لا يا غندور!!

*شريف كان شاباً ذا حسب ونسب ووسامة..

*كن بنات البلدة يعشقنه بشدة، ويعشق هو نفسه أشد..

*وما من شهر يمر إلا وتسمع البلدة طلب شريف يد فلانة..

*ثم سرعان ما ينتشر فيها خبر تخلي شريف عن فلانة هذه..

*وانضمت ابنة (الكبير) – بكل حسنها- إلى قائمة ضحاياه..

*وعصر يوم تهامست البلدة بمفاجأة لم تكن في الحسبان..

*قيل إن معشوق العذارى طرق باب (خير الله) خاطباً..

*وهو لم يكن لديه من البنات سوى واحدة ذات جمال متواضع..

*وفوق ذلك كانت تُعيَّر- في المدرسة- بأمها صانعة (مغيِّب العقل)..

*والمفاجأة الأشد وقعاً- في اليوم التالي- هي أن الفتاة (رفضت)..

*وحجة رفضها أنها من (مستوى) غير مستواه..

*ولم يفهم الناس أن كانت تعني- بمفردة (غير) هذه- أقل أم أعلى..

*ووجدت كل فتاة لفظها شريف فرصتها للشماتة فيه..

*وكذلك من عشقنه وظللن يترقبن مقدمه إليهن على أحر من جمر..

*والآن منح غندور كثيراً من دول (الممانعة) فرصة الشماتة فينا..

*منحها إياها بحديثه – إن صح- عن تفكير حكومتنا في التطبيع مع إسرائيل..

*وقبل المواصلة أقف قليلاً عند مصطلح (الممانعة) هذا..

*فما عادت هنالك ممانعة بالشكل الذي كانت عليه في السابق..

*أي حتى لحظة سقوط الاتحاد السوفييتي نصير العرب في عدائهم لإسرائيل..

*وإنما العديد من الدول هذه لديها علاقات (سرية) مع دويلة اليهود..

*بما في ذلك سوريا الأسد التي تدعي رفع لواء الممانعة..

*بل بما في ذلك فلسطين الرسمية ذاتها بعيداً عن (جناحها الإيراني) حماس..

*ومن المنطلق هذا كنا طالبنا سابقاً بالتخلي عن (حساسية) التعامل مع إسرائيل..

*فنحن لسنا أكثر عروبةً من المطبعين سراً – وجهرةً – هؤلاء..

*لسنا أكثر عروبة من مصر ولا المغرب ولا قطر..

*ولسنا أكثر تمسكاً بـ(القضية) من أهلها المحتلة أراضيهم..

*فلما قلنا كلامنا هذا شُتمنا بمثلما شُتم السادات عقب اتفاقية (كامب ديفيد)..

*ثم إذا بكثير من الشاتمين هؤلاء بزّوا السادات (تطبيعاً)..

*ولكن خطأ غندور أنه (جهر) بالنية قبل جس النبض سراً..

*أي كأنه كان واثقاً من قبول عرضه تماماً كثقة شريف في فرحة بنت خير الله به..

Exit mobile version