محبي ومريدي الشيخ الامين: الإشاعة لها خطر عظيم و شر كبير

الإشاعة لها خطر عظيم و شر كبير
فكم دمرت من مجتمعات و هدمت من أسر، و فرقت بين أحبة.
كم أحزنت من قلوب، و أولعت من أفئدة،
و أورثت من حسرة.

و إذا أردت أن تعلم عظيم شرها، فانظر في حادثة الإفك ، كيف أن النبي صلى الله عليه و سلم مكث شهرا كاملا وهو مهموم حزين ،
لا وحي ينزل يبين له حقيقة الأمر، و لا يعرف عن أهل بيته إلا الطهر و العفاف.

و لقد فتن الكثير منا بنشر هذه الإشاعات و ترديدها دون النظر في النتائج ، و دون النظر في الشر الناتج عنها.

و قد بين الإسلام علاج الإشاعة بالتبين أو التثبت من حقيقة ما يقال عندما قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا …)

و قد وصف كل ناقل للإشاعة بالفسق في قوله تعالى اعلاه و قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ” كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ”

إن الكثير منا لا يفكر في مضمون الإشاعة الذي قد يحمل في طياته كذب تلك الإشاعة،

بل تراه يستسلم لها و ينقاد لها و كأنها من المسلمات ،

و لو أعطينا أنفسنا و لو للحظات في التفكر في تلك الإشاعات لما انتشرت إشاعة أبدا.

فالعاقل يعلم أنه ليس كل ما يسمع يقال و لا كل ما يقال يخصه او يعنيه .

لقد بين الله حال المؤمنين الذين تكلموا في حادثة الإفك فقال سبحانه: ( إذ تلقونه بألسنتكم و تقولون بأفواهكم ما ليس به علم ).

و لكن يبقى أولئك الذين يتأذون هم أحباب الله ، فإن الله إذا أحب عبدا إبتلاه ، فكما قلنا تلك حادثه الإفك و غيرها من الأذى الذي أصاب نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي قال

” أشد الناس بلاء الأنبياء, ثم الصالحون, ثم الأمثل فالأمثل ”

وهم أحباب الله، فالابتلاء يبتلى به الأحباب ليرفع درجاتهم وليكونوا أسوة لغيرهم حتى يصبر غيرهم و يتأثروا بهم .

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : (أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل)

وفي رواية: (الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل يبتلى المرء على قدر دينه)

ثم لو عدنا لحادثة الإفك ، سنعلم أن بعض البلاء و الإشاعات التي تصيب الشخص لتبين له حقيقة الصفوف المجتمعة حوله ، فهناك المنافقين و هناك اهل الصلاح و التقوى ، و هذا ما جعله الله لنا درسا في حادثة الإفك و كفى بها دليلا لنعلم ان الطهر و العفاف الذي بالصالحين يمسه الاذى ليطهرهم الله من الرجس و المنافقين الذين يلتفون حولهم كالثعبان و العياذ بالله لينقضوا في اللحظه المناسبة و لكن انساهم الشيطان أنهم ( يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين )

ختاما نقول بأن عظم الجزاء من عظم البلاء ،،

و نسأل الله تعالى حبه و حب من يحبه و حب كل عمل يقربنا إلى حبه .

بقلم
صفحة محبي ومريدي الشيخ الامين عمر الامين طه‎

Exit mobile version