعلم ، وتركا سعر الحفل والتفاصيل المصاحبة لجملة ـ( للحجز او الاستفسار) ، وهي جملة استخدمها عدد من الفنانين كما الحال مع فرقة د.الفاتح حسين بالمسرح القومي وغيرهم ، انضم للمعلنين لحفلات رأس السنة هذه العام (كورال كلية الموسيقى والدراما) الذي حقق نجاحاً كبيراً خلال الحفلات الجماهيرية الأخيرة، بل استطاع في فترة وجيزة ان يحجز قاعدته الجماهيرية ، الكورال اختار ارض المعارض ببري مكاناً لحفل رأس السنة لهذا العام .

الحفلات الجماهيرية على الزهد البادئ في أسعارها إلا ان الكثيرين يرون ان دخولها بشكل اسري قد يتسببا في خلل اقتصاديا لمحدودي الدخل من الاسر ، لكنها قد تبدو عادية للشباب افراداً ، كما يتلاحظ انها حفلات ترفيهية ، لايملك هؤلاء الفنانون الشباب جديدًا يطلقونه عبر هذه المناسبة او الترويج لأغنية جديدة او البوم، كما يحدث مع نجوم الفن في العالم العربي ، اضافة الى ان حفلات رأس السنة المعلنة هنا تزيد المؤشر بقوة ان الساحة الفنية أصبحت حكرا علي نجوم شباك بعينهم وهم من يمتلكون الجرأة لتنظيم حفلات جماهيرية الى جانب انهم هم من تتبعهم الأضواء وتتجه نحوهم الفضائيات.

صحيفة الرأي العام

Exit mobile version