متى (نشد وسطنا)؟!

*كل مشاكلنا خلصت ولم يبق لنا سوى أن (نهجج)..
*سوى أن نرقص ونغني و(نستعد) كما قال القذافي وهو في أوج (مشاكله)..
*فما من يوم يمر دون أن يكون هنالك مهرجان-أو أكثر- في مكان ما..
*وظهرت هذه الأيام بدعة الاحتفاليات المنبثقة عن المهرجانات الرئيسية..
*والاحتفاليات المنبثقة هذه ذاتها تنبثق منها (حاجات) ذات صفقة وطرب وتمايل..
*وفي أمسية واحدة قد تجد (هجيجاً) بكل من الخرطوم ومدني وشندي وبورتسودان..
*والقصة (منداحة) اندياحاً مخجلاً لنُفاجأ عما قريب- ربما- بكل مدن السودان ترقص..
*حتى بلدتنا البئيسة قد نراها ترقص غداً بـ(عويرها العابس) ياسين..
*ثم يتحدثون لك عن نهضة الوطن في المجالات كافة ليحتل مكانه الذي يليق به..
*والله إلا أن يكون مجال (الهشك بشك) فقط هو الذي نتفوق فيه ولا شيء سواه..
*ولو كانت اليابان فعلت مثل الذي نفعله الآن عقب القنبلة الذرية لما صارت دولة كبرى..
*ولا ألمانيا وروسيا وبريطانيا وفرنسا كذلك بعد الحرب العالمية الثانية..
*ولا إيطاليا إثر أن دمرتها قوات الحلفاء جراء انحيازها لدول المحور..
* فكل الدول هذه نهضت بسواعد الجد لا سواعد الصفقة والرقصة والبهجة..
*ولا نعني بذلك أن هذه الأشياء مرفوضة على إطلاقها ولكن ليس بمثل هوسنا هذا..
*فلا يعقل أن تكون فضائياتنا تهجج وإذاعاتنا تهجج وحكومتنا تهجج وشبابنا يهجج..
*الكل في حالة هجيج دائم وكأنما اُصبنا بجرثومة (أم فريحانة) نحن..
*ثم ما من مناسبة – حتى وإن سياسية – إلا ونستغلها (أطرب) استغلال..
*واشتغلت (عدادات) قيقم والبعيو ودوشكا وسمية وإنصاف بطاقتها القصوى..
*والرئيس المصري المخلوع سخر منا مرةً رغم أن مرضنا (الهجيجي) لم يكن قد استفحل بعد..
*فقد قال – حسني مبارك- (الرغيفة عندهم زي ديل الكلب وهما عمالين يرؤصوا)..
*والآن صارت مثل (ديل الفأر) وما زلنا نرقص يا (عم) مبارك..
*فقد نزل الولاة بثقلهم إلى حلبة الرقص تحت مسمى مهرجانات السياحة والتسوق..
*ثم لا سياحة ولا تسوق ولا يحزنون وإنما محض هز أذرع وأرجل و (وسط)..
*وقبل أيام عجب العالم للقطة ديك مقطوع الرأس وهو واقف يهتز رقصاً..
*والآن يعجب للقطات شعب (مهدود الوسط) وهو يهزه رقصاً..
*فتلفزيوناتنا غير مقصرة في توصيل (رسالتنا التطريبية) إلى العالم أجمع..
*وأضحى شعارها (فاصل إخباري ونواصل الهجيج)..
*ومع مهرجاناتنا (مش ح تقدر تغمض عينيك)..
*أو (تشد وسطك !!!).

Exit mobile version