” قسوة ” المجتمع أم ” لعنة ” الظروف ” ؟ .. أضبط .. رجال برتبة ” حنانات ” !

هل أرغمتهم الظروف الاقتصادية التي باتت تتحكم في واقعنا اليوم على البحث عن مورد للرزق من خلال مهنة صنفها المجتمع في خانة الأعمال الخاصة بالمرأة ؟ أم أنهم بحثوا لأنفسهم عن وسيلة جديدة لجني المال متحدين العرف والمجتمع ؟ كلها أسئلة تطرح نفسها بعد أن دخل بعض الرجال مهنة ” الحنانات ” في العاصمة القومية دون أن يهتز لهم ” شارب ” .
صورة انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين لشاب سوداني تم إخفاء ملامح وجهه وهو يقوم برسم أشكال مختلفة بـ ” الحناء ” على ساق إحدى السيدات ، تلك الصورة التي أكد البعض أنها لأشهر رجل ” حنان ” في السودان ، الأمر الذي يؤكد أن الحديث عن دخول الرجال للكثير من المهن الخاصة بالنساء ليس حديثا استهلاكيا ولكنه واقع يحاول البعض التقليل من حدته والابتعاد عن تناوله بقدر الإمكان !
” فلاشات ” فتحت الملف وحاولت أن تقترب أكثر من تلك المنطقة المحظورة .
عثمان الفكي طالب بكلية العلوم والتقانة قال بسرعة حول الموضوع : ” عقلية المجتمع السوداني لم تتطور لتستوعب ما يدور في العالم ككل ، وشخصيا لا أرى أي مانع في عمل الرجال بمهن كانت حكرا على النساء ” وأضاف : ” في هذا العصر لا يمكن أن نتحدث عن أشياء خاصة بالرجال وأخرى خاصة بالنساء لأن الأعمال أصبحت قريبة جدا من الجنسين ، إضافة إلى أن التطورات الاقتصادية تفرض على الإنسان في الكثير من الأوقات أشياء مخالفة لطبيعته وتكوينه من أجل الحصول على المال ” .
فاطمة خالد اتهمت المجتمع وقالت ” نحن السودانيين دائما نحكم على الأشياء عن بعد دون محاولة البحث عن الظروف التي جعلت هؤلاء الرجال يقبلون العمل بهذه المهن التي عرفت بها النساء ” ، وواصلت : ” شخصيا أرى أن العمل الشريف كيفما كان نوعه أفضل من قطع الطريق على الناس وسلب ممتلكاتهم أو العيش عالة على الغير والمهنة كيفما كان نوعها لا يمكن أن تغير شخصية صاحبها وسلوكه إذا كان واثقا من نفسه ومؤمنا بما يفعله ” .
” م. ن ” تلك السيدة التي فضلت حجب اسمها رفضت رفضا باتا فكرة أن يمتهن الرجل مهنة الحنانة الأولى لأنها مهنة نسائية وقالت : ” لو أخلي الحنة نهائيا ما حاتحنن على يد راجل ” ، وواصلت : ” يا جماعة هم رجالنا عندهم رأي في الحنانات النسوان كمان نجيب ليهم رجال ؟ ” .
الاختصاصية الاجتماعية حسنة عبدالله قالت إن المجتمع رغم التطور والتغير الكثير في القيم لم يتقبل بعد فكرة عمل الرجال في مهن تخص النساء أو العكس ، مضيفة أن المجتمع السوداني يصنف فورا الرجل الذي يعمل بمهن تخص النساء بأنه ” ناقص رجولة ” ، وأضافت ” التحويلات الاقتصادية والتكنولوجية دفعت بالعديد من الرجال إلى الإقبال على تعاطي مهن كانت مقصورة على النساء في السابق والتاريخ الاجتماعي يبين أن هذه الأنشطة المحصورة على النساء فقط ، وبالمقابل هنالك أخرى محرمة عليهن ، وإذا كان الرجال بإمكانهم القيام بكل الأنشطة التي تقوم ببعض هذه الأنشطة ، لكن في رأيي الشخصي أن امتهان الرجال لهذه المهن سيخرجها من الظل وربما تشتد المنافسة وترتفع قيمتها المالية ” .

 

 

أماني حمد
صحيفة السوداني

Exit mobile version