حوار مدير جهاز الأمن والمخابرات : هناك إتهام يطال جهاز الأمن، أنه يملك شركات ومؤسسات مالية عديدة تدر عليه دخلاً كبيراً

بدءاً: ما هي موارد الجهاز؟ وهل يخضع لمراجعة المراجع العام؟
نعم ميزانية الجهاز تخضع للمراجعة من قبل المراجع العام منذ العام 2010م، بل وتتم مراقبة الصرف أيضاً بوجود شبه دائم لمندوبين يتبعون للمراجع العام داخل الدائرة المالية للجهاز، وهم يقومون بالرقابة على فترات طويلة خلال العام المالي، وعائدات الإستثمار تصرف على التنمية وعلى أسر شهداء الجهاز وعلى الرعاية الإجتماعية للمالكين الذين هم عضوية الجهاز، وأشير أيضاً إلى مساهمات الجهاز في علاقاته مع عموم المجتمع السوداني.
للمخابرات أساليب عملها ومن هذه الأساليب ضرورة أن تكون وسط النشاط وليس على هامشه، المهم في تجربتنا الاهتمام والإلتزام بالأخلاق والوسائل المشروعة والقانون.
هل أن راضٍ عن عمل جهاز الأمن والمخابرات الوطني؟
الجهاز يضع مصالح البلاد نصب عينيه وبات يعمل وفق منطق الدولة ويشارك في تحقيق مصالحها الإستراتيجية ويحلل القضايا السياسية وفق منظور السودان ونحن مهمومون بالسير إلى مهنية أكبر وبتطور أكثر في إنجاح مهمة المخابرات وحفظ الأمن وهذا مجهود كبير نسعى من خلاله إلى ترسيخ مفهوم الأمن المستدام دون اللجوء إلى الأجواء الأمنية.
وهل حققتم ذلك؟
نحن نشعر أننا لم نصل إلى الموقع الذي نرضى عليه، المجهود الذي نقوم به في التدريب وتأهيل عضوية الجهاز بإمكاننا تجويده أكثر ونعني بذلك التدريب المهني الحرفي والتدريب الذي ينقل الفهم والأفكار لتعريف وتطبيق ما هو الأمن القومي ومصادر قوة السودان وكيفية تنميتها، نحن نتعاون في هذا الأمر مع دول كثيرة علاقتنا بها جيدة كما أننا نطور تجاربنا، الآن نجتهد في إنشاء أكاديمية أمن عليا، وهي أكاديمية عليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية ومقيمة ومعترف بها من وزارة التعليم العالي وتمنح شهادات عليا في الدراسات الإستراتيجية، وسنفتحها قريباً، وأعتقد أنها ستشكل نقلة كبيرة، وكما أن هذه الأكاديمية مهتمة بتطوير أفراد الجهاز فهي مهتمة كذلك بالمجتمع والعاملين في الدولة لتنمية قدراتهم تجاه المسائل الإستراتيجية والأمنية، ولكي لا يشعر الناس أن هذا المفهوم معني به جهاز الأمن فقط، إنما كل السودانيين، لذلك الأكاديمية تقوم ببرنامج كبير، والنقلة التي ستحدث في الأكاديمية ستتيح فرصة أكبر لأن تقوم بواجبها تجاه الجهاز والدولة، وإستراتيجيتنا في إستيعاب أبناء وبنات السودان في الجهاز حالياً تقوم على الإستقطاب والتجنيد السنوي المستمر غير المنقطع.. كل عام دفعة مما أدى إلى تمكن الجهاز من تنفيذ برامجه وتوسيع إنفتاحه.
البعض يرى أن الجهاز لا يضع معايير لمنسوبيه، حيث يكتفي بقبول أفراد يحملون شهادة ثانوية فقط؟
حملة الشهادة الثانوية هم جنود، ويمكن أن نقبل في العام الواحد دفعتين أو ثلاث.. أما بناء الجهاز فنركز فيه على الضباط خريجي الجامعات.. تحدثنا من قبل عن التدريب والتأهيل ليكون جهازاً مهنياً محترفاً في عمله، ونحن نؤمن أن أبرز مهام التطوير هي التأهيل، الآن إنتشارنا في إفريقيا أكبر، وعلاقاتنا مع الأفارقة جيدة، ومساهمتنا وإنفتاحنا معهم جيد، وإنفتاحنا عربياً وأسيوياً جيد ومتوسع، لكننا نرى أن هناك أزمات تمر بها البلاد لابد أن نسهم في معالجتها وتلافيها، لذا جاءت فكرة أن نساهم مع القوات المسلحة في درء تهديد المتمردين، ولابد أن نساهم مع الشرطة في مكافحة الجريمة وتهريب البشر والسلاح، ومحاربة التطرف ولدينا مجهود كبير في ذلك.
تظهر كل فترة أزمة حول الدقيق.. هل تدخلتم في هذا الشأن؟
الدقيق والجازولين والمواد البترولية، مدعومة من الحكومة، وكان الدعم قبل سبتمبر كبيراً، والآن هناك دعم، هذه المواد هُرِبت إلى بعض دول الجوار، لذا شكلنا لهذا الأمر لجنة وغرفة، ما هو جيد أن قيادة الجهاز متاح لها موارد بشرية ومادية يمكن أن تحشدها وتوجهها نحو المشكلة والتهديد الماثل، وتستنفر كل الجهود لحلها، تهريب الدقيق ما زلنا نعمل على إحتوائه، وأشير إلى أن إستهلاك ولاية الخرطوم في المواد البترولية نقص إلى ثلثين، أي أن هناك ثلثا تم توفيره.
ألم ترجحوا كفة على أخرى في أزمة الدقيق التي حدثت بين وزير المالية بدر الدين محمود ورجل الأعمال أسامة داؤود؟
نحن جهاز دولة ندعم الدولة وسياستها ونعمل على حسن تنفيذ هذه السياسات.. هناك سوء فهم كثيف حول هذه المشكلة.
علاقتك مع مدير جهاز الأمن السابق صلاح قوش.. كيف هي وهل من مجال إلتقاء بينكم؟
أنا وصلاح إلتقينا قبل أيام، علاقتي مع صلاح لم تبدأ بالعمل في الجهاز، فنحن دفعة في جامعة الخرطوم كلية الهندسة، صلاح درس هندسة مدنية وأنا ميكانيكا، درسنا سنتين مع بعضنا قبل أن يذهب كل منا إلى تخصصه الأكاديمي، وليس لأننا دفعة فقط، ولكن أنا وصلاح كنا صديقين، وهذه الصداقة لم تنته بتخرجنا من الجامعة عام 1982م، لكن عملنا معاً قبل الإلتحاق بجهاز الأمن، والعلاقة مع صلاح ليست علاقة عمل، وهي ما زالت مستمرة ومتواصلة.
ألم تتأثر بذهابه من الجهاز وترؤسك له؟
أبداً لم يكن هذا سبب.. يمكن أن يختلف الناس في التقديرات السياسية وهذا أيضاً لا يفسد للود قضية.

السوداني

Exit mobile version