عندما يبكي إسحق فضل الله

* رسم القاص إسحق فضل الله منذ نحو يومين سيناريوهات (محتملة) مرعبة جداً، كانت من الإحكام وحشد المسوغات والشواهد ما يجعلها حقيقة تنتظر (ساعة الصفر)! ذلك لدرجة إذا ما فرغ أحدهم من قراءتها ثم سمع صوت فرقعة صفيح، لا يملك إلا أن يصيح، (لقد صدق ود فضل الله ورب الكعبة)!!
* كنا سنقول لم يكن هذا سوى حبكة درامية متقنة من حبكات القاص إسحق فضل الله صاحب رؤية (الأشجار تمشي)، لولا أن هناك شواهد أخرى تعضد ما ذهب إليه!!
* وقبل أن نمضي بعيدا عن ملكة إسحق القصصية، يجدر بنا أن لا نتجاوز تلك الواقعة الدرامية المبكية، يقول إسحاق ذات قصة قصيرة متقنة، إنه قد شاهد غداة نشر قصته تلك أن زميله المهندس يقرأ الفصل الأخير من القصة ثم يبكي، ثم يدخل إسحق إلى المكتب الآخر وينتظر زميلته حتى تبلغ الفصل الأخير من قصته لتدخل هي الأخرى في نوبة من البكاء، يقول إسحق (أنا ذاتي لما كنت أكتب الفصل الأخير كنت أبكي)!!
* غير أن الأجهزة الأمنية أضحت لا تبكي لبكاء إسحق فضل الله، ولا تحرك ساكنا عندما يصيح في القوم (هجم النمر هجم النمر)!! يقولون لا تنزعجوا فهذا صوت إسحق فضل الله، لكن ماذا لو هجم النمر بالفعل!!
* للذين فاتهم الاستماع سأختذل رؤية إسحق في جملة واحدة مفيدة، (بأن هناك جهات مريبة تهجم على بيوت وشقق الخرطوم مستاجرة بعجلة وبأموال باهظة كما لو أنها تتهيأ ليوم مذبحة)!!
* سأضيف بعض الهواجس التي ستخدم لا محالة الفكرة التي خرج إسحق لترسيخها بما يلي..
* تحتفل صحفنا ووسائل إعلامنا هذه الأيام (بألفين وخمسمائة مسلح) من حركة مناوي انضموا دون جهد كبير إلى السلام، يقول الخبر إنهم سيلتحقون بالحوار على عجلة من أمرهم!!
* ونتساءل.. كيف يلتحق بالحوار جيش جرار قادم للتو من الأدغال وحديث عهد بسلام!! بحيث يفترض أن ممثلا لهؤلاء القادمين يلتحق بمجريات الحوار بالعاصمة الخرطوم على أن يبقى المقاتلون في الإقليم حتى تسوى أمورهم، يفترض أن هذا هو سياق الخبر!!
*وأضيف إلى (هواجس إسحق) أن الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يقودها ياسر عرمان، وعبر (مفاوضات غير رسمية)، وبيسر حير كل المراقبين قد توصلت إلى تفاهمات، وأنها الآن على عجلة من أمرها للنزول إلى الخرطوم!!
* برغم الذي ذكرته ولم أذكره لم أكن لأجرؤ على كتابة هذا، إلا بعد أن لقيني أمس أحد الأئمة مع أحد الناشطين الحركيين الإسلاميين يسألاني كصحفي، عن ما يدور في قارعة طرقات المجتمع بخصوص الموضوع ذاته!
* صحيح إننا نصرخ بهذا الآن لأجل العثور على إجابة عن سؤال المشفقين.. أايقاظ أمية أم نيام!!
* ذلك برغم أن الحركة الشعبية لما كانت بأسلحتها الثقيلة بالخرطوم، لم يكن بمقدورها أن تفعل شيئاً في هذا الطريق المحفوف بالمخاطر، فضلا على أننا اليوم بفضل الله أحسن حالا أمنيا، وعلى ولاية الخرطوم رجل بدرجة (شهيد حي) هو سعادة الفريق أول ركن عبدالرحيم محمد حسين..
* وعناية الله وحفظه من قبل ومن بعد.

Exit mobile version