شحتفة” أمريكا للسودان

حين يتحدث السودان عن آثار العقوبات الأمريكية على حياة الشعب السوداني يكون الرد من أمريكا هو رفع جزئي للعقوبات بحسب احتياجات أمريكا ومصالحها مثل رفع الحظر عن تصدير الصمغ العربي الذي تحتاج منه أمريكا لأكثر من 70% من إنتاج السودان من الصمغ..
تتحدث وزارة الصحة عن أن حوالي 40 % من الوفيات في المستشفيات السودانية بسبب قصور الأجهزة المستخدمة وخاصة أجهزة التخدير فيكون الرد من أمريكا هو السماح باستيراد أجهزة الاتصالات وتقاناتها..!!
يشكو السودان وتشكو وزارة الصحة تأثير العقوبات الاقتصادية الأمريكية ويطالب وزيرها أبوقردة الحكومة الأمريكية بحضور القائم بالأعمال الأمريكي باستثناء الأجهزة والمعدات الطبية من الحظر المفروض على السودان فترد واشنطون على هذا الطلب بعد عدة أشهر برفع العقوبات بنسبة (55%) عن مشاريع البيئة..!!
يتحدث السودان عن تسبب العقوبات الأمريكية في حرمان بلادنا من حوالي 18 مليار دولار سنوياً كحق دولي له في صناديق المانحين الدولية فتحدثنا أمريكا عن تعاون أمريكي مع السودان في مجالات المناخ..!!
نقول لكم نحن نعاني من المرض ونموت بسبب عقوباتكم فتقدمون لنا تذاكر حفل موسيقي..!
لو كنت صاحب قرار في الحكومة لمنعت تصدير الصمغ العربي لأمريكا ورفضت عطية المزين أو درهم المتسول الذي تريد أمريكا منحنا له بالرفع الجزئي المزاجي للعقوبات وهي التي تمارس أكبر انتهاك لحقوق الإنسان في السودان.
ماذا تفيدنا مشروعات البيئة ونحن لا نملك قدرة حتى على تشغيل مصانع أو تحريك إنتاج من النوع الذي يخرب علينا تلك البيئة بالمستوى الذي يحدث في الصين واليابان وأمريكا نفسها..
لماذا تصر أمريكا على منحنا صابونا لغسل أوانٍ وصحون غير متسخة أصلاً وتحرم بلادنا من النجاح في ملء تلك الصحون بأطباق الحياة المتنوعة مثلنا مثل خلق الله.
نعتقد أن عملية التطويل والابتزاز الأمريكي للشعب السوداني في قضية رفع العقوبات بالسيسي والملم والجرام وحالة (الشحتفة) التي تعيشنا فيها الإدارة الأمريكية علينا أن نرفضها (فكأس الحياة بذلة كجهنم)..
وقد علمتنا قساوة الحياة كيف نعيشها بدون أمريكا وبدون دولارها وبدون منحة من بنك دولي لأكثر من عشرين سنة.. فإما أن تقر أمريكا وتعلن عن رفع عقوباتها الاقتصادية بشكل كامل أو تتركنا في حالنا، صمغنا في مخازنه وكنوزهم في خزائنها.. فقط لا يجب أن تحدثوننا مرة أخرى عن ما يسمى بانتهاك حقوق الإنسان، لأننا لا نعرف انتهاكاً أوضح من انتهاك أمريكا والمؤسسات الدولية الراضخة لها لحقوق الإنسان في السودان.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين

Exit mobile version